حمد الغفلي يُخفّض تكاليف زواجه 50 %

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاول الكثيرون أن يثنوه عن خطوة تقديم وتغيير موعد زفافه من السابعة مساء إلى الرابعة عصراً للنساء، متعللين بأن الوقت لن يكون مناسباً، خاصة بالنسبة إلى النساء، كما جرت العادة بأن يبدأ حفلهن عند السابعة مساء ويمتد إلى منتصف الليل.

وهو الأمر الذي يتبعه بذخ في الصرف على وجبة العشاء، كما أن معظم الأقارب والأهل والأصدقاء يكونون مشغولين في أعمالهم النظامية، وبالتالي قد لا يتمكنون من تلبية الدعوة، وهو الأمر الذي يسبب حرجاً بالغاً للأسرتين.

إلا أن إصراره على تلبية توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الداعية إلى تخفيف أعباء تكاليف الزواج أخيراً دفعته إلى أن يتمسك بقراره الذي اتخذه بتقديم حفل ليلة العمر، دون أن يتوجس خيفة من عدم حضور الأقرباء والأصدقاء.

وبتشجيع من والده وأسرته، تمت مراسم الحفل للجنسين في قاعة الشيخ خليفة للأفراح بأم القيوين، وسط حضور فوجئ به هو وأسرته وثلة من الأصدقاء.

حيث كان كثيفاً بتشريف من سمو الشيخ راشد بن سعود المعلا، ولي عهد أم القيوين رئيس المجلس التنفيذي، الذي ثمن تلك الخطوة، كما أمَّه عدد من الشعراء والأعيان، إضافة إلى شباب من دول مجلس التعاون الخليجي.

أول إماراتي

المواطن حمد الغفلي يعمل ضابطاً بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، ودرس بمدرسة حاتم الطائي للتعليم الثانوي بفلج المعلا في أم القيوين، وبعد تخرجه التحق بكلية الشرطة وتخرج فيها عام 2017.

ويعد أول شاب إماراتي يهتدي بدعوة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي تدعو الشباب المقبلين على الزواج إلى تخفيض تكاليفه التي أقعدت بالكثير منهم، مما أدى إلى عزوفهم عن الزواج أو لجوئهم إلى البنوك التي تكبلهم بالديون المثقلة، ومن ثم الوقوع في براثنها.

فقرر تقديم زواجه ليبدأ عند الرابعة عصراً للرجال والنساء في قاعة واحدة، في خطوة جريئة لم يسبقه إليها أحد، متحدياً كل الهواجس والتحديات التي كانت تراوده بعدم الحضور الكافي من المدعوين، والتي زادتها محاولة الكثيرين إثناءه عنها، خصوصاً وسط صفوف النساء، ما يسبب له حرجاً.

مبيناً أن تلك الخطوة قد خفضت تكاليف الزواج بنسبة 50%، لأن قيمة إيجار الصالة في ذلك التوقيت تخفض إلى النصف، فإذا كانت قيمة الإيجار 100 ألف درهم تصبح 50 ألف درهم، إضافة إلى إلغاء وجبة العشاء بالنسبة إلى النساء والاكتفاء بواجبات الضيافة.

من كل الأطياف

يقول الغفلي إنه اهتدى بدعوة صاحب السمو ولي عهد أبوظبي الرامية إلى تخفيف تكاليف مراسم الزواج، فقرر تقديم مواعيد حفل النساء الذي لم يسبقه إليه أحد، كما أنه فوجئ بالكم الذي شرف ليلة زفافه من الأطياف كافة، وأنه فخور بنجاح التجربة التي تمنى أن يقتدي بها كل شباب الإمارات.

لأنها قد خفضت نسبة التكاليف إلى 50%، بل وأقل من الميزانية التي رصدها، لافتاً إلى أن كل ما هو جميل مقبول، وأن المبادرة نوع من التكافل المحمود تسعى لتخفيض تكاليف الأعراس التي وصلت إلى مبالغ عالية لا يستطيع الجميع تحملها.

كما أنها ستسهم في نمو الاقتصاد، وستكون حافزاً لمواكبة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وستتيح الفرصة للشباب للاستثمار الجيد، كما تعكس اهتمام القيادة بالشباب وحرصها على تيسير أمورهم، وأنها لا تدخر جهداً في تقديم كل ما يسهم في رفعة المجتمع ورفاهية الشعب، وهو الأمر الذي يجسد الولاء لقيادتنا.

حياة رفاهية

ويضيف الغفلي، الذي كانت مراسم زواجه في 7 إبريل الجاري، أنه ليس من المعقول أن يسعى الشاب في مقتبل عمره لجمع مليون درهم من راتبه الشهري أو من قرض مصرفي، من أجل إنفاقه في ليلة واحدة ليتزوج.

ومن ثم يكون مطالباً بتوفير مبالغ أخرى للإنفاق على أسرته وتوفير حياة رفاهية لزوجته لا تقل عن تلك التي كانت تعيشها في منزل والدها، أو تلك التي تعيشها صديقاتها، ما يجعل الشاب فريسة للديون التي لا تنتهي.

بعد إنساني

وقال سيف راشد الغفلي، والد المعرس الذي يعمل بالقوات النظامية منذ 27 عاماً وما زال، إن دعوة صاحب السمو ولي عهد أبوظبي أتت تشجيعاً للشباب المواطنين لتخفيف أعباء الزواج، كما أنها تعد امتداداً ونهجاً لمواقف ومآثر الشيخ زايد – طيب الله ثراه - وجهوده في تشجيع المواطنين على الزواج من مواطنات.

 

Email