«البيان» ترافقهم في أول يوم عمل بمسماهم الجديد

أصحاب الهمم.. إنجازات تتجدد بالدعم والتفاؤل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بالتوازي مع إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال إطلاق السياسة الوطنية لتمكين ذوي الإعاقة، اسم أصحاب الهمم بدلاً من ذوي الإعاقة على هذه الفئة التي تبذل جهوداً جبارة للتغلب على متاعب الحياة ومصاعبها، رافقت «البيان» عدداً منهم في أماكن عملهم بمختلف إمارات الدولة، واطلعت عن كثب على حياتهم المهنية.

ويمتلئ المجتمع الإماراتي بالكثير من قصص التحدي لأصحاب الهمم التي تتسم بالإصرار والمثابرة والنجاح في كل المجالات، وقد أثبتت السنوات الماضية أنهم كانوا عند حسن ظن قادتهم ومجتمعهم فيهم، عندما توجوا بالكثير من الإنجازات الرياضية والتعليمية، عالمياً ومحلياً، وتنبئ القصص المتنوعة لسيرتهم الذاتية عن كثير من قصص الأمل والعبر التي تصلح لأن تكون ملهمة للآخرين.

أصحاب همم أكدوا لـ«البيان» في جولتها أن تغيير مصطلح «ذوي الإعاقة» وإطلاق «أصحاب الهمم» عليهم يعطيهم دفعة قوية لتحقيق المزيد من الإنجازات، كما أن المسمى الجديد سوف يغير من نظرة المجتمع إلى هذه الفئة.

متابعة

وقالت بدرية الجابر من أصحاب الهمم سمعياً، ومعلمة الحاسوب والعلوم بمركز دبي لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقة، إنها تابعت قرارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الخاصة بإطلاق سياسة وطنية لتمكين أصحاب الهمم بسعادة غامرة، هي وطلبتها التي تعلمهم بالمعهد، مؤكدة أن هذه الخطوة من شأنها دفع المجتمع الإماراتي لاستيعاب قدرات هذه الشريحة المجتمعية، خاصة أنهم يتمتعون بالكثير من القدرات والإمكانات، والتي أثبتتها النجاحات المتوالية التي تحققت في الفترة الماضية وفي كل المجالات.

وذكرت الجابر أن إصابتها بالصمم لم تجعلها تستسلم لذلك الشعور السلبي، خاصة أنها تحمل من الإصرار والعزيمة الكثير، حيث تعلمت لغة الإشارة، والتحقت بدورات متخصصة مكنتها من بناء قاعدة لغوية للتواصل بشكل إيجابي مع مجتمعها، حتى أصبحت معلمة تدرس نظراءها من الطلبة الملتحقين بالمعهد، لافتة إلى أنها أمضت 17عاماً في وزارة تنمية المجتمع، منها 10 سنوات معلمة للطلبة.

نافذة

من ناحيته قال سعود حمد سبت، الإداري المساعد في وزارة تطوير البنية التحتية، إن السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، نافذة وطاقة نور لأصحابها، حيث ستعمل جنباً إلى جنب الخطط الاستراتيجية لتمكين أصحاب الهمم في كل المجالات، موضحاً أنه درس الهندسة المدنية في كلية التقنية العليا، فيما أصيب بفقدان البصر نتيجة حادث، ومن ثم بدأ مرحلة جديدة بحياته أساسها الاعتماد على النفس والتحدي متخذاً الأمل سلاحاً له.

وذكر سبت أنه درس كيفية التعايش مع حالته وتعلم عدداً من البرامج المتخصصة في التعامل مع الآخرين ومهام عمله، وأنه يسعى كل صباح لاكتساب شيء جديد، لأنه يسعى للترقي مهنياً وترك بصمة بمجال عمله، موضحاً أنه لا يعتبر نفسه غير مبصر، بل إنه «بصير» فهو يرى بقلبه ما لا تراه عيناه، وأنه يسعى خلال الفترة المقبلة لإتمام مشروع زواجه والحصول على مسكن لبدء حياة أسرية.

وذكر سعود سبت أنه بدأ تطوير قدراته شيئاً فشيئاً حتى تمكن من تعلم 10 لغات يتحدث بها بطلاقة، كما أنه حفظ القرآن كاملاً خلال فترة فقدانه البصر.مبادرات ومن مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية بأبوظبي، تحدث محمد الحوسني المذيع بإذاعة القرآن الكريم والمدرس المتخصص في مؤسسة زايد الإنسانية: «قيادتنا الرشيدة عودتنا على دعم المواطن بشكل عام وأصحاب الهمم بشكل خاص، وتوفير الدعم المادي والمعنوي لهم».

وأوضح أن هناك مبادرات كثيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بهذا الشأن، لافتاً إلى أن أهم هذه المبادرات طباعة كتاب «ومضات من فكر» بطريقة «برايل»، فتمكن من قراءة الكتاب والاستفادة بكل كلمة فيه، مشيراً إلى أنه عندما يقرأ الشخص بنفسه يختلف كثيراً عن الاستماع إلى شخص يقرأ له.

وأضاف أن إطلاق السياسة الوطنية لتمكين ذوي الهمم تشمل تحديد مسؤول في جميع المؤسسات والجهات الخدمية يعنى بالنظر والعمل على تسهيل واعتماد الخدمات المخصصة لنا، فسوف يكون هناك مسؤول خدمات أصحاب الهمم، مشيراً إلى أن تأسيس المجلس الاستشاري لأصحاب الهمم سوف يساهم في تحقيق هذه السياسة على أرض الواقع.

إرادة

كما أن هشام الواحدي مدقق المطبعة «برايل» مطبعة المكفوفين والتحديات البصرية التابعة لمؤسسة زايد الإنسانية، يعتبر أن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أكدت أن الإعاقة ليست إعاقة الجسد وإنما إعاقة الإرادة.

وأضاف أن: «تغيير مصطلح ذوي الإعاقة وإطلاق مسمى أصحاب الهمم يعطينا دفعة قوية لتحقيق المزيد من الإنجازات»، مشيراً إلى أن أصحاب الهمم حققوا إنجازات عظيمة وبذلوا جهوداً كبيرة في مختلف المجالات.

ضبط

وقبل أن يخلد هزاع عبدالله العلوي، 25 عاماً، ويعاني من شلل أطفال نصفي إلى النوم، يحرص على ضبط المنبه على موعد صلاة الفجر، ليستعد بعدها للذهاب إلى مقر عمله في بلدية مدينة العين، حيث يعمل مدخل بيانات، وإنهاء معاملات المراجعين.

وأوضح العلوي أنه على الرغم من معاناته من الشلل النصفي إلا أنه وبعزيمة وإصرار تمكن من قهره، وحصل على رخصة قيادة تمكنه من قيادة سيارته والتوجه لمقر عمله، حيث يعمل من الساعة السابعة صباحاً وحتى الثالثة ظهراً، مؤكداً في الوقت ذاته أن أهم ما يميز قضايا «أصحاب الهمم» في دولة الإمارات، هو الاهتمام الفعلي من قيادة الدولة التي أحدثت نقلة نوعية في تأهيلهم ودعمهم، وإبراز قدراتهم ومواهبهم وإبداعهم.

فرح

هزاع العلوي وخلال تصفحه أمس، عدداً من شبكات التواصل الاجتماعي لم يتمالك نفسه من الفرح وهو يقرأ مراراً وتكراراً خبر إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، اسم أصحاب الهمم بدلاً من ذوي الإعاقة، إضافة إلى أوامر سموه بتحديد مسؤول في جميع المؤسسات والجهات الخدمية يعنى بالنظر والعمل على تسهيل واعتماد خدمات مخصصة لذوي الإعاقة ويكون بمسمى «مسؤول خدمات أصحاب الهمم».

وقال: «أنا اليوم لست معاقاً حركيا،ً ولا صاحب إعاقة، ولا حتى حبيس الكرسي، وإنما صاحب همة بأمر من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، والمسمى الجديد لم يسعدني فحسب، بل شحذ همتي لتحقيق المزيد من التميز والإبداع سواء على صعيد حياتي الشخصية، والمهنية، وحتى المجتمعية من خلال المشاركة الإيجابية في الفعاليات والمبادرات والأنشطة والبرامج».

وأضاف العلوي: «أنا خريج إدارة مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين في الإدارة العامة لحماية المجتمع والوقاية من الجريمة بوزارة الداخلية في عام 2014، وأعكف حالياً على إكمال دراستي في الفترة المسائية، ولا أبالغ إن قلت أن بعض أصدقائي أصبحوا ينادونني بصاحب الهمة، الأمر الذي يجعلني إيجابياً دائماً، وحريص في الوقت ذاته على الاعتماد على النفس».

قوة

ولأن الإعاقة الحقيقية في العقل حينما يتملكه الجهل، وفى الروح حينما يتملكها اليأس، وفى القلب حينما يفقد الإيمان، تكون القوة فقط هي الناجحة في كسر القيود، وتحطيم العوائق، والوصول إلى ما يصبو إليه صاحب الهمة كما تقول علياء الأغبش، التي تعشق منذ نعومة أظافرها ألوان الحياة لتحقيق أحلامها، فابتسامتها لا تفارقها، ولديها بصيرة وفطنة تجعل عينيها ترى كل ما هو جميل.

