الرياض تستضيف أعمال المجموعة الثانية بحضور وزراء و200 مسؤول من حكومتي البلدين

«خلوة العزم» تعزز التكامل المعرفي والسياسي والعسكري بين الإمارات والسعودية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت في الرياض أمس، أعمال المجموعة الثانية لخلوة العزم المشتركة بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، والمنبثقة عن مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، وذلك بحضور ومشاركة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين ومديري العموم في البلدين، حيث ناقشت خلوة العزم ضمن أجندتها ثلاثة محاور استراتيجية تختص بالاقتصاد والمحور المعرفي والبشري والمحور السياسي والعسكري والأمني.

وتأتي الخلوة انطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وذلك لتعزيز العلاقات التاريخية بين الإمارات والسعودية ووضع خارطة طريق لها على المدى الطويل.

وتعكس «خلوة العزم» حرص البلدين على توطيد العلاقات الأخوية بينهما والرغبة في تكثيف التعاون الثنائي عبر التشاور والتنسيق المستمر في مجالات عديدة وتعزيز دور منظومة العمل الخليجي المشترك، كما تأتي «خلوة العزم» كخطوة ضمن سلسلة من اللقاءات المشتركة بين الإمارات والسعودية في إطار مجلس التنسيق السعودي الإماراتي والذي يترأسه من جانب الدولة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ومن الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وذلك لمناقشة المجالات ذات الاهتمام المشترك ووضع إطار عام وخطط لعمل مجلس التنسيق السعودي الإماراتي.

نموذج

ويعكس المجلس النموذج الأمثل للتعاون الثنائي بين الدول ويمهد لمرحلة جديدة لتطوير منظومة التعاون بين البلدين مرحلة جديدة لتكامل منظومة التعاون.

واستهلت أعمال الخلوة بكلمة ترحيبية من قبل كل من معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل والمهندس عادل فقيه وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، أكدا فيها أهمية الخلوة ومخرجاتها في دعم التعاون بين البلدين وأهداف مجلس التنسيق السعودي الإماراتي واستكمالاً في الوقت نفسه لجهودهما في تعزيز منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبما يمهد لمرحلة جديدة من العمل المثمر والبناء بين الطرفين.

وقال معالي محمد بن عبدالله القرقاوي في كلمته:«إن التعاون والتكامل اليوم بين المملكة والإمارات في أقوى صوره والعلاقات تكبر وتقوى لتدعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي وإن قيادتي البلدين تسعيان لجعلها استثنائية ونموذجية».

وأضاف معاليه «إن لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية مواقف مشهودة في التعاون الإقليمي تحتذى والتي أثمرت عن المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي والذي انبثقت منه خلوة العزم»، مشيراً أن «لدى البلدين اليوم فرصاً تاريخية بوجود قيادات تاريخية والثقة كبيرة بعقول مواطنيهما وكوادرهما وثقتنا كبيرة بمستقبل علاقات متميزة واستثنائية تجمع المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة».

جلسات

من جانبه أكد المهندس عادل فقيه في كلمته أن جلسات المجموعة الثانية لخلوة العزم تسهم في تعزيز أوجه التعاون والتكامل وتبرز الرؤى المشتركة التي ينطلق منها البلدان.

وأوضح وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي أن المواضيع الحيوية التي تتناولها الخلوة تعنى بمناقشة الوضع الراهن والتحديات المحتملة والغاية منها الخروج بأفكار ومبادرات ومشاريع ونوعية وتطوير سياسات مشتركة لكلا البلدين.

وأكد أن خلوة العزم تمثل انتقالاً من مسيرة التنمية والتعاون بين البلدين إلى مرحلة جديدة من النمو والتطور، إذ تعد نموذجاً نوعياً في العلاقات الثنائية بين البلدين وتهدف إلى خلق منصة للتشاور والتنسيق بين فرق العمل من خلال سلسلة من اللقاءات والأنشطة الدورية بين مختلف فرق العمل الثنائية في المجلس لتفعيل مخرجات الخلوة ومناقشة آليات تفعيل خطط التعاون المختلفة ورفعها إلى مجلس التنسيق السعودي الإماراتي.

