مجلس البطين يسلط الضوء على أمن ومكتسبات الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد جبر محمد السويدي مدير عام ديوان ولي عهد أبوظبي، أمس الأول في مجلس البطين بأبوظبي، محاضرة بعنوان «الوطنية غريزة فطرية وضرورة شرعية»، والتي ألقاها فضيلة الدكتور حميد عشاق مدير مساعد بمؤسسة دار الحديث الحسنية في الرباط، وهو أحد ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله.

وركز فضيلة الدكتور حميد عشاق على عدد من النقاط في محاضرته، منها التأكيد على أهمية رعاية الوطن والحفاظ على مكتسباته، مع التشديد على ضرورة فعل الخير والتلاحم والتقارب بين أبناء المجتمع، مؤكداً في الوقت نفسه أن حب الوطن لا يرتبط فقط في المشاعر، بل هو مسؤولية كبيرة يتحملها كل فرد في هذا الوطن.

وأفاد المحاضر: «الانتماء للوطن غريزة فطرية وضرورة شرعية، حيث جسدها الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما هاجر من مكة إلى المدينة، حين كان شديد الشوق والحنين إلى مكة المكرمة التي هاجـــر منها ويتلهف كثيراً لسماع أخبارها».

معانٍ كبيرة

وأشار الدكتور حميد عشاق إلى أن كلمة وطن تتألف من 3 حروف، ولكن تحمل في طياتها معاني كبيرة، تتوقف اللغة عن تفسيرها وتوضيحها، منوهاً بأن الوطن غريزة تتعدى الإنسان إلى غيرة من سائر المخلوقات، حيث قام الإسلام بحث الإنسان المسلم على حفظ ورعاية وطنه دائماً، من خلال تفانيه وإخلاصه للوطن.

وأضاف: «المواطنة وحب الوطن هي فطرة بشرية أقرها الإسلام، وجعلها من الركائز الأساسية في بناء المجتمعات وتطور الحضارات على مر العصور، ومنهجاً واضحاً للعمل الصالح وفعل الخير والتلاحم بين أبناء المجتمع، حيث ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعظم الأمثال حين خرج من مكة مهاجراً».

مستشهداً في ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: «ما أطيبك من بلد وأحبك إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك»، موضحاً أن هذه الكلمات إن دلت على شيء، فإنها تدل على الانتماء والحب الصادق الذي بادر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مسؤولية كبيرة

ولفت إلى أن حب الوطــن لا يـــرتبط فقــــط في المشاعر، بل هــو مسؤولية كبيرة يتحــملها كل فرد فــي هذا الوطن، حيث إن المفــهوم الـــعام يستدعي وقوف جميع أفراد الوطن على قدم المساواة في الحقوق والواجبات، فالنبي صلى الله عليه وسلم، قرر في وثيـــقة المدينة «صحيفة المدينة»، الدستور الذي تم كتابته فور هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.

وهو يعتبر أول دستور مدني في التاريخ، وقد أطنب فيه المؤرخون والمستشرقون على مدار التاريخ الإسلامي، واعتبروه مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية، ومَعلَماً من معالم مجدها السياسي والإنساني، والذي كان بمثابة منظم للعلاقات بين جميع طوائف وجمــاعات المدينة، وعلى رأسها المهاجرون والأنصار والفصائل اليهودية وغيرهم، يتصدى بمقتضاه المسلمون واليهود وجميع الفصائل لأي عدوان خارجي على المدينة.

Email