تسليط الضوء على القيم السامية التي جسدها أبناء الوطن بتضحياتهم

أول مجالس شهداء الخير يلتئم في متحف الاتحاد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استضاف متحف الاتحاد في إمارة دبي، أول مجالس شهداء الخير الرمضانية لأسر الشهداء، والتي ينظمها مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، واللجنة العليا لعام الخير، بحضور أصحاب المعالي الوزراء وعدد من القيادات الوطنية.

وتأتي مبادرة المجالس الرمضانية، والتي تسهم في تنظيمها الأمانة العامة لمجلس الوزراء في وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ضمن إطار مبادرات وأنشطة عام الخير، وذلك في أعقاب اعتماد مجلس الوزراء مؤخراً، الاستراتيجية الوطنية لعام الخير.

وتهدف مجالس شهداء الخير الرمضانية إلى تعزيز التواصل مع ذوي وأسر الشهداء، وتسليط الضوء على القيم السامية التي جسدها الشهداء وأبناء الوطن بتضحياتهم لرفعة الوطن وصون مقدراته، وقد تم الإعلان عن تنظيمها في مختلف إمارات الدولة خلال شهر رمضان المبارك.

واستضافت أولى مجالس شهداء الخير، وبحضور الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان مدير مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي محمد بن عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، رئيس اللجنة العليا لعام الخير وذوي الشهداء.

وبهذه المناسبة، قال الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، إن مجالس شهداء الخير هي ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الاهتمام بأسر الشهداء وذويهم والوقوف بجانبهم، فهي تهدف إلى تعزيز التواصل المباشر مع أسر شهداء الوطن للاحتفاء ببطولات أبنائهم الذي جسدوا أروع نماذج الإخلاص في العمل، في سبيل صون منجزات الوطن ومكتسباته والحفاظ على أمنه واستقراره، والمضي في مسيرة تقدمه ونموه وازدهاره.

تلاحم

وأضاف: «يقف متحف الاتحاد شاهداً على وحدة وتلاحم المجتمع في التعبير عن الفخر والاعتزاز بتضحيات شهداء الوطن، والوقوف إلى جانب أسرهم وذويهم، كما كان شاهداً على اتحاد إمارات الدولة، وتلاحم قيادتها لبناء دولة عصرية متقدمة، وذلك باستلهام الدروس والعبر التي جسدها هؤلاء الأبطال في البذل والتضحية والعطاء من أجل الوطن، وفي سبيل الحفاظ على قيمه ومكانته كمنارة عالمية للبذل والعطاء والإنسانية والتسامح والتعايش».

وقال: «يتناول المجلس مبادرات «عام الخير»، ومنظومة قيم الخير الراسخة في نهج الدولة ونفوس أبنائها، وذلك بحضور أهل الخير، أسر الشهداء وذويهم، وهذه المسيرة مستمرة من خلال مجالس أخرى في مختلف إمارات الدولة، تركز على محاور متنوعة، تجسدت في تضحيات الشهداء وبطولاتهم».

وبدأ المجلس بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، بصوت القارئ إسحاق لرقو، المتسابق في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ممثلاً لإيطاليا، وهو من أصل مغربي، ويبلغ من العمر 12 عاماً، وحافظ للقرآن الكريم كاملاً.

قيم

واستهل معالي القرقاوي خلال لقائه بأسر الشهداء، التأكيد على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يتم تكريس كافة المبادرات في عام الخير لشهداء الوطن وعائلاتهم، وتسليط الضوء على قيم التفاني والإخلاص والعطاء المتجذرة في نفوس أبناء الإمارات.

وقال معاليه: «مجالس شهداء الخير دليل على أن مجتمع الإمارات مجتمع متماسك متلاحم، ولديه دائماً روح الإصرار والفداء، ويتحلى برؤية واضحة، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم»، وأضاف معاليه: «القيادة حمَلتنا رسالة إليكم، تطلب فيها منكم أن تحملوا دائماً مشاعر الفخر والاعتزاز لما قدمه أبناؤكم، هكذا نكرمهم، وهكذا تتواصل بين الناس مسيرة البذل والعطاء، وتمضي الإمارات نحو المجد».

وأعرب معاليه عن فخره واعتزازه بما يقدمه أبطال الإمارات في كافة الميادين، بتضحياتهم ومواقفهم المشرفة للذود عن الوطن ومنجزاته، حيث قال معاليه: «لا يوجد هناك ما هو أغلى من أن يقدم الإنسان روحه من أجل خير أهله ووطنه، وهذا ما فعله الشهداء، وهذا ما لن تنساه الإمارات قيادة وشعباً».

مواقف مشرفة

وتوجه معاليه لأسر الشهداء، قائلاً: «نقف وقفة إجلال للمواقف المشرفة، والقصص التي سمعنا عنها لأبنائكم الأبطال في ميادين النصر، وللقيم والمبادئ التي غرستموها أنتم فيهم، والتي تعبر عن الولاء والإخلاص لتراب هذا الوطن وقيادته وشعبه».

كما أكد القرقاوي خلال حديثه، أن الإمارات نشأت على حب قيادتها وتلاحم شعبها، وتربى أبناؤها على قيم الوفاء والإخلاص، وأثبتوا للعالم ذلك في مواقف مختلفة، حيث قال: «لا يمكننا في صرح وطني كمتحف الاتحاد، إلا الحديث عن الخير، فهو شاهد على خير آبائنا المؤسسين وتضحياتهم وسعيهم الدائم لخير وسعادة المواطنين». وأضاف: «مهما عملنا وقدمنا، فلن نوفي حق هذا الوطن، الذي قدم لنا الكثير والكثير، ونقف عاجزين عن رد الجميل له، وهذه القيم الإنسانية والمبادئ والتضحيات التي لمسناها من أبنائنا وشعبنا تشكل النواة التي تأسس عليها المجتمع الإماراتي على يد مؤسس الدولة، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه».

شكر وتقدير

قام الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، ومعالي محمد بن عبد الله القرقاوي، بجولة مع أسر الشهداء لمختلف مرافق وأقسام متحف الاتحاد، شملت جناح الحكام المؤسسين، واستعراض الصور والأفلام والوثائق والمقتنيات التي تؤرخ مرحلة قيام الدولة.

ومن جانب آخر، ثمن أهالي الشهداء مبادرة المجالس الرمضانية، وأعربوا عن شكرهم لحرص القيادة على تعزيز روح التواصل مع كافة أفراد المجتمع، وبشكل خاص ذوي الشهداء، وعلى تقديم كافة أنواع الدعم لهم، مؤكدين أن الجميع يتشارك في حماية الوطن، وبذل الغالي والنفيس لأجله، وما تضحيات الشهداء إلا أسمى وأغلى صور البذل والعطاء، التي لا يضاهيها ولا يجاريها عطاء أو بذل.

Email