24 ألف عملية العام الماضي بمدة استجابة 7 إلى 8 دقائق

الإنقاذ البري في شرطة دبي.. رهن المهمات الصعبة

■ عزيمة على التحدي يبذلها رجال الإنقاذ | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تدريب مكثف، تخطيط مستمر، أفراد جاهزون على مدار الساعة، منتشرون في مختلف أنحاء إمارة دبي، عيونهم تترقب لحظة انطلاق المهمة التالية، فالمسؤولية التي تقع على عاتقهم كبيرة، ومستوى التحدي عالٍ جداً، فواجبهم إنساني، يتمثل في إنقاذ حياة الناس، سواء كانوا في الشوارع أو داخل الصحراء أو المناطق الجبلية الوعرة، والتعامل مع حوادث الانهيارات أو سقوط الطائرات بحرفية عالية، والتعامل مع الحوادث التي قد تقع في مترو أو ترام دبي.

مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق رجال الإنقاذ البري في شرطة دبي، التابعين للإدارة العامة للنقل والإنقاذ، لذلك، سخرت شرطة دبي لهم كافة إمكاناتها، من سيارات وطائرة وتقنيات حديثة لخدمة الناس في أي حادث طارئ، فالاستجابة السريعة أحد أهداف القيادة العامة، وإسعاد الناس تتحقق ذروتها عندما يكونون في أمسّ الحاجة إلى المساعدة.

المقدم خبير جمعة أحمد بطي الفلاسي مدير إدارة البحث والإنقاذ في شرطة دبي، يؤكد أن أفراد الإنقاذ جاهزون دائماً للتعامل مع كافة الحوادث الطارئة، وعلى مدار 24 ساعة، حيث يتم تقسيمهم ضمن نظام المناوبات، ليكونوا على أهبة الاستعداد في أي ساعة يتلقون فيها بلاغاً عن تعرض أي شخص لحادث طارئ، فحياة الأشخاص غالية، ونسعى دائماً للمساعدة في أسرع وقت ممكن، لأن «عامل الوقت» في الحوادث له قيمته الكبيرة.

وبيّن المقدم الفلاسي أن شرطة دبي حققت سرعة استجابة للتعامل مع الحوادث تراوحت بين 7 إلى 8 دقائق، متفوقة بذلك على مؤشرة مدة الاستجابة، الذي وضع مدة استجابة زمنية تتمثل في 12 دقيقة، وذلك بفضل الانتشار في مختلف أرجاء إمارة دبي، والجهوزية والاستعداد الدائمين، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ البري، نفذت 24 ألفاً و865 مهمة خلال العام الماضي، بينها إنقاذ أشخاص جراء حوادث سير، وعالقين في منازل ومصاعد وسيارات، وتائهين في الصحراء.

حوادث صعبة

وقال المقدم الفلاسي إن من الحوادث الصعبة التي تعاملت معها فرق الإنقاذ البري في شرطة دبي، حريق فندق العنوان، حيث ساهم 64 منقذاً في عملية إخراج قرابة 3 آلاف شخص من الفندق، إضافة إلى التعامل مع انهيار مبنى في تسعينيات القرن المنصرم في الشارقة، والعمل على المشاركة في إخراج طفل على قيد الحياة حُشر داخل بئر لفترة طويلة من الزمن بسلطنة عُمان، بالتنسيق مع الجهات المختصة في السلطنة.

جهوزية التدريب

إلى ذلك، أكد المقدم خبير أحمد عتيق بورقيبة نائب مدير إدارة البحث والإنقاذ، أن الإدارة العامة للنقل والإنقاذ، تُدرب الأفراد بشكل دوري على التعامل مع مختلف أنواع حالات الإنقاذ، ليقدموا أرقى المستويات العالمية في هذا المجال، وخاصة في حوادث السير، والتعامل مع مختلف الحالات من انقلاب للسيارات أو حوادث حريق، والعمل على إخراج المصاب دون تعرض حياته للخطر.

وبيّن أن أفراد فرق الإنقاذ البري مدربون على التعامل مع أحدث الأدوات المستخدمة في حوادث السيارات، سواء المقصات الهيدروليكية، التي تستخدم في قص السيارات المتضررة، أو جهاز الإطفاء الرغوي، الذي يحتوي على 50 لتراً من الماء والبودرة، وكذلك «بالونات الانتشال» التي تستخدم في رفع الحاويات المنقلبة والسيارات الثقيلة عن الشوارع، حيث توضع تحتها لإزاحتها، وهي تقنية حديثة جداً.

حوادث الطائرات

وأكد المقدم بورقيبة، أن فرق الإنقاذ البري في شرطة دبي، تمتلك الخبرة الكافية للتعامل مع حوادث الطيران، وذلك ضمن فرق خاصة تسمى فرقة «المهمات الصعبة»، والتي تلقت تدريبات متطورة في الدنمارك وبلجيكا وألمانيا، على كيفية إخراج الناس من الطائرات، والتعامل مع المواد الخطرة والمشعة، وتجري هذه الفرق تدريبات دورية للمحافظة على المستوى العالي والعالمي للتعامل مع أي حادث طارئ.

«المترو والترام»

وكشف المقدم بورقيبة، أن الإدارة العامة للنقل والإنقاذ، شكلت فريق إنقاذ مُختصاً للتعامل مع حوادث الترام والمترو في الإمارة، وأن الفريق تلقى تدريبات على أعلى مستوى للتعامل مع حوادث من هذا النوع، وذلك بالتعاون والتنسيق مع هيئة الطرق والمواصلات وكافة الجهات المختصة.

الإنقاذ في الصحراء

وأشار المقدم بورقيبة، إلى أن فرق الإنقاذ في شرطة دبي، مدربة على أعلى مستوى للتعامل مع حوادث الصحراء ونجدة الناس، حتى لو لم يكن هناك ما يدل على أماكن وجودهم، مبيناً أن الشرطة تستخدم في هذا النوع من الإنقاذ، أفضل أنواع سيارات الدفع الرباعي والدراجات، إضافة إلى الطائرة العمودية، لكشف أكبر قدر من المساحة الصحراوية لمكان وجود محتاجي المساعدة.

إنقاذ عائلة أوروبية

وأكد أن فرق الإنقاذ، ساهمت في إنقاذ عائلات كانت عالقة في الصحراء، من بينها عائلة أوروبية دخلت لمسافة 5 كيلومترات، ولم تستطع الخروج، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ استخدمت طائرة جوية في عملية البحث، إلى أن تمكنت من تحديد مكانهم، وأرسلت الطائرة الإحداثيات الخاصة إلى الدوريات على الأرض.

عائلة آسيوية

وأشار إلى أن فرق الإنقاذ البري، ساهمت أيضاً في إنقاذ عائلة آسيوية دخلت الصحراء بواسطة سيارة دفع رباعي، اشتراها رب هذه الأسرة لتجربتها، ونتيجة عدم توفر الخبرة، علقت السيارة بين الكثبان وسط درجات حرارة عالية، وصلت إلى 48 درجة. وبيّن أن رب الأسرة اتصل بغرفة القيادة والسيطرة، ولكن لم يستطيع تحديد مكان وجوده، وإنما حدد مكان دخوله إلى الصحراء، فشرع فريق الإنقاذ في عملية البحث عنهم، إلى أن استدلت عليهم، وكان أفرادها منهكين تماماً، بسبب درجات الحرارة، فتم تقديم المياه والمشروبات لهم على الفور، وإخراجهم من الصحراء.

Email