لتوفر الإمكانات والخبرات في مستشفيات الدولة

الإمارات تقترب من وقف علاج السرطان في الخارج

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من أطباء الأورام في الدولة أن الجهات الصحية أوقفت تقريباً إرسال المواطنين إلى الخارج للعلاج من الأمراض السرطانية، بفضل الإمكانات والخبرات المتوفرة في المستشفيات الحكومية، مؤكدين أن دولة الإمارات باتت من أفضل عشر دول عالمياً في توفير الأجهزة والأدوية الحديثة المكلفة، التي لا تقدر على توفيرها بقية الدول.

وقالوا إن نسبة قليلة من المواطنين تذهب للخارج للعلاج على نفقتهم الخاصة محذرين من الإعلانات المضللة، التي تنتشر عبر مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتروج لها بعض المستشفيات في الخارج حول علاج مختلف الأمراض السرطانية بالتجميد، والحرارة، مؤكدين أن مثل هذه الطرق تفتقر إلى أسس وقواعد علمية مثبتة من قبل جمعيات السرطان أو حتى الجهات الصحية العالمية.

وكان الدكتور محمد جالودي استشاري الأمراض السرطانية في مستشفى توام قد كشف في وقت سابق عن وجود 6 مرضى مواطنين ومقيمين مصابين بالأمراض السرطانية سافروا للصين، للبحث عن علاج ناجع، كما أوحي لهم بطريقة العلاج بالتجميد، ولكنهم عادوا دون أي استفادة بعد أن أنفقوا مبالغ مالية طائلة للسفر والإقامة والعلاج، ليكتشفوا أنهم وقعوا ضحية الإعلانات المضللة، التي تروج لها بعض وسائل الإعلام، مشيراً إلى أنه يتلقى يومياً عدداً من الاتصالات من مرضى يسألون عن طرق العلاج بالتجميد أو التبريد وفي ما إن كانت تفيد فعلاً في علاج السرطان، مؤكداً أن جميع هذه الطرق لم تثبت علمياً ولا أساس لها من الصحة.

وأوضح، إن السرطان وعلاجه متفق عليه في جميع أنحاء العالم وهو أن الاكتشاف المبكر يعبر أفضل للعلاج، وفي حال تقدم المرض بمراحل المرض فلا بد من الاستئصال الجراحي والعلاج الكيماوي والإشعاعي وهي الطريقة المعتمدة في المراكز والمستشفيات المتخصصة، مشيراً إلى أن الاكتشاف المبكر للمرض يؤدي إلى نسبة شفاء تصل إلى أكثر من 90%.

وأشار إلى أن العلاج الحراري موجود في مستشفيات الدولة، وقد يفيد في بعض الحالات البسيطة مثل وجود نقطة أو نقطتين سرطانيتين على الكبد، ولكنه بالتأكيد لا يفيد في كل الحالات أو الحالات المتقدمة، كما تروج له بعض المستشفيات في الخارج.

حالات جديدة

بدوره قال الدكتور نوري تبنيني استشاري أمراض الأورام في مستشفى توام إن نسبة الزيادة السنوية في أعداد مرضى السرطان في الدولة مردها لسببين أساسيين الأول هو زيادة تعداد السكان، والثاني هو الكشف المبكر مع توفر أحدث الأجهزة العالمية المستخدمة في التشخيص.

وقال الدكتور نوري إنه يتم تسجيل 1200 حالة سرطان جديدة سنوياً في مستشفى توام ومثلها تقريباً لدى الجهات الصحية الأخرى، لافتاً إلى أن هناك ما بين 2000 إلى 2500 حالة سرطان جديدة يتم تسجيلها تقريباً على مستوى الدولة سنوياً.

خدمات فائقة

وقال الرئيس التنفيذي لمستشفى الشيخ خليفة التخصصي في رأس الخيمة، الدكتور ميونغ هون سونغ، إن المستشفى يقدم خدمات علاجية فائقة، تضاهي ما تقدمه أهم وأحدث المراكز العلاجية العالمية، مؤكداً أن دولة الإمارات باتت من أفضل دول العالم في علاج الأمراض السرطانية، وبالتالي لا يوجد مبرر لإرسال المرضى للخارج.

