أثبتت للعالم أنها على قدر التحدي مهما كانت الصعوبات

استجابة الإمارات للطوارئ حرفية واستراتيجية وأمان

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تظهر قوة الأمم العريقة في الشدائد والمحن، ويتجلى معدن أبنائها الأصيل، وفي الملمات ينصهر الجميع في بوتقة واحدة تتضاءل خلالها التضحيات وإن جاءت كبيرة، والأرواح وإن كانت غالية.

فمرة أخرى تثبت دولة الإمارات للعالم أنها على قدر التحدي وأنه مهما كانت الصعوبات فإنها على القدر نفسه من الاستعداد لمواجهتها والتغلب عليها بل قهرها والوصول إلى بر الأمان متسلحة في ذلك بعزيمة قادة أوفياء ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فوهبوا أرواحهم فداء لهذا الوطن.

وعلى الرغم من توالي الأحداث سواء كانت صغيرة أم كبيرة فإن الإمارات أبت إلا أن تكون نموذجاً في التعامل معها ورقماً صعباً في التصدي لها لتؤكد للعالم مجدداً أن أبناءها لا يرضون عن المركز الأول بديلاً.

ملحمة طيران الإمارات

فقد أظهرت الدولة من خلال تعاطيها مع الحريق الذي شب في طائرة طيران الإمارات رقم «إي كيه 521» القادمة من الهند يوم الثالث من شهر أغسطس الجاري كفاءة عالية وقدرة فائقة وسرعة استجابة قياسية في التعامل مع حالات الطوارئ ما نتج عنه خروج جميع ركاب الطائرة الذين بلغ عددهم 282 راكباً و18 من أفراد طاقمها سالمين بعد أن تم إجلاؤهم بسلام في وقت قياسي قبل أن تندلع النيران في جسم الطائرة.

الوقت القياسي الذي اختطته دولة الإمارات نهجاً للتعامل من أي حادثة يعتبر هو العامل الأساسي في الخروج منها بأقل الخسائر؛ ففي هذه الحادثة لم يستغرق إجلاء الركاب من الطائرة سوى دقائق من خلال احترافية بهرت العالم في التعامل مع مثل هذه الحوادث، و45 ثانية أخرى من أجل وصول رجال الدفاع المدني لموقع الحادث والتعامل أيضاً باحترافية كبيرة لإخماد الحريق.

وعلى الفور ومنعاً للشائعات التي قد تصاحب مثل هذه الحوادث عقد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات مؤتمراً صحفياً تناول فيه ظروف الحادثة، وما تم تنفيذه من إجراءات للتعامل معها والوصول إلى هذه النتيجة وهي سلامة جميع الركاب الذين كانوا على متن الطائرة، مشيداً في هذا السياق بالحرفية العالية التي تعامل بها طاقم الطائرة مع الركاب وإجلائهم منها بسلام.

شهيد الواجب

ونظراً إلى تفاني أبناء الإمارات في أداء واجبهم الوطني المنوط بهم على الوجه الأكمل فقد راح ضحية لهذا الواجب أحد أبناء الوطن، جاسم البلوشي الذي دفع حياته ثمناً، ضارباً أروع الأمثلة في التفاني في أداء واجبه مع رفاقه من رجال الدفاع المدني فلقي ربه شهيداً ونعته الإمارات بكل فخر وعزة.

العنوان.. والتحدي

وما حدث بالأمس القريب في مطار دبي يعيد للأذهان الكفاءة العالية التي أثبتتها من خلال مواجهتها حريق فندق «العنوان» في دبي ليلة رأس السنة من العام الجاري 2016، حيث أكدت من خلالها أجهزة الدولة المتخصصة كافة أنها على أتم الاستعداد للتعامل مع كل طارئ أو حادث بسرعة ونجاعة فائقتين.

وأسهمت السرعة الكبيرة التي تعاملت بها فرق الدفاع المدني مع الحادث في السيطرة على الحريق في وقت قياسي لم يتعد 3 ساعات ونصف الساعة فقط، وأخلت نحو 3 آلاف نزيل كانوا في الفندق بطريقة سلسة وآمنة ووفرت لهم أماكن بديلة مباشرة، بينما واصل الجمهور الذين قدموا من مختلف دول العالم بأعداد ضخمة احتفالاتهم بالعام الجديد.

هذه العملية أظهرت للقاصي والداني أن الدولة حققت مؤشرات السرعة والاستجابة العالمية في التعامل مع الحالات والحوادث الطارئة، خاصة أن هذه الحادثة تمت تحت إشراف مباشر من قبل الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي أكد «أن الحفاظ على أرواح الناس هدف استراتيجي لوزارة الداخلية التي تعمل وفق مؤشرات عالمية في سرعة الاستجابة».

واحة أمان

وفي حادثة أخرى، أثبتت الأجهزة المعنية في دولة الإمارات أنها على قدر المسؤولية وأن أرض الإمارات واحة للأمن والأمان من خلال سرعة إلقاء القبض على قاتلة المدرسة الأميركية أبوليا ريان التي كانت تعمل في أبوظبي في الجريمة المعروفة إعلامياً بـ«شبح الريم»، والتي تم الحكم على المتورطة فيها بالإعدام إنفاذاً للقانون.

فبعد ساعات قليلة أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على الجانية مؤكدة أن دولة الإمارات لن تتساهل مع الإرهاب، وهي حازمة وحاسمة في قطع دابره، وأن تطبيق القانون يصون المجتمع.

Email