الجليلة تُفرح وسيم باستعادة حركته

ت + ت - الحجم الطبيعي

مدت يد العون للصغير والكبير، للقادمين من بعيد أو قريب، فبات كل من يعيش على أرض الإمارات يدرك ما تقدمه مؤسسة الجليلة التي تسعى جاهدة لإعادة البسمة إلى الأشخاص الذين حاصرتهم قساوة الحياة وقلة الحيلة، وهناك مستفيدون كثر ينعمون بالصحة بفضل سخاء عطائها، منهم الشاب وسيم الذي ساعدته ليستعيد حركته ويمارس هوايته من جديد بعد توقف دام لفترة طويلة بسبب عجز أسرته عن توفير تكلفة علاج الإصابة التي ألمت به.

يقول وسيم: "قد لا يشعر الإنسان بقيمة الأشياء إلا عندما يفتقدها، وهذا ما شعرت به عندما ما أصبت بالرباط الصليبي الذي قيد حركتي وحرمني من ممارسة هوايتي وأعاقني عن الحصول على وظيفة، حيث كنت ألعب الكرة برفقة أصدقائي، وفجأة سقطت بقوة على الأرض نقلت بعدها إلى المستشفى، ومن شدة الارتطام شعرت بتنميل في منطقة الرجل، وفور وصولي للمستشفى بادر الكادر الطبي بإجراء الفحوص اللازمة لتشخيص سبب الألم، لتظهر النتيجة إصابة في الرباط الصليبي وأني بحاجة عاجلة لإجراء عملية جراحية.

كنت استمع لحديث الأطباء وأشاهد أفراد أسرتي الذين كانوا في حيرة ماذا يفعلون وكيف يساعدونني على إجراء العملية الجراحية التي لا يملكون تكاليفها المرتفعة، خصوصاً وأن الأمر لا يقتصر على إجراء العملية فقط بل هناك جلسات تأهيلية للرجل تستمر فترة طويلة، ووسط ذهول الكل كان تفكيري يعود للخلف وأنا أتذكر اللحظات التي كنت أنطلق فيها في الملعب وخارجه ولمسافات طويلة، وكيف سوف تكون حالتي بعد هذه الإصابة التي لا أستطيع تجاوزها نظراً لظروفنا المادية الصعبة.

كنت أعيش أياماً صعبة بعد أن تقلصت حركتي وأصبحت تتم بمساعدة العكاز، وما زاد الأمر صعوبة تلك النظرة التي أشاهدها على أفراد أسرتي وكأن لسان حالهم يقول نود مساعدتك لكن قلة الحيلة تقف حاجزاً عن القيام بذلك، مكثت على هذا الحال فترة من الزمن وفقدت حلم المشي وأن أعود كما كنت في السابق، كما فقدت حلمي في الحصول على الوظيفة.

وفي وسط اليأس الذي كنت أعيشه لاح نور مؤسسة الجليلة التي حدثنا عن دورها أحد أبناء الجيران، وهنا دب الأمل في عروقي، وتواصلت مع المؤسسة بعدما حصلت على رقم الهاتف، وطلبوا مني بعض المستندات التي سارعت في توفيرها، وما هي إلا أيام حتى أتلقى مكالمة من أحد المراكز المتخصصة في علاج المفاصل تطلبني لإجراء الفحوص.

بعد أن أتممت الفحوص تلقيت خبراً لن أنسى فرحته ما حييت، كان عنوانه تكفل مؤسسة الجليلة بكامل مصاريف العملية والجلسات التي تعقبها، وهنا بدأ مشوار العلاج وأتممته بنجاح باهر، انعكس أثره على حياتي وحركتي التي أمارسها بشكل طبيعي بفضل من الله، وعلى أسرتي التي انزاح عنها هم أرقها لفترات طويلة.

Email