أطباء وأكاديميون:

تخصصات تسحب «البساط الطبي» وتكرّس ضعف الإقبال

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أكاديميون في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، وعاملون في حقل الرعاية الصحية والخدمات الطبية، أن مهنة الطب تعتبر من المهام الوطنية والاستراتيجية التي توليها الدولة كل الرعاية والاهتمام، لما لها من دور وطني فاعل في هذا القطاع الحساس، والذي يتطلب وجود الكوادر الوطنية، مشيرين إلى أن هناك عوامل مباشرة وأخرى غير مباشرة، وراء عزوف الذكور عن الدراسة في كليات الطب بشكل عام، منها زيادة الطلب على تخصصات عصرية تواكب سوق العمل وتجني مردوداً مادياً مقبولاً، ويراها الطلبة أكثر سهولة وإقناعاً.

ناهيك عن ثقافة المجتمع الضيقة، خاصة أن مهنة الطب هي مهمة إنسانية وخدمية بالدرجة الأولى، قبل أن تكون مهنة وظيفية مرتبطة بعدد ساعات الدوام.

وأشار الدكتور سليمان الحمادي، وكيل كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة الإمارات، إلى أننا ننظر إلى توطين مهنة الطب، كمخزون استراتيجي وطني من الموارد الوطنية التي يتطلبها هذا القطاع المهم والحساس والمتطور والمتنامي بشكل سريع، حيث لا يقل دور الطبيب المواطن عن دور الجندي الذي يدافع عن الوطن، وقد نذر نفسه لذلك بعيداً عن الامتيازات.

وأكد أن توطين مهنة الطب بات أولوية وحجز الزاوية في تطوير المرافق والخدمات الطبية والرعاية الصحية عبر مختلف أشكالها، مؤكداً في الوقت نفسه أن حكومتنا الرشيدة، وفرت كل سبل الدعم والتشجيع للشباب المواطنين للولوج في هذه المهنة، وتوّلي قيادتها وريادتها، بدءاً من الدعم المادي والمعنوي، حيث تخصص مكافآت للطلبة الدارسين أثناء الدراسة، وتوفير عقود ومنح دراسية وفرص إيفاد وتخصصات خارج الدولة والتعيين مباشرة بعد التخرج.

وأوضح أن جامعة الإمارات أولت اهتماماً خاصاً لكلية الطب، كونها الجامعة الوطنية الرائدة في استقطاب أبناء وبنات الدولة، ورفد سوق العمل بأرقى مخرجات التعليم، التي تلبي متطلبات التنمية الوطنية، والتي يعتبر القطاع الصحي في مقدمة تلك الأولويات، حيث خرّجت حتى الآن 23 دفعة، ضمت قرابة 700 طبيب وطبيبة يتبوءون المهام في سوق العمل، ويؤدون دورهم على أكمل وجهة في كل مفاصل العمل الطبي ومؤسساته في الدولة.

كما أوجدت الجامعة نظاماً لقبول الطلبة الخريجين من كليات أخرى، والراغبين في دراسة الطب، كما قامت بتطوير برامجها ومخرجاتها وتخصصاتها الطبية وتوفير المنح في برامج التخصصات والدراسات العليا.

أسباب مباشرة وأشار إلى أن السبب المباشر لعزوف الطلبة الذكور على وجهة الخصوص، هو ثقافة مجتمع ضيقة، مرتبطة بالامتيازات الوظيفة التي يحصل عليها بعض خريجي الكليات الأخرى، بأقل قدر من الجهد والوقت، فيما طالب الطب يقضي أكثر من 10 سنوات في الدراسة حتى ينخرط مباشرة في سوق العمل الفعلي، إضافة إلى أن الطلبة الذكور لديهم فرص وظيفية ومزايا في قطاعات أخرى سريعة المردود ومرتبطة بعدد ساعات دوام وعمل محددة، ينهيها الموظف ويذهب بعدها لمتابعة أعماله الخاصة، فيما الطبيب يعمل ضمن منظومة خاصة، مفادها الاستعداد الدائم لتلبية النداء والواجب، مضيفاً أن مهنة الطب مهنة إنسانية بالدرجة الأولى، حيث يهب الطبيب نفسه ووقته وجهده لخدمة الإنسان والمجتمع، بعيداً عن المفهوم الوظيفي الإداري الضيق، والامتياز المادي.

وأضاف هذا العام وجدنا إقبالاً كبيراً بشكل عام من الطلبة لدراسة الطب، حيث تقدم أكثر من 425 طالباً وطالبة لاختبارات القبول المبكر، وتم قبول 105 طلاب.

من جانبه أشار الدكتور محمد الحوقاني، مساعد عميد كلية الطب والعلوم الصحية، والأستاذ المساعد واستشاري الطب الباطني، إلى أن توطين مهنة الطب يجب أن يكون في مقدمة الاستراتيجيات الوطنية، لما لهذه المهنة من أهمية في خدمة الدولة والمجتمع.

وبشكل عام، فإن الدولة فتحت آفاقاً واسعة أمام الراغبين في دراسة الطب والتوظيف، وتوفير برامج المنح والدراسات العليات والدورات التخصصية، فخريج كلية الطب ليست لديه أية مشكلة أو عقبة سواء أثناء الدراسة أو بعد التخرج، فكل أوجه الدعم المادي والمعنوي متوفرة، إنما مشكلة عزوف الطلبة الذكور، تعود إلى وجود فرص وامتيازات وظيفية يحصل عليها خريجو الكليات الأخرى بوقت وجهد أقل، فالمسألة مرتبط بثقافة المرود الوظيفي أكثر منه بأهمية هذا القطاع، الذي يجب أن يكون وطنياً بامتياز، مثله مثل القطاعات الاستراتيجية الأخرى.

مشيراً إلى أن طالب الطب يمضي 5-9 سنوات في الدراسة، بعدها يحتاج إلى 4 سنوات للتخصص والتدريب وامتحانات البورد والزمالة، وكلها تحتاج إلى التفرغ الكامل والجهد، فالطبيب يجب أن يمتلك ثقافة خاصة، أنه نذر نفسه لخدمة هذه المهنة الإنسانية بالدرجة الأولى، إضافة لذلك فإن مرددوها المادي ممتاز لمن ينخرط في سوق العمل، وتحقق الطموحات الشخصية.

والمكانة المجتمعة، اما النسبة الكبيرة وللأسف من الطلبة بعد الثانوية يلجأون إلى الطريق الأقصر والمختصر للوظيفة، مؤكداً في الوقت نفسه أن جامعة الإمارات، وفرت كل أوجه الرعاية والدعم للطلبة الدارسين في كلية الطب، من حيث البرامج والمناهج والتخصصات والابتعاث للخارج، وتوفير المنح الدراسية سواء منها الداخلية أو الخارجية، وقد بدأنا نتلمس تطوراً ملحوظاً في الإقبال، إنما يحتاج إلى مزيد من التوعية والإرشاد وتغيير ثقافة المجتمع، وتعاون كافة الجهات المعنية في وزارة الصحة وهيئات الصحة لاستقطاب الكوادر الوطنية، وتعزيز الثقة، موضحاً أن الخريج يحصل على درجات وظيفية وترقيات مهنية بناء على اجتهاده بعد التخرج طبيب امتياز، بعدها يكون طبيباً مقيماً، ثم البورد على مختلف مسمياته، ثم التخصصات الدقيقة وبرامج الدراسات العليا وكلها متوفرة.

Email