مرافقون للقائد المؤسس: حمل رسالة أمته والذود عنها في المحافل العالمية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معاصرون للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومسؤولون في أم القيوين أن إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ليكون العام 2018 عام زايد سيكون ذلك بمثابة يوم وطني سيظل خالداً في ذكرى كل مواطن ومقيم على ارض الإمارات الطيبة، لافتين إلى أن مؤسس الدولة كان قائداً فذا،ً لم يشغله بناء دولته عن حمل رسالة أمته والذود عنها في المحافل الإقليمية والعالمية.

وأشاروا إلى أن مآثر الشيخ زايد في كل المحافل أضحت نبراساً سار على دربه أصحاب السمو قادة الإمارات، كما أن أعماله الخيرية عمت أرجاء المعمورة داخل الدولة وخارجها، لأنه عرف بعمق إنسانيته وصدق مشاعره، فامتدت أياديه البيضاء إلى كافة شعوب العالم المنكوبة لإغاثتها من دون مَنّ أو انتظار لرد الجميل أو تمييز على أساس الدين أو الجنس أو العرق، مشيرين الى أنه انفق مليارات الدراهم في اعمال الخير داخل الدولة وخارجها ما جعل الإمارات تتبوأ مكانة عالمية مرموقة وسط دول العام يشار اليها في كافة المحافل الدولية ما اكسبها سمعة طيبة جلبت الاحترام والمحبة للإنسان الإماراتي اينما حل، اضافة الى إنفاقه على البنى التحتية في كافة المناطق الشمالية، فأسس المدارس والمعاهد والجامعات والمستشفيات.

منهاج عمل

وقال أحمد سلطان الجابر وهو من رواد الاتحاد ومن أعضاء مكتب التطوير الذي أسسه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، إن أعمال زايد الخيرية والإنسانية تعدت حدود الوطن إلى كل البلدان العربية والإسلامية، وأصبحت منهاجاً في عمل الخير سار على دربه أصحاب السمو حكام الإمارات، كما أنه كان حاكماً حكيماً وعبقرياً لا يسمع عن أي مشكلة في عالمنا العربي والإسلامي الا لبى لتذليلها من دون منة ولا انتظار لرد الجميل، لذلك أحبته الشعوب العربية والحكام العرب لأنه كان صادقاً في القول والفعل.

ولفت الجابر الى انه عندما تولى زايد الخير الحكم في ابوظبي 1966 ومن خلال دعمه لمجلس التطوير بدأت المشاريع تلوح في الأفق، معلناً الدعم الكامل للمجلس من أبوظبي بإنشاء المشاريع التي تحتاجها المناطق الشمالية، فعمل على ذلك الى أن خرجت بريطانيا في العام 1968، ولعل من أبرز المشاريع التي نفذها زايد عندما كان حاكماً لأبوظبي في المناطق الشمالية موانئ الصيادين والجمعيات النسائية والأندية الرياضية والسدود لتجميع مياه الأمطار، اضافة الى الجمعيات الزراعية في كافة المناطق الشمالية.

وقال الجابر: كنت أتجول في أبوظبي بالمناطق الغربية، فلاحظت بعض المناطق هناك بحاجة الى الدعم، فأخبرت الشيخ زايد، فكان رده: «هناك إمارات بحاجة الى مشاريع عاجلة وتمهيد للبنى التحتية، من الفجيرة إلى دبي، فلنكملها أولاً ثم نلتفت الى المنطقة الغربية»، لافتاً الى أن تلك الإجابة تدلل على مدى نظرته الوحدوية وبعدها الثاقب، فكان اذا صرف درهماً في أبوظبي يقابله آلاف الدراهم في الإمارات الأخرى، مبيناً انه من العام 1968 وحتى قيام الاتحاد في 1971 بدأت المشاريع تبرز بصورة واضحة على مستوى الدولة، فتأسس المجلس الأعلى، ثم مجلس الوزراء ثم المجلس الاتحادي الوطني، فكان الحمل ثقيلاً على زايد وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، واخوانهما حكام الإمارات وعلى سمو أولياء العهود، ولكنهم تحدوا الصعاب وحولوا الصحاري الى جنان بفضل التشاور والديمقراطية التي كانت سائدة وقائمة في الإمارات من ذلك التاريخ.

نهضة سريعة

واستطرد الجابر: بعد الاتحاد كانت النهضة سريعة وتسير بخطى ثابتة، وأصبحت مثالاً يحتذى ويضرب به المثل من الدول التي سبقتنا بعشرات السنين، كما أنه قبل تولي زايد الحكم كان انتاج البترول قليلاً، وبعد توليه الحكم بدأ تدفق النفط بغزارة، فتسابقت شركات النفط لتحظى بعقد من ابوظبي، لأنها علمت أنها ستعيش عصراً ذهبياً، كما أن الإمارات في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يعيش مواطنوها ومقيموها في سعادة لا تضاهى، وأمن وأمان لا مثيل له من حولنا، وكل ذلك يرجع الى ان الإمارات تساهم بشكل مباشر في حل الخلافات والنزاعات بين دول الجوار واصلاح ذات البين.

وقال الجابر ان الإنسان يعجز عن الحديث عن مآثر المغفور له الشيخ زايد لأنها لا تعد ولا تحصى، وان أول عمل انساني قام به زايد هو تجميع القبائل المتفرقة على سواحل عُمان والإمارات وألف بينها، ثم اوجد لأولئك الرجال العاطلين عن العمل وظائف بسيطة ليشعرهم بقيمتهم ما عزز لديهم حب الوطن، لافتاً الى انه عندما حكم العين عمل على حفر الآبار لتوزيع المياه على المزارعين الفقراء.

وأضاف: منذ قيام الدولة كان عمله خيرياً داخلها وخارجها، فقام بشراء غرف عمليات متنقلة من اوروبا على حسابه الشخصي وارسلها الى ميدان المعارك في حرب اكتوبر وذلك رغم ضعف الإمكانيات، لأنه كان يدرك ان النصر سيكون حليفاً لأمتنا العربية، مبيناً ان ذلك عمل لا يعرفه الكثير من الناس والذي يدل على عروبة زايد وانتمائه الى أمته العربية والإسلامية.

وأوضح ان زايد كان يقدم عمل الخير لكل بلد يزوره ولا يفرق بين مسلم وغير مسلم، وأن البلدان التي لم يزرها يرسل إليها مندوبين لتفقدها ومن ثم ارسال المساعدات، ويكرر دائماً مقولته: «الأرض ملك لله وخيراتها للبشر»، وانه لم يبخل على احد سواء المواطنين أو المقيمين داخل الإمارات، كما أن مدرسة زايد علمت أصحاب السمو حكام الإمارات وشعبها حب أعمال الخير، واستمرت تلك المدرسة حتى يومنا هذا يسير على دربها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله – واخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات.

يذلل العقبات

وأكد سلطان بن راشد الخرجي مستشار بوزارة الصحة ووقاية المجتمع ومن المرافقين للشيخ زايد، أن المغفور له قبل توليه للحكم أنشأ مكتب التطوير على نفقته الخاصة والذي بدأ تنفيذ المشاريع، لافتاً الى انه في العام 1966 عندما تولى زايد الخير الحكم في أبوظبي غير مسمى مكتب التطوير إلى «مكتب حكومة ابوظبي في الشارقة» وذلك عندما أعلنت بريطانيا انسحابها من المنطقة وذلك من اجل انشاء المشاريع وتمهيد البنى التحتية في المناطق الشمالية، لافتاً الى أن المغفور له الشيخ زايد انشغل بعد ذلك في قيام «الاتحاد التساعي» والذي تمخض عنه قيام دولة الإمارات العربية المتحدة من 7 امارات، مبيناً ان زايد بكرمه وسخائه عضد من الاتحاد فلم شمل الإمارات المتصالحة.

وأوضح أنه عند استلام زايد للحكم في ابوظبي كان هناك عدد كبير من ابناء الإمارات في بعض دول الخليج العربي، وبعد أسبوع من توليه الحكم في ابوظبي عاد أولئك المواطنون الى الإمارات من اجل العمل والبناء، وأنه بعد قيام الاتحاد زاد عدد المشاريع، وكلما زاد زايد في اعمال الخير بشرت شركات النفط العاملة في مجال البترول بمزيد من الإنتاج، مبيناً انه كان يوجه بضرورة تلمس احتياجات المواطنين الضرورية والمشاكل التي تعترضهم من اجل تذليلها في كافة المناطق الشمالية. وأضاف الخرجي: إن زايد الخير نادى بالاتحاد على مستوى الدول العربية، فخاطب مصر والسودان والجزائر، وآنذاك كان الوجود البريطاني، فشجاعته ورأيه السديد دفعاه إلى التواصل مع الحكام العرب، فتحرك من دولة الى اخرى، ما يدلل على انه وحدوي ويسعى جاهداً الى مصلحة الدول العربية والإسلامية، فكان يسابق الزمن من أجل ملء الفراغ بعد خروج البريطانيين.

عمق الإنسانية

بدوره قال الدكتور جاسم خلفان كاتب اماراتي ورئيس قسم العمليات في مركز عمليات الطوارئ والأزمات والكوارث في وزارة الصحة وقاية المجتمع، ان عام زايد 2018 سيأتي متزامناً مع ذكرى جلوس الشيخ زايد – طيب الله ثراه – في السادس من اغسطس 1966، وسيكون عاماً لترسيخ أسس النهضة الحديثة التي وضع اسسها باني الدولة زايد الخير، مبيناً أن للشيخ زايد - طيب الله ثراه - مآثر عديدة لا يمكن اجمالها في عجالة، لافتاً الى ان كل من عاصر الشيخ زايد وعرفه يشهد له بعمق انسانيته وصدق مشاعره، فقبل ان يكون رئيساً فهو انسان يحمل في قلبه وعقله مشاعر فيها الكثير من عمق الإنسانية التي هي مصابيح أضاءت مسيرته الخيرية التي سار على دربها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لافتاً الى ان حكيم العرب المغفور له - بإذن الله - الشيخ زايد كانت له علاقات طيبة بالحكام العرب وافضال كريمة على كافة الشعوب العربية والإسلامية.

حنكة ورجاحة عقل

قال أحمد سلطان الجابر: عندما قاطعت الدول العربية مصر دبلوماسياً استطاع زايد الخير أن يعيدها إلى حضن العرب بفضل حنكته السياسية ورجاحة عقله، فجمع شمل الأمة العربية، كما أن أعماله في الجانب الخيري امتدت لتشمل الجانب الإنساني، ولعل من ابرز اعماله الخيرية الخارجية التي قام بها بناء الوحدات السكنية في مصر بمناطق الإسماعيلية وبور سعيد والسويس، وعند زيارته لتلك المناطق للوقوف على المشاريع هب أبناء تلك المناطق ليهتفوا له، كما امتدت اعمال الخير الى موريتانيا ثم السودان في مشروع الجزيرة ثم ترميم سد مأرب في اليمن، اضافة الى انشاء العديد من المشاريع في الدول العربية والإسلامية، وأن أعماله باقية وستستمر بفضل تربيته لأبنائه.

Email