عصر الثقافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجربة الