أكد أن «عام زايد» مناسبة للاحتفاء بإنجازات المغفور له وأثرها المستقبلي

محمد بن زايد: الإمارات ارتقت في عهد زايد إلى مصاف الدول المتقدمة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن «عام زايد» يمثل مناسبة للاحتفاء بإنجازات المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وأثرها المستقبلي؛ فقد استطاعت دولة الإمارات أن ترتقي في عهده إلى مصاف الدول المتقدمة، وأن تشهد معدلات تنمية كبيرة على المستويات كافة، ويتحول المواطن الإماراتي إلى أهم عنصر من عناصر التنمية؛ لأن الهدف الرئيسي الذي كان يعمل من أجله الشيخ زايد -رحمه الله- هو الاستثمار في بناء الإنسان الإماراتي، والإيمان بمقدرته على المشاركة بفاعلية في بناء الوطن ونهضته الشاملة؛ فقد كان يؤكد دوماً أن الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم، وأن أثمن ثروة لهذا البلد هي الإنسان الذي يجب أن نعتني به كل العناية، ونوفر له كل الرعاية؛ فلا فائدة للمال من دون الرجال، وهذه هي الفلسفة التي تنطلق منها عملية التنمية الشاملة والمستدامة في دولة الإمارات.

وقال سموه في تدوينات عبر الحساب الرسمي لأخبار محمد بن زايد على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «توجيهات خليفة بإعلان «عام زايد» دلالة على حكمته ورؤيته بتعزيز المكتسبات والتمسك بثوابتنا وحاضرنا ومستقبلنا كما رسم وأسس زايد، وتوثيق لمسيرة زاخرة بالمنجزات الوطنية والأعمال اﻹنسانية، جسدت رؤية وإرادة المؤسس وعزيمته الصلبة».

مبادئ

وأضاف: «العمل الحكومي بقيادة أخي محمد بن راشد رسخ منهجية عمل متكاملة عمادها قيم ومبادئ ورؤية زايد لمستقبل وطن أكثر إشراقا ورقيا ورفعة».

وقال سموه: «الهدف الرئيسي الذي كان يعمل من أجله زايد هو الاستثمار في بناء الإنسان الإماراتي الذي اثبت قدرته وكفاءته في بناء الوطن ونهضته..

و«عام زايد» فرصة لاستحضار إرثه الإنساني والتنموي والحضاري وتعريف الأجيال الجديدة بسيرته ونهجه ومبادئه وقيمه النبيلة».

وأضاف: «زايد باق في الذاكرة والوجدان، نموذجاً فذاً في القيادة واﻹخلاص والتفاني، منه نستلهم العبر وطريق النجاح، والحفاظ على إرث زايد مسؤولية مشتركة فاسم زايد أقترن على الدوام بالخير والإنسانية وسنظل متمسكين بهذا اﻹرث الملهم

وختم سموه تدويناته بالقول: «نتطلع إلى أن يكون «عام زايد» عاما استثنائياً عبر تكريس إرثه الزاخر بالمنجزات وتحويله الى مشاريع ومبادرات».

وفي تصريحات لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بهذه المناسبة أشار سموه إلى أن الشيخ زايد -طيَّب الله ثراه- يمثل نموذجاً للقيادة الطموحة، التي تملك القدرة على مواجهة التحديات، وأخذ زمام المبادرة لما فيه مصلحة شعبها وتعزيز أمنه واستقراره؛ فقد صاغ بحكمته وبعد نظره الأسس والثوابت التي مكنت دولة الاتحاد من النمو والتطور؛ فقد كان يؤمن إيماناً عميقاً بقيمة الوحدة، ويعدُّها الخيار الوحيد، ليس لمواجهة أي تحديات أو مخاطر فقط؛ وإنما بوصفها الأساس لاستقرار الدولة ونمائها؛ ولهذا استطاعت دولة الاتحاد الفتية أن تقدِّم نموذجاً للتجارب الوحدوية الناجحة في عصرنا الحديث.

قدوة

وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان –حفظه الله-: (ونحن نحتفل بـ«عام زايد»؛ فإن خير احتفاء بسيرته العطرة يكون بنشر إرثه الإنساني والحضاري لكل أبناء الإمارات، والعمل على استلهام موروثه الزاخر من القيم النبيلة، وتعريف الأجيال الجديدة بها؛ من أجل استحضارها والاقتداء بها في السلوك العام؛ فالشيخ زايد قدوة لكل مواطن إماراتي، والوفاء له يجب أن يكون باتباع مبادئه، والعمل وفق قيمه التي رسَّخها داخل المجتمع الإماراتي، وما أحوجنا اليوم إلى التعلم من تلك القيم الوطنية الأصيلة لنستمد منها العبر والدروس التي تمكِّننا من الاستمرار في نهضة دولتنا والارتقاء بمكانتها على خريطة الدول المتقدمة).

وقال سموه إن سيرة زايد تشكل منظومة متجانسة ومتناغمة ومترابطة للقيم والأخلاق الإنسانية.. فزايد الخير سيظل نموذجا ملهما للقيادة والتضحية والإخلاص، ومدرسة للأجيال، تنهل من معينها، وتوثق ما تحفظه منها ليظل يدرس جيلاً بعد جيل، وهو ما ترسخه رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وتوجيهاته بضرورة تعزيز مسارات التقدم من خلال التمسك بماضينا، ومعايشة حاضرنا، والتطلع للمستقبل كما رسم وأسس وبنى زايد. وأضاف سموه: (من خلال الاحتفاء بالمغفور له الشيخ زايد، نسعى إلى التواصل مع جيل الشباب ليتعرّف على سيرة الوالد المؤسس والقيم التي كانت تعبر عن نهجه ومنهجه.)

وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الشيخ زايد -طيَّب الله ثراه- أسس لمدرسة متكاملة في فن الحكم والإدارة والسياسة، سواء في تفاعله مع شعبه من دون أي قيود، حيث كانت أبوابه مفتوحة دائما أمام المواطنين، للتعرُّف عن قرب إلى مطالبهم والتوجيه بسرعة حلها؛ وكان لهذا أثره في بناء شخصية الإنسان الإماراتي وتوثيق هويته الوطنية وتوجيه قدراته ليكون شريكاً في عملية التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، أو في قدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة من دون تردُّد، خاصة إذا كانت ترتبط بأمن الوطن واستقراره ومصالحه العليا.

منظومة

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الشيخ زايد -رحمه الله- يمثل منظومة فريدة من القيم والأخلاق السامية والنبيلة، التي شكلت وجدان الشعب الإماراتي، ورسمت صورته الحضارية أمام شعوب العالم أجمع، التي ترى في كل إماراتي امتداداً لهذه القيم الحضارية، وفي مقدمتها الإيمان بالتسامح والتعايش والوسطيَّة والاعتدال، وهي منظومة القيم التي يدعو الجميع الآن في كل دول العالم إلى التمسك بها، والعمل على تعزيزها في مواجهة نزعات التعصُّب والكراهية المتنامية، وتمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين.

وأشار سموه إلى أن المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد –طيب الله ثراه- أسَّس مدرسة عالمية في التسامح والتعايش؛ لأنه أدرك منذ بداية تأسيس دولة الاتحاد، وفي مراحل تطورها اللاحقة، خصوصية الإمارات بوصفها دولة تتعايش على أرضها أعراق وديانات وثقافات مختلفة، وعمل على ضرورة أن تستوعب هذه الدولة كل تلك الاختلافات من دون التخلِّي عن هويتها وخصوصيتها المجتمعية والثقافية والدينية، كما أن المبادئ التي آمن بها، وعمل من أجلها، كانت تستهدف إيجاد عالم يسوده التعايش والسلام.

وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان –حفظه الله- إلى أن الشيخ زايد -طيب الله ثراه- صاحب بصمة مؤثرة في الارتقاء بمبادئ العمل الإنساني، واستحق عن جدارة أن يكون رائداً للعمل الخيري والإنساني في القرن العشرين؛ فما قدمه لمصلحة الإنسانية في العالم كله يجعل اسمه محفوراً في قلوب وعقول الشعوب التي استفادت، ولا تزال، من المشروعات التي دعمها، وأطلقت اسمه على الشوارع والمدن في دولها تخليداً له؛ فقد أسس خلال عام 1971 «صندوق أبوظبي للتنمية»؛ ليكون عوناً للأشقاء والأصدقاء بالإسهام في مشروعات التنمية والنماء لشعوبهم، كما أنشأ خلال عام 1992 «مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية» لتكون ذراعاً ممتدَّة في ساحات العطاء الإنساني في مجالاته جميعها داخل الدولة وخارجها، بالإضافة الى الدور الكبير الذي يقوم به الهلال الأحمر الإماراتي في مختلف بقاع العالم، وغيرها من المشروعات.

وحدة

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الشيخ زايد -رحمه الله- كان رمزاً للوحدة والتضامن العربي، ويسجل التاريخ بأحرف من نور دوره في تعزيز أواصر التضامن العربي، ومواقفه الداعمة للأشقاء في أوقات المحن والأزمات؛ فقد كان صاحب دور رئيسي في تأسيس «مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، الذي انطلق من أبوظبي في عام 1981، كما عمل بكل إخلاص من أجل تعزيز العمل الخليجي المشترك من منطلق إيمانه بالوحدة طريقاً للمنَعَة والعزة والتقدم، ولا ينسى أحد دعمه المستمر للقضايا العربية العادلة.

وأضاف سموه أن لقب «زايد حكيم العرب» لم يأتِ من فراغ؛ وإنما لمواقفه ومبادراته الرامية إلى نبذ الفرقة والخلافات والخصومات بين الأشقاء العرب، هذا إضافة إلى رؤيته الثاقبة والحكيمة للعلاقات الدولية، التي كانت تنطلق من مبادئ الحق والعدل والسلام والتضامن العالمي في مواجهة التحديات، بوصفها الضامن لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لجميع شعوب المعمورة.

ودعا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أبناء الإمارات إلى المشاركة بإيجابية في تفعيل مبادرة «عام زايد» من خلال العمل الجاد على التمسك بالقيم والمبادئ السامية التي أرساها «زايد الخير» -رحمه الله-، التي تحض على التسامح والتضامن والتعايش والوحدة والصبر وحب الوطن والولاء له، والعمل على نشر هذه القيم وترسيخها بوصفها أساساً لمواصلة مسيرة النهضة المباركة لدولتنا الحبيبة، وتعزيز مكانتها بين الأمم والشعوب؛ لتكون دائماً كما أرادها الشيخ زايد -رحمه الله- النموذج والقدوة لكل من ينشد الخير والتنمية والاستقرار.

Email