«الطلاق المفاجئ».. خلافات زوجية متراكمة يغلَّفها الكتمان

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حذرت فاطمة الكندي، رئيسة قسم الدعم الاجتماعي في الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، من إبقاء «ملفات الخلافات الزوجية القديمة» مفتوحة دون نقاش ومصارحة وحل، كونها قد تؤدي إلى طلب أحد الطرفين الطلاق بصورة مفاجئة دون مراعاة للعشرة الزوجية، التي قد تكون استمرت لفترة تتجاوز 10 سنوات، ويكون هذا الطلب في واقعه مبنياً على ما سبق من «ملفات خلافات قديمة».

تعامل

وأكدت الكندي أن قسم الدعم الاجتماعي في شرطة دبي تعامل مع حالات طلب مفاجئ للطلاق دون سابق إنذار بين الزوجين ودون وجود خلاف حديث يستوجب ذلك، مشيرة إلى أن الفشل في علاج ملفات الخلافات، التي تمر في حياة الزوجين خلال العديد من السنوات، وتركها مفتوحة وإعادة استذكارها، يؤدي إلى تفكير أحد الطرفين وبصورة مفاجئة ودون تفكير إلى طلب الطلاق وإبداء رغبته في ذلك.

وقالت الكندي: يعتبر هذا النوع من طلب الطلاق «غير مسؤول» من قبل الطالب سواء الزوجة أو الزوج ومرجعه الشكلي أو الظاهري لأسباب واهية يسوقها الطالب، لكن في حقيقة الأمر فإن السبب الحقيقي يعود إلى تراكم ملفات الخلافات خلال سنوات الزوجية وعدم وضع حل لها.

وأضافت أن ترسبات الخلافات الزوجية خلال السنوات وعدم حدوث نقاش أو تصارح أو احترام لوجهة نظر الطرف الأخر ومعالجتها بالتزام أحد الطرفين الصمت، يُدخل الزوجين في حالة من الطلاق العاطفي، فيعيش الاثنان تحت سقف واحد دون أي تواصل، وقد تدوم هذه الحالة لفترة طويلة، قبل أن يقرر أحدهما بشكل مفاجئ طلب الطلاق.

وبينت أن طلب أحد الطرفين الطلاق بشكل مفاجئ من الطرف الآخر قد يؤدي إلى تجاوب الطرف الثاني للطلب من باب «العناد والكرامة» رغم عدم القناعة، وهو ما قد يؤثر على الأطفال، حيث سيعمل الطرفان على استقطابهم كل لصالحه وتدخل العائلة في دوامة الصراع والحقوق وقد تؤدي إلى تقديم تنازلات في الحقوق كمؤخر الصداق والأطفال والنفقة.

صدمة مفاجئة

وبينت فاطمة الكندي أن زوجة لجأت إلى شرطة دبي، بعد أن فوجئت بطلب من زوجها بالطلاق دون وقوع أي خلافات بينهما رغم مضي 12 عاماً على زواجهما، مبينة أنها أصيب بالصدمة من قرار زوجها، لأنها لم تكن قد فكرت في قرارة نفسها أن يحدث طلاق بينهما يوماً رغم الخلافات التي تحدث وتبقى دون حل.

وذكرت الزوجة أنها كانت جالسة في مقر سكنها وإذ بالزوج يطلب منها التوجه إلى منزل عائلتها، وترك أطفالها في المنزل، على اعتبار أنه وصل إلى قناعة في قراره نفسه بتطليقها بعد هذه العشرة الطويلة، مشيرة إلى أن قراره المفاجئ أصابها بالتوتر، ورفضت الامتثال لأوامره بترك أبنائها، والعودة لمنزل عائلتها، ولجأت للشرطة.

بعد عشرة عُمر

وفي حالة مشابهة، طالبت زوجة بشكل مفاجئ من زوجها أن يطلقها رغم مرور 10 سنوات على زواجهما، وذلك بسبب الخلافات التي مرت خلال فترة حياتهم، ولم يتم إقفالها، بل يتم استذكارها في كل خلاف يقع بينهما، فيما لجأت زوجة إلى شرطة دبي بعد أن فوجئت بطلب زوجها منها إنهاء العلاقة الزوجية والطلاق قائلاً لها «مع السلامة خلص» ولم يقم بتجديد عقد الشقة التي يقطنانها، مشيرة إلى أنها صُدمت من طلبه المفاجئ رغم وجود أبناء بينهما ورغم عدم وقوع شجار أو خلاف يستوجب ذلك.

آثار نفسية

تؤكد فاطمة الكندي أن مفاجأة الطرف الآخر بطلب الطلاق قد يؤدي إلى آثار نفسية كبيرة لديه، لأن فكرة الطلاق بحد ذاتها تخلف آثاراً نفسية على الطرفين، وعندما تكون بشكل مفاجئ تكون آثارها أكبر، مشيرة إلى أهمية حذر الزوجين من ملفات الخلافات المفتوحة وحلها وإقفالها بلا عودة حتى لا تؤدي إلى تراكمات.

وحثت الكندي المتزوجين على تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل بينهما، وقبول الأدوار والمكانة الأسرية والاجتماعية لكل منهما، والاستماع للطرف الآخر بإمعان في حالة وقوع الخلافات، و«القبول غير المشروط بالاعتذار» المقدم من أي طرف، وأن تكون كلمة «آسف» محل تقدير من قبلهما، فالخطأ وارد من قبل أي طرف في الحياة، وبالتالي يجب عدم إبقاء الخلافات متراكمة لسنوات طويلة.

Email