أسس مجتمعاً قوياً متماسكاً تسوده المحبة والـوئام والترابط

وزراء سابقون: نفاخر العالم بتاريخ زايد الخــير ويكفينا شرفاً السير على خطاه

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تفاخر الدول بإنجازاتها، نحن نفاخر بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وما قدمه للبشرية في شتى المجالات، وعندما يتحدث الناس عن تاريخ بلادهم نتحدث نحن عن تاريخ زايد، وعندما يتكلمون عن فعل الخير فيكفينا أننا نمضي على طريق الشيخ زايد، الذي أسس دولة وبنى نهجاً ركيزته العطاء وحب الخير والتسامح وتقديم يد العون للمحتاجين في مختلف بقاع العالم، وغرس هذه المبادئ في نفوس أبناء الإمارات وأسس مجتمعاً قوياً متماسكاً، تسوده المحبة والوئام والترابط.


هكذا يصف وزراء سابقون عاصروا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويقولون إن مؤسس الدولة كان حريصاً على تلمس أحوال الناس ومتابعة تنفيذ المشاريع بنفسه، وستظل ذكراه العطرة خالدة في نفوس مئات الملايين من المحبين المخلصين، فلم يترك دولة إلا وخصّها بمستشفى أو مدينة سكنية أو جامعة أو مسجد أو مدرسة أو حديقة، وقدم المساعدات الاستشفائية للمرضى والمنح الدراسية للطلاب داخل الدولة وخارجها.


مسيرة حافلة
بداية قال الشيخ الدكتور ماجد بن سعيد النعيمي رئيس الديوان الأميري في عجمان، إن الله سبحانه وتعالى منّ على دولة الإمارات العربية المتحدة عبر تاريخها التليد بوافر من النعم والخيرات والإنجازات، واختصها بقيادة رشيدة عنوانها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي اتخذ العمل الإنساني وأعمال الخير مبدأ، وكانت مسيرة حكمه حافلة بأعمال الخير التي استفادت منها البشرية، ومدرسة تكتسب منها الأجيال المفاهيم السامية للرحمة والألفة والسلام.


الحياة الكريمة
وأشار إلى أن كتب التاريخ تذكر أن الشيخ زايد منذ الأيام الأولى لتسلم مقاليد الحكم في أبوظبي، قام بتوزيع الميزانية على المواطنين، حرصاً منه على تعويض الناس عن سنوات الحرمان، ورغبة في أن ينعم الجميع بحياة كريمة مستقرة، وفي الوقت نفسه خطط للمشاريع وأسس البنية التحتية، وبنى مدينة عصرية تفد إليها الجموع من كل أنحاء العالم. وفي مدينة العين، أقام العديد من المشاريع التنموية لإنهاء معاناة سكان العين مع من كانوا يحتكرون الماء، ويتحكمون في معيشة الناس، ووجه بحفر عدد كبير من الآبار، وجعلها سقيا للناس، وكان في ذلك حكمة كبيرة، جعلت الجميع ينعمون بالخير، دون مشكلات أو خلافات، والنتيجة تحول العين في ظل حكمه إلى واحة غناء، انتشر الخير في ربوعها، ما دفع أعداداً كبيرة من الناس إلى الانتقال إليها والإقامة بها طلباً للعيش الرغيد والأمن.


كما ارتبط اسم المغفور له «الشيخ زايد» بالكرم والخير والشهامة، ومن المواقف التي تؤكد روعة خصاله، وكرم أخلاقه، ما فعله، عام 1967، عندما قرر تحويل الميزانية المخصصة للاحتفال بمرور عام على توليه الحكم في أبوظبي لدعم مصر في الحرب التي كانت تخوضها ضد «إسرائيل»، ضارباً مثلاً نادراً في الشهامة والأصالة، والوقوف إلى جانب الشقيق وقت الشدة وحقق الشيخ زايد للمواطنين كل ما يتمنونه، ووفر لهم الحياة الكريمة والخدمات والمرافق في شتى أنحاء الإمارات، حيث أولى اهتماماً كبيراً بالتعليم لبناء الإنسان الذي يعتبر الركيزة الأولى لتحقيق التقدم، والتنافس في البذل والعطاء.


