نظام للرعاية اللاحقة للمرضى النفسيين والعقليين وذوي الإعاقات

واحات الرشد في الشارقة تحتضن 16 حالة منها 5 إناث

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت أمينة الرفاعي مدير واحات الرشد التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة إلى إعطاء الأمراض النفسية مساحة أكبر في البرامج التوعوية كما هو الحال مع الأمراض العضوية، لافتة إلى نقص الوعي المجتمعي بالأمراض والخجل المرتبط بها إلى درجة تخلي البعض عن أبنائهم المرضى أو عدم الاعتراف بطبيعة المرض النفسي ورفض فكرة العلاج لدى بعض الأسر هي من أكثر التحديات التي نواجهها كإدارة معنية بتلك الفئة، قائلة إن المرض ابتلاء من الخالق لذا نسعى أن نعوض المريض ونعين أهله ليصلوا معه لبر الأمان، موضحة أن عدد الموجودين في الدار حالياً 16 منهم 5 في قسم الإناث و11 في قسم الذكور، من فئة المرضى النفسيين والعقليين وذوي الإعاقات الذهنية والجسدية المحرومين من الرعاية الاجتماعية، ممن تراوح أعمارهم بين 18 عامًا و59 عامًا، ويتم تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع، بعد تأمين وظيفة مناسبة لهم.

وتأمل الرفاعي أن يثق المجتمع بقدرات هذه الفئة فالمرض النفسي حاله حال المرض العضوي يتطلب وقتاً للعلاج والشفاء أو الوصول لمرحلة الاستقرار، مطالبة بالعمل على تحسين صورة المريض النفسي وتغيير الصورة الذهنية الراسخة في العقول، وآملة بمزيد من التعاطف والتعاون وفتح باب التوظيف فالبعض منهم يستحقون وهم على قدر عال من المسؤولية.

وأضافت أن هناك اشكالية كبيرة في توظيف ذوي الإعاقة، رغم وجود من لديه الكفاءة والمهارة بينهم والتي يمكن تنميتها، وقالت ان لديهم حالات مرضى نفسيين ذهانيين من مرضى «الفصام»، وهو مرض عقلي يصيب الشخص باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك تبعده عن الأهل والأصدقاء وتعزله حتى عن محيط عمله ودراسته، والمرضى المسجلين في تلقي خدمة استضافة النهاية حالياً هم 9 ذكور وواحدة من الإناث يتلقون رعاية نهارية ويعودون إلى منازلهم في المساء، مشيرة الى ان هناك ارتفاعاً في وعي الأهالي بأهمية العلاج النفسي.

وأشارت إلى أن الدار توفر حق المبيت لفاقدي الأسر، أما خدمة استضافة النهارية فتغطي من لديهم عائلات لكنهم بحاجة إلى متابعة متخصصة وشغل وقت الفراغ ومساعدتهم وفقاً لكل حالة.

وذكرت أن سياسة الدار تقوم على مبدأ البيئة العلاجية الآمنة المريحة، والرعاية من قبل فريق طبي و نفسي متخصص يوفر العلاج النفسي والاجتماعي والدوائي، في جو من الاحترام الإنساني، لافتة إلى أن ما يميز الدار هو العلاقة التي تربط الكادر بالمرضى الذين يعتبرون واحات الرشد منزلهم الثاني. وتابعت ان الدار تُخضع المرضى المحولين إليها من المستشفيات والجهات ذات الاختصاص، لخطط علاجية تشارك فيها أسر هؤلاء المرضى، إلى جانب الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في الدار، كما يتم إخضاعهم إلى برامج علاجية دوائية وفقاً لكل حالة، وذلك بالتنسيق مع المستشفيات النفسية في الدولة.

وحول تشخيص الحالة المرضية النفسية وكيفية معالجتها أكّدت أنّ أهمها تتم عبر العلاج بالأدوية والعلاج بالدعم النفسي والعلاج بالعمل، معتبرة انجح طرق العلاج واكثرها فاعلية تلك التي تتم داخل الوسط العائلي وذلك للمحافظة على الاندماج، كاشفة أنّ الحالات التي تعيش بشكل كامل لديهم ترجع أسبابها إلى عدم وجود محيط عائلي لاحتضان المرضى ومساندتهم أو إلى استفحال الحالة المرضية وتقدّمها وعدم قدرة الأهل على التعامل معها، معربة عن أسفها لقلة الوعي الكافي لدى أسر في التعامل مع المرضى.

وتحدثت مديرة واحات الرشد عن نجاح جهودهم مع حالتين واحدة لسيدة والأخرى لرجل وكلاهما يعانيان انتكاسة نفسية كبيرة فيما فقد الأهل القدرة على التعامل مع الحالة المرضية وبتدخل الكادر المؤهل في الدار وبعد انتظام العلاج واستقرار الحالتين، تم العمل على اشغال وقت فراغهما .

متابعة

كشفت أمينة الرفاعي عن استحداث نظام الرعاية اللاحقة والتي يتم من خلالها متابعة الأفراد الذين تم دمجهم مع اسرهم لضمان استقرار وضعهم وفي حال طلب أي خدمة إرشادية يتم التجاوب معهم على الفور.

Email