مشاركون

وشارك في أعمال المجموعة الثانية للخلوة فرق عمل ضمت أكثر من 200 مسؤول من حكومتي البلدين وخبراء في القطاعات المختلفة، بالإضافة إلى ممثلي القطاع الخاص، وذلك ضمن 11 فريق عمل مختلفاً استكمالاً للعمل الذي قامت به 9 فرق عمل خلال الخلوة المنعقدة في أبوظبي في فبراير الماضي.

وحدد ــ لكل محور من المحاور الثلاثة ــ عدد من الجلسات النقاشية التخصصية التي ترأسها بصورة مشتركة عدد من الوزراء في كلا البلدين وبحضور مسؤولين حكوميين وخبراء في القطاعات المختلفة وذلك لمناقشة الوضع الراهن والتحديات المحتملة والخروج بأفكار ومبادرات نوعية فيما ستستمر اللقاءات والمناقشات خلال الفترة المقبلة بين فرق العمل لاستكمال وضع المبادرات وتنفيذها ورفع المبادرات والمشاريع للمجلس التنسيقي السعودي الإماراتي وعرضها خلال اجتماعه الأول خلال الأيام القادمة.

اقتصاد وتعليم

وتفصيلاً ناقشت فرق العمل في المحور الاقتصادي آليات تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية وذلك من خلال عدد من المواضيع أهمها «البنية التحتية والإسكان» و«الشراكات الخارجية» و«الإنتاج والصناعة» و«الزراعة والمياه» و«الخدمات والأسواق المالية» و«القطاع اللوجستي» و«النفط والغاز والبتروكيماويات».

أما في المحور المعرفي والبشري فقد ناقشت فرق العمل فيه موضوع التعليم الفني في حين تم في المحور السياسي والعسكري مناقشة التنسيق والتعاون والتكامل السياسي والعسكري.

مبادرات

وجرى في ختام الخلوة استعراض المبادرات والمشاريع من قبل رؤساء الجلسات في الجانبين السعودي والإماراتي وكان لكل من معالي محمد بن عبدالله القرقاوي والمهندس عادل فقيه، كلمة في نهاية أعمال الخلوة، أكدا فيهما أهمية النقاشات والحوارات التي جرت ضمن مختلف فرق العمل والمجموعات في الخلوة، وثمنا جهود المشاركين من كلا الطرفين ودورهم في رسم صورة مستقبلية للمبادرات والمشاريع المشتركة بين الطرفين والتي سيتم رفعها لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي ووضع التوصيات بخصوصها.

كما أكدا أن العمل لن يتوقف بانتهاء الخلوة وأعمالها، حيث سيتم تشكيل فرق عمل ومجموعات لتنسيق العمل بين مختلف القطاعات لتنفيذ مختلف المبادرات وبما يتوافق مع أهداف المجلس ورؤية القيادة.

من جانبه ذكر معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد رئيس جلسة القطاع اللوجستي والبنية التحتية من الجانب الإماراتي في المحور الاقتصادي أن «خلوة العزم أتاحت للطرفين التشاور في قضايا غاية في الأهمية بما يتعلق بالقطاع اللوجستي والبنية التحتية، حيث تباحثنا في كيفية تطوير المطارات الموجودة في البلدين وتعزيز دورها في دعم الاقتصاد وتطوير الموانئ في البلدين وتحويلهما إلى المركز الأساسي للشحن البحري في المنطقة، بالإضافة إلى سبل تعزيز وسائل الربط الجوي بين البلدين من خلال سياسة الأجواء المفتوحة».

طاقة

وقال معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة رئيس جلسة النفط والغاز والبتروكيماويات من الجانب الإماراتي في المحور الاقتصادي إن خلوة العزم السعودية - الإماراتية ناقشت قضايا ملحة تخص البلدين.

وأضاف معاليه: «ناقشنا أهم سبل التعاون لزيادة الاستثمار المشترك في الصناعات التحويلية البتروكيماوية وأفضل الممارسات لتفعيل منظومة للأبحاث وتشجيع استخدام التقنيات الحديثة والمتقدمة في قطاع صناعة البتروكيماويات كما تباحث الخبراء من الطرفين في أفضل الطرق لتقليل الاعتماد على النفط وخفض الاستهلاك المحلي للطاقة».

وأكد معالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية رئيس مجلس إدارة برنامج الشيخ زايد للإسكان رئيس جلسة الإسكان من الجانب الإماراتي في المحور الاقتصادي، أن خلوة العزم شكلت المنصة الأمثل للتعاون بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، فيما يخدم شعوب البلدين ويدعم مقومات تحقيق الريادة فيما نطرحه من مشروعات لإنشاء مجتمع متلاحم متماسك يسوده الاستقرار والسعادة.

بيئة وزراعة

من جانب آخر أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة رئيس جلسة البيئة والزراعة والمياه من الجانب الإماراتي في المحور الاقتصادي أن دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية حققتا نجاحات عالمية في الزراعة رغم تحدي قلة المياه واجتماع الخبراء من الطرفين في خلوة العزم يعزز هذا النجاح من خلال تبادل الخبرات وترويج الشراكات في المشاريع الزراعية والمائية.

وذكر معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم رئيس جلسة التعليم الفني من الجانب الإماراتي في المحور البشري والمعرفي أن الشراكة الإماراتية - السعودية في المحور البشري والتعليم من أولويات خلوة العزم، وقال معاليه:«نعمل مع أشقائنا السعوديين على تعزيز نظام التعليم المهني لكي يلبي احتياجات سوق العمل، كما بحثنا في سبل تطوير منظومة المؤهلات الوطنية وتعزيز المشاركات والتعاون في مسابقات المهارات التقنية والفنية».

كما أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة رئيس جلسة الإنتاج والصناعة من الجانب الإماراتي في المحور الاقتصادي أن مخرجات خلوة العزم تضمنت خططاً طموحة مع الأشقاء السعوديين تعود بالنفع على الطرفين وستسهم في دعم مستويات الإنتاج وتعزيز العائدات، منوهاً إلى أنه تم التركيز على سبل تعزيز مساهمة الشركات المحلية في الناتج المحلي وزيادة نسبة منتجاتها وصادراتها في الخارج.

من جهته قال معالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة رئيس جلسة الشراكات الخارجية من الجانب الإماراتي في المحور الاقتصادي، إن «الشراكة السعودية - الإماراتية متأصلة في تاريخ الشعبين وخلوة العزم فتحت آفاقاً جديدة للتعاون في مشاريع اقتصادية استراتيجية تدفع عجلة النمو في كلا البلدين، كما بحثنا في التحديات التي تواجه زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية.

وأكد معالي مبارك راشد المنصوري محافظ مصرف الإمارات المركزي رئيس جلسة الخدمات والأسواق المالية من الجانب الإماراتي في المحور الاقتصادي أن «خلوة العزم شكلت المنصة الأمثل لبحث القوانين اللازمة لرفع حجم رؤوس الأموال الضخمة في المنطقة وتعزيز التكامل بين الأسواق المالية العاملة في البلدين، بالإضافة إلى تحديد التشريعات والسياسات التي يجب سنها لتعزيز الثقة في الأسواق وحماية الاستثمارات الأجنبية في البلدين.

إدارة الطوارئ

وقال الدكتور جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات رئيس جلسة أمن الإمدادات من الجانب الإماراتي في المحور الاقتصادي إن «خلوة العزم السعودية - الإماراتية تمهد الطريق لإيجاد بيئة عمل مناسبة تسهم في بناء شراكة مع كل قطاعات ومؤسسات الدولة الحيوية في البلدين للتعامل بفاعلية مع الأزمات وإدارتها وبما يؤدي إلى التخفيف من حدة مخاطرها وتبعاتها والوصول إلى تحقيق التعافي.

تنسيق

يمثل مجلس التنسيق السعودي الإماراتي النموذج الأمثل للتعاون الثنائي بين الدول وتفعيل أواصره، حيث تم إنشاء المجلس ضمن اتفاقية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في شهر مايو 2016 بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك بهدف التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة.

Email