استهلت الأغبش، ابنة رأس الخيمة، حديثها عن سبب إعاقتها بأنها ولدت طبيعية ولم تكن تعاني أي مشاكل صحية، إلا أنها أصبحت ضحية لمرض شلل الأطفال في سن العامين لغاية الآن بسبب خطأ طبي، ولكن أسرتها لم تستسلم للأمر فقد أجريت لها العديد من العمليات في جمهورية مصر العربية في مراحل طفولتها الأولى حتى تتمكن من مواصلة حياتها لوحدها، لتعود من جديد للحياة بجسد وقلب آخر، وتستكمل دراستها في المدارس الحكومية حتى نالت شهادة الثانوية العامة بتفوق بنسبة 94.4% من القسم العلمي في العام 1999، لتنطلق من هذه المرحلة بشعار آخر «لن تهم إعاقتي ما دمت أحقق ذاتي»، لتقرر استكمال دراستها العليا في تخصص الهندسة الميكانيكية في جامعة الإمارات كأول دفعة تلتحق بهذا التخصص.

دراسة

وعن دراستها تكلمت الأغبش: «لم أواجه معوقات في التحاقي بالجامعة بل كان جميع زميلاتي بمثابة أخوات لي يساعدونني في كل شيء، ولكن للأسف كان لحلمي حدود فرضت عليّ رغماً عني فقد كنت أتمنى إكمال دراستي الجامعية، إلا أن ظروفاً صحية ألمت بي وأقعدتني المنزل مدة طويلة، غير أني لم استسلم فاخترت أن التحق بمركز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة، في تخصص تصميم الجرافيكس. وفي عام 2005 عينت بوظيفة «كاتب» في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة».

وزادت: «أسعى دوماً لتنمية مهاراتي، لذا فقد نجحت في إتقان التعامل مع الحاسب الآلي وبرامجه، مما ساعدني في الحصول على فرصة دراسة هذا التخصص تحديداً في جامعة الدار بإمارة دبي، وأنال شهادة الدبلوم في عام 2010».

وعن أبرز ما حققته حتى الآن، تقول علياء: «لا أنكر أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدتني كثيراً فقد تعلمت وحصلت على الدورات العالمية المعتمدة عبر التعليم عن بعد بواسطة الإنترنت»، غير أنها أشارت إلى أنه رغم سعيها الدائم إلى النجاح والتفوق بغية الارتقاء الوظيفي، إلا أنها لا تزال محلك سر في عدم الترقية رغم التطور الوظيفي والأكاديمي وسنوات الخبرة الأمر المؤرق دائما لها.

من جانبه، أكد مديرها المباشر الرائد عدنان الحمادي رئيس قسم الإصلاح والتأهيل بإدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية: «أن علياء الأغبش مثال حي على الصبر وقوة الإيمان، وتعد سفيرة للخير وكتاباً يمنح جرعة كبيرة من الأمل والتفاؤل والتحدي عبر تفانيها بالعمل وتفوقها المستمر ومبادراتها المنطلقة من روحها الإيجابية».

ثناء

بدو ره أثنى المواطن لؤي علاي، من أصحاب الهمم «فئة المكفوفين»، على قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إطلاق سياسة وطنية متكاملة لتمكين ذوي الإعاقة في الدولة، وتسميتهم رسمياً «أصحاب الهمم» بدلاً من ذوي الإعاقة. وأكد أن دولة الإمارات تثبت يوماً بعد يوم إنسانيتها واهتمامها بأبنائها بامتياز، عبر رفع كفاءتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

وقال: «إن الاسم الجديد «أصحاب الهمم» لم يأتِ من فراغ، بل جاء من تلاقي الأفكار والقدرات بين المعاقين والقيادة الرشيدة بدولة الإمارات»، كما دعا علاي إلى ضرورة إشراك أصحاب الهمم في مقاعد المجلس الاستشاري المرتقب لأصحاب الهمم، مؤمناً بقدراتهم الذاتية على عرض ومناقشة شؤونهم والوقوف على احتياجاتهم في المجتمع، فمن المهم أن تمنح هذه الفئة فرصة اقتراح السياسات التي من شأنها أن تصب في مصلحتهم مستقبلاً، لافتاً إلى تجربته الشخصية الناجحة في تأهيل 4 من فئة ذوي الإعاقة إلى أولومبياد البرازيل في 2016، خلال فترة إدارته لنادي خورفكان الرياضي للمعاقين، وهو نجاح لم يسبق له أن تحقق عبر الإدارات السابقة.

مغردون

حظي إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، خلال إطلاق السياسة الوطنية لتمكين ذوي الإعاقة، ومسمى أصحاب الهمم بدلاً من ذوي الإعاقة على هذه الفئة، بتفاعل مغردي ومدوني مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بإيجابية واسعة النطاق مع المبادرة، مؤكدين أن المبادرة تظهر «إنسانية الإمارات وقيادتها الرشيدة».
وأطلق مغردون على «تويتر» وسماً حمل عنوان #أصحاب_الهمم، وقد شهد تداولاً كبيراً على مستوى الإمارات والوطن العربي والعالم عموماً.

Email