الخير والعطاء
وأكد رئيس الديوان الأميري في عجمان أن الشيخ زايد أسهم في بناء الحضارة والتنمية، مشيراً إلى إنشاء المدارس الحديثة ودور العلم ومراكز الثقافة، وتشجيعه للأبناء والبنات على اكتساب المعرفة والسعي لها من خلال تنظيم المسابقات والجوائز الكبرى لتكريم أهل العلم وإعلاء مكانتهم في المجتمع.

كما إن نهج الخير الذي اختطه الشيخ زايد جعل من الإمارات دولة يفيض خيرها على الجميع، دون النظر إلى جنس أو دين أو عرق أو طائفة، وتصدى لهذه المهمة النبيلة بصدق وإخلاص ونكران ذات، وأنفق فيها الكثير من الوقت والجهد والمال والفكر، وبفضل مبادراته الإنسانية نالت الإمارات سمعة طيبة عززت من مكانتها العالمية كبلد ظل يقدم الخير لكل دول العالم، ووسيط محبة وسلام ووئام ومودة بين الدولة، كما ساهمت تلك المبادرات في تقديم نموذج راقٍ للمنطقة والعالم العربي والإسلامي.


ويضيف: إن عمل الخير في عُرف الشيخ زايد فيه كسب رضا الرحمن، ونيل محبة الناس، وازدياد الألفة والوئام بين صفوفهم، وتشجيع على التعاون الإيجابي، كما فيه إغاثة للمحتاجين، والتخفيف عن الملهوفين، وإنقاذ المضطرين.

وبفضل من الله تسير القيادة الرشيدة على النهج نفسه، حيث تم تخصيص العام الجاري للخير، تتويجاً لنهج طويل من الخير والعطاء بدأه زايد الخير. وإن مثل هذه المبادرات ترسخ ثقافة العمل الخيري والإنساني والتطوعي لدى أجيالنا الجديدة وتعزز قيم الولاء وروح المسؤولية لديهم وتجعلهم يحرصون على الإسهام في هذا العمل الكبير كل بقدر جهده، الأمر الذي يسهم في التفاهم والتعايش والتكافل الاجتماعي وتعزيز المسؤولية المجتمعية.

وهذه المبادرة الوطنية المتجددة، في الدعوة إلى الخير والحق والإنسانية، والرحمة والرأفة والمحبة، هي تعزيز لجذور الخير الثابتة في أرض الإمارات ونفوس أبنائها وبناتها الأبرار، وتأكيد على الرؤية الرشيدة لقادة الوطن الكرام، وأهدافهم الإنسانية الجليلة، ومبادئهم الرحيمة بالإنسان والأوطان، التي وضع لبناتها الأولى مؤسس الدولة.


بناء الإنسان
من جانبه أكد سعيد بن محمد الرقباني المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة أن أعظم ما نتذكر به زايد وأكبر ما قدم لنا جميعاً هو بناء الإنسان، حيث بنى الشيخ زايد شعباً متعلماً طموحاً منفتحاً وغرس في هذا الشعب أجمل معاني البذل والعطاء وحب الخير. وإن يوم العمل الإنساني هو تاريخ يرسخ بقوة الصورة الإنسانية الخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومبادئ زايد للعطاء.


وأعرب الرقباني في حديثه عن الشيخ زايد من باب تجربته التي عاصرت تأسيس الدولة عن أن زايد لا يحتاج لشهادة، فالله يعلم ما قدمه هذا الرجل لشعبه ولوطنه ولأمته، فأعماله وإنجازاته ما زالت تتكلم عنه، وقال: في الوقت التي تفاخر الدول بإنجازاتها، نحن نفاخر بزايد، وعندما يتحدث الناس عن تاريخ نتحدث نحن عن زايد، وعندما يتكلمون عن فعل الخير فيكفينا أننا نمضي على طريق زايد، واليوم نرى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مستمراً على مسيرة والده، يمد يده لكل الشعوب، ويكمل مسيرة عظيمة ابتدأها زايد رحمه الله.