فحوصات دقيقة

وأشار الدكتور ميونغ هون سونغ إلى أن الطرق العلاجية والتشخيصية الحديثة، التي يوفرها المستشفى، جعلته محط أنظار الكثير من المراكز العلاجية العالمية، حيث يوفر أحدث الطرق العلاجية لمراكز التميز الثلاثة، فهو يوفر أحدث الطرق التشخيصية والعلاجية لمرضى الأورام، وقد أطلق مؤخراً تشخيصاً جديداً في مختبراته، يعتمد على علم السلسة الوراثية «الحمض النووي»، والذي يعد أحد أحدث الفحوصات الجينية المتقدمة في علم الأورام والوحيد من نوعه في الدولة.

ولفت إلى أن المستشفى يعد من المستشفيات القليلة جداً، التي توفر تشخيص الأورام، من خلال النظائر المشعة «التشخيص الإشعاعي»، والتي تستخدم لكشف الأورام المختلفة بدقة متناهية، ولا سيما في فحوصات الكبد والطحال والغدة الدرقية، والعظام والكلى.

وأوضح أن مستشفى الشيخ خليفة التخصصي في رأس الخيمة أجرى 1300 جلسة علاجية إشعاعية لمرضى الأورام، خلال عام واحد فقط، لافتاً إلى أن تلك الحالات كانت تتطلب في السابق نقلهم إلى إمارات أخرى، وفي بعض الأحيان إلى خارج الدولة، وتكبد المرضى عناء السفر، للحصول على العلاج الإشعاعي، والذي بات أحد الخيارات المتاحة للأطباء لاستئصال الأورام.

وأوضح أن تكنولوجيا العلاج الإشعاعي تعد تطوراً مهماً يسهم في تحسين مستوى العلاج للوصول إلى الأورام بدقة متناهية، وتحقيق نتائج أفضل للمرضى عن طريق استهداف الأورام السرطانية، وحماية أجزاء الجسم الحساسة في الوقت نفسه.

ولفت إلى أن المستشفى يوفر خطة علاجية تناسب كل مريض، بناء على الأشعة التصويرية الدقيقة للورم، والتي تكون عبر أشعة مقطعية محوسبة، وقد تتضمن أيضاً التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير الطبقي بالإشعاع البوريتزوني لتحديد موقع الورم بدقة، ومن ثم يقوم الطبيب المختص بعلاج الأورام بالإشعاع وفقاً لحالة المريض، التي تحدد طاقة الإشعاع وأنواعه وإجمالي الجرعات التي تعطى لإزالة الورم.

أما الدكتور فلاح الخطيب استشاري أمراض الأورام بمركز في أحد المستشفيات الخاصة في الدولة، فقال إن استخدام الطرق العلاجية كالتبريد والكي وإغلاق شرايين تروية الأورام ليست بالشيء الجديد في عالم الطب، وهي ليست طرق شفائية، بل تخفيفية للأعراض والمضاعفات وتستخدم علاجاً تلطيفياً في أماكن كثيرة.

ولكنها غير مثبتة علمياً ولا تعتبر علاجاً ناجعاً كما تروج له بعض المستشفيات والمراكز، وإنما هي مضيعة للوقت والمال لأن المريض يحتاج للبقاء هناك شهوراً عدة، وبالتالي على المرضى قبل التوجه إلى مثل هذه الأماكن استشارة أطبائهم وعدم التوقف عن العلاج الموصوف لهم حتى لا يتطور المرض.

حاجة

وأضاف أن دولة الإمارات بحاجة إلى مركز وطني للسرطان، لجذب السياحة العلاجية أسوة بالدول المتقدمة الأخرى، لافتاً إلى أن المركز ممكن أن يكون له دور فاعل في وضع البروتوكولات العلاجية، وإجراء الأبحاث العلمية، ووضع سياسات للوقاية والاكتشاف المبكر ورسم خطة لمراكز العلاج في الدولة، إضافة إلى التعاون مع مراكز السرطان العالمية في تبادل الخبرات والتدريب.

وأكد أن الدولة بإمكانها تحقيق ريادة في هذا الموضوع على مستوى الشرق الأوسط لامتلاكها الخبرات والكوادر، ومن ثم الإمكانات المادية، التي تؤهلها لجذب أحدث الأجهزة الطبية المتعلقة بالأورام.

Email