280 ألفاً أنهت صراع أم محمد مع السرطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد لا يدرك الإنسان قيمة الشيء إلا عندما يفقده، سواء كان ذلك صحة في الجسد أم عافية في المال والرزق، ودائما ما يكون الابتلاء من رب العباد تذكيرا للناس بالنعم التي تحيط بهم دون أن يشعروا، هكذا اختارت أم محمد أن تروي قصتها مع المرض العضال الذي ألم بها، حيث شعرت بعد إصابتها بورم سرطاني، بحجم النعم التي كانت تحيط بحياتها من كل صوب واتجاه.

تقول أم محمد: أنا سيدة في العقد الخامس من العمر، قضيت حياتي بشكل طبيعي وسعيد، لا أذكر منذ أن كنت شابة بأني عانيت من أي حادثة محزنة أثرت في حياتي سوى وفاة والدي رحمه الله، وحتى بعد زواجي استمرت السعادة تطرق فصول حياتي، ولا أذكر أني سمعت من زوجي طوال 35 عاماً قضيتها معه ما يزعجني أو يحزنني، فالأعوام تمر وكأنها أيام، أنجبت الأبناء وزوجتهم، وشاهدت أحفادي يتكاثرون واحدا تلو الآخر، ولم يكن هناك ما يعكر صفو الحياة سوى بعض الآلام البسيطة التي يخلفها كبر السن.

تتابع: مضت السنوات والأيام على هذه الأحوال، أتمتع بالراحة والصحة والسعادة، ولكن سرعان ما تبدد كل ذلك، حيث وضعت المكالمة التي تلقيتها من طبيبي في مركز الأمومة والطفولة حداً للاستقرار النفسي الذي كنت أعيشه بعد ما أخبرني بأن فحص الماموغرام الذي أجريته مؤخراً جاءت نتائجه سلبية، وهناك ورم في منطقة الصدر وهو بحاجة لأخذ خزعة من الورم للتأكد من نوعه.

وتذكر: أنهيت المكالمة مرتبكة خائفة، توالت المشاهد في مخيلتي، وبدأت الوساوس تغزو تفكيري، هل يعقل أن يكون ورماً خبيثاً، وأجيب في قرارة نفسي بأنه من الاستحالة ذلك لأني أجري الفحوصات بصورة مستمرة، خرجت من الموقع الذي تلقيت فيه الاتصال حيث كنت قاصدة محلاً تجارياً لشراء هدية لإحدى صديقاتي، تمالكت أعصابي حتى وصلت المنزل، وبمجرد أن شاهدت زوجي أنهرت من البكاء، خوفاً من تأثير الورم والمصاريف اللازمة لعلاجه والتي لا أستطيع أنا وزوجي توفيرها.

وتروي: بعد أن هدأت أدركت أنه ابتلاء من الله، ليشعرنا بكثير النعم التي يسبغها علينا، وبتشجيع من زوجي أكملت الفحوصات التي أكدت أنه ورم خبيث، ويحتاج لرحلة علاج طويلة تستمر لـ5 سنوات، ولكن كان الهم في توفير مبالغ مالية لرحلة العلاج، حيث الجراحة والعلاج الكيماوي يتطلبان مبالغ مالية ضخمة نعجز عن توفيرها أنا وزوجي.

كانت الجمعيات الخيرية هي الأمل بعد الله سبحانه وتعالى، حيث تقدمت لهم بأوراق وتقارير عن حالتي، وكنت أحصل على مبالغ متقطعة من قبلها، وبقي المبلغ الأكبر لإجراء الجراحة وهو 280 ألف درهم، حيث مكثت أدعو الله ليلاً ونهاراً بأن يفرج همي.

وما هي إلا فترة قليلة حتى أرشدنا أحد الأصدقاء إلى مؤسسة الجليلة الذي تقدمنا لها بالتقارير التي تثبت الحالة، ونحن على أمل بأن الله سوف يسخر لنا من عباده من يساعدنا، وما هي إلا أيام أخرى قليلة إلا ويزف لي زوجي خبر الموافقة من مؤسسة الجليلة على تقديم الرعاية والدعم، ومن شدة الفرحة خررت ساجدة لله شكراً وفرحة برحمته التي شملت كل شيء.

وتسرد أم محمد: بفضل من الله وبمساعدة مؤسسة الجليلة قطعت شوطاً كبيراً في مرحلة العلاج، سائلة المولى القدير أن يمن عليّ بالشفاء العاجل ويبارك لكل يد امتدت لمساعدتي، وأقول لأهل الخير طبتم وطاب مسعاكم، وهنيئا لكل من مد يده لمساعدة المحتاجين والمرضى .

 

 

Email