مكانة
وأوضح الرقباني أن الشيخ زايد الغائب الحاضر بسيرته العطرة والذي يعيش في قلوبنا وضمائرنا وتذكره دولة الإمارات وشعبها الأصيل ويتذكره العالم أجمع بمآثره الخالدة، وأن زايد الإنسان يحتل مكانة بارزة في ذاكرة ووجدان المواطنين وقلوب الأمتين العربية والإسلامية، بعد حياة مشهودة حافلة بالعطاء، وهب خلالها نفسه وكرس كل جهده، وعمل بتفانٍ وإخلاص، لخدمة وطنه وشعبه والأمتين العربية والإسلاميـة والإنسانيـة كافة. وتجمعت وتوحدت قلوب الناس جميعاً حوله، وأجمعت على مبادلته الحب والوفاء والولاء المطلق. ونحن تعلمنا من المغفور له القيم الإنسانية النبيلة وما زلنا نستفيد ونستلهم العبر والدروس من مآثر عزيمته وإصراره وشموخه وتواضعه وحبه للناس وحب الناس له.


المؤسس
بدوره قال حمد عبد الرحمن المدفع الأمين العام لشؤون المجلس الأعلى في وزارة شؤون الرئاسة في ذكرى رحيل الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الأب المؤسس لدولتنا ورفاهيتنا وسعادتنا، نستحضر فيها استراتيجيته في بناء الدولة والمجتمع، وأعماله التي استهدفت الإنسان ليعيش حياة كريمة، من خلال توفير المسكن والخدمات التعليمية والصحية وفق المعايير العالمية، في بيئة تراعي شروط الأمن والسلامة، وتحافظ على مواردها الطبيعية وحياتها الفطرية.


مرافقة
وأضاف: لقد حظيت بالعمل مع الشيخ زايد، رحمه الله، في بدايات قيام الدولة، كما حظيت بمرافقته في بعض زياراته الداخلية والخارجية، بصفتي وزيراً للصحة، مما أتاح لي التعرف على عمق إنسانيته، وحرصه على المتابعة بنفسه، مشاريع بناء وتطوير المستشفيات والعيادات ومراكز الرعاية الصحية، إلى درجة أنه كان يتأكد بنفسه من عمل الأجهزة الطبية، انطلاقاً من قناعته وإيمانه أنه مؤتمن على صحة المواطنين وسلامتهم، وتوجيهاته لنا كانت تؤكد دائماً على صحة المواطن كأولوية.


اهتمام
واستطرد حمد المدفع قائلاً: كان الشيخ زايد رجل البيئة، وحصل على هذا اللقب بجدارة، واهتمامه بتحويل الصحراء إلى حدائق غناء، لفت انتباه الهيئات العالمية للبيئة، الذين حضروا للتعرف إلى تجربة الإمارات في التشجير ومحاربة التصحّر، وحرصها على وجود محميات طبيعية برية وبحرية، إضافة إلى الحفاظ على الحياة الفطرية، ويمكننا القول إن كلمات الشيخ زايد وتوجيهاته بشأن البيئة سبقت إصدار الاتفاقيات الدولية، وهي رؤية إنسانية عالية حباه الله بها، وانعكست تجلياتها على الإنسان والطبيعة.


العمل الإنساني
وأضاف: إن العمل الإنساني للشيخ زايد، رحمه الله، كان أسلوب حياة، وكان يحرص على العطاء أينما حل أو توجه، محلياً وعالمياً، وكان ينطلق من مبدأ «من أعطاه الله يجب أن يعطي الآخرين»، وهو مبدأ لا يتوفر إلا للحكماء والأتقياء، وقد أورث فضيلة العطاء لأبنائه وشعبه، فاستمروا على نهجه، وليس أبلغ من أن يخصص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، عام 2017 عاماً للخير، وهو تتويج لمبادرات الخير التي قدمها سموه لتوفير الحياة الكريمة للمواطن والمقيم على حد سواء. وفي كل ذكرى، ندرك أكثر فلسفة الشيخ زايد، رحمه الله، في بناء الإنسان، وندرك أهمية القيم الإنسانية التي رسخها في نفوسنا، فلا غرابة في أن يكون مثلنا الأعلى في الإخلاص والإنسانية والعطاء والانتماء، ومثلنا الأعلى في الإيجابية والسعادة، رحمه الله.


ماجد النعيمي: مسيرة حكمه حافلة بأعمال خير عمت البشرية
سعيد الرقباني: غرس في أبناء الإمارات البذل والعطاء وحب الخير
حمد المدفع: زايد قائد إنساني خالد في ضمائر الشعوب

Email