أدى صلاة الجنازة على شهيد الوطن جاسم الزعابي

حاكم رأس الخيمة: شهداؤنا سطروا أسمى معاني الرجولة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أن أبناء الإمارات هم أهل الوفاء وعلى العهد باقون، وهم من ينصرون إخوانهم وقت المحن، وهم الشمس التي لا تغيب ببركة شهدائنا الذين سطروا أسمى معاني الرجولة والعروبة، كترجمة صادقة لروح الإمارات النابض بالعروبة والإسلام ودفاعاً عن المبادئ والقيم الإنسانية التي قامت عليها في مساندة الأشقاء ومد يد العون للمنكوبين من شعوب العالم أجمع.

وقال سموه خلال أداء صلاة الجنازة على جثمان فقيد الوطن الشهيد ملازم أول طيار جاسم صالح الزعابي، في مسجد الشيخ حميد القاسمي بمنطقة الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة، قبل أن يوارى جثمانه الثرى بمقبرة الزعاب: «اليوم يعد فرصة حقيقية لتثمين دور الأمهات والآباء الذين قدموا هؤلاء الأبطال والذين غرسوا داخلهم أسمى القيم والأخلاق ومعاني الوفاء، ليقدموا أرواحهم الطاهرة فداءً للحق والواجب الوطني ونصرة المظلوم في ميادين العز والشرف، لينعم شعب اليمن بالأمن والاستقرار».

وأضاف سموه: ما زالت دولة الإمارات تضرب أروع الأمثال في مساندة الأشقاء بأغلى ما تملك في كل مكان، وتاريخها يثبت على تلاحم القيادة الرشيدة والشعب الإماراتي كأسرة واحدة، داعياً الله لشهدائنا بالجنة وللمصابين بالشفاء العاجل ولأبنائنا باليمن النصر القريب. وأعرب سموه عن خالص تعازيه ومواساته لأسرة الشهيد، داعياً الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

عريسنا للجنة

وأكد سعيد الشقيق الأكبر للشهيد ملازم أول طيار جاسم صالح بن جميع الزعابي في إمارة رأس الخيمة، أن استشهاد شقيقي الأصغر في ساحات العزة والكرامة لإعلاء كلمة الحق ونصرة المظلوم وطاعة ولي الأمر، فخر لنا وعزة، حينما لبّى نداء الواجب الوطني كأحد جنود الإمارات البواسل المشاركين في عملية «إعادة الأمل» مع قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.

وأشار إلى أن أسرة الشهيد تزفه اليوم عريساً إلى الجنة، حيث كان يستعد الجميع لإعلان خطوبته خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، إلا أن إعلان الاستشهاد الذي تمناه والذي كان يؤكد عليه دائماً «إما النصر أو الشهادة» سبق عرسه في الدنيا، لافتاً إلى أن الشهيد كان حريصاً على التواصل مع أفراد الأسرة وآخر اتصال كان صباح يوم الجمعة قبل ساعات من استشهاده للاطمئنان على صحة عمه الذي رباه وأنشأه ويعتبره بمثابة والده الثاني، حيث كان يعيش معه منذ نعومة أظاف ره، لافتاً إلى أن عمه يرقد حالياً في المستشفى.

وأضاف: قال الشهيد خلال آخر رسالة معي عبر الواتساب قبل ساعات قليلة من استشهاده «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حين يسكن رضى الله في قلوبنا يصبح كل شيء أجمل، فلا تفكر كثيراً بل استغفر كثيراً، فالله يفتح بالاستغفار أبواباً لا تفتح بالتفكير، ومن رضي بقضاء ربه أرضاه الله بجمال قدره، ومهما جمعت من الدنيا وحققت من الأمنيات، فعليك بأمنية يوسف عليه السلام، توفني مسلماً وألحقني بالصالحين، أسعد الله أيامكم وأنار قلوبكم»، مشيراً إلى أن الشهيد كان يستشعر موعد استشهاده.

وأشار إلى أن الشهيد جاسم «27 عاماً» كان الرابع بين أفراد الأسرة المكونة من 8 أشخاص 4 ذكور «سعيد وجاسم وعبيد ومحمد» و4 إناث، وأن والدنا توفي قبل 7 أشهر، مشيراً إلى أن الأسرة تفخر وتعتز بتقديم الشهيد «جاسم» رغم مرارة رحيله، مؤكداً أن أفراد الأسرة على أتم الاستعداد لاستكمال واجبه الوطني، وجميع أبناء دولة الإمارات من كبيرهم إلى صغيرهم رهن الإشارة ومستعدون للتضحية بأرواحهم ودمائهم لتلبية نداء الوطن والدفاع عن مكتسباته وإنجازاته، وحماية أمنه واستقراره ضمن صفوف قواتنا المسلحة وخلف قيادتنا الرشيدة.

وأكد سعيد: أن نبأ الاستشهاد هو تتويج لمسيرة شقيقي الأصغر «جاسم» بعد أداء دوره في خدمة الوطن والوقوف بجانب الشعب اليمني الشقيق لإعلاء كلمة الحق، لافتاً إلى أن الشهيد كان يتمتع بمكانة متميزة بين العائلة والأصدقاء ومشهود له بحسن الخلق والشجاعة وحب الناس، وهذا ما نراه اليوم بوقوف الجميع إلى جانب الأسرة منذ إعلان نبأ الاستشهاد.

البيت متوحد

وأكد عبيد الشقيق الأصغر للشهيد، أن يد الغدر لن تثني أبناء الإمارات عن تقديم الغالي والنفيس للذود عن تراب الوطن، وأن استشهاد شقيقي الأكبر يزيدنا قوة وإيماناً بقضيتنا في دعم الشعب اليمني لحماية وطننا العربي من كل المعتدين والانقلابيين، لافتاً إلى أن «جاسم» التحق بصفوف قواتنا المسلحة قبل 5 أعوام بعد اكتمال دراسته في كلية خليفة بن زايد الجوية، وانضم إلى صفوف جنودنا البواسل ضمن قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن قبل عامين، وسافر إلى الأراضي اليمنية عدة مرات كان آخرها منتصف الشهر الماضي.

وأشار إلى أن التفاف القيادة الرشيدة وأبناء الإمارات حول الأسرة منذ اللحظات الأولى لإعلان نبأ استشهاد «جاسم» وخلال مراسم تشييع جثمانه، دليل على قوة البيت الإماراتي وتلاحم قيادتنا الرشيدة مع أبناء الدولة، حيث أكدت هذه اللحمة الوطنية أن المصاب مصاب الجميع، ما ساهم في تخفيف مرارة رحيل شقيقي الذي نحتسبه عند الله شهيداً للواجب الوطني.

فخورون بشهيدنا

وقال محمد الشقيق الأصغر للشهيد، اليوم الجميع في «عرس الشهيد» يزفونه إلى الجنة إن شاء الله، حيث اتفقت الأسرة خلال عطلته الأخيرة قبل أسبوعين على إعلان خطوبته عقب عودته من الأراضي اليمنية، إلا أن إرادة الله كانت سباقه باختياره ليكون بجانبه، رافعاً راية وطننا الغالي وموشحاً الأسرة بوسام الفخر والعزة.

وأكد الزعابي أن أسرة الشهيد جاهزة لاستكمال مسيرته العطرة للدفاع والذود عن تراب الوطن الغالي ورفع رايته عالية خفاقة، دفاعاً عن مكتسباته وإنجازاته، واليوم لا وجود للحزن أو العزاء رغم مرارة فراق «جاسم» الذي ترك خلفه ذكرى عطرة ستبقى على مدار التاريخ مصدر فخر واعتزاز للجميع، حيث كان الشهيد يتمتع بحس وطني عال، ولا يقبل الظلم لأي شخص، متسلحاً بروحه العالية وقوته العسكرية الفولاذية في الدفاع عن تراب وطننا الغالي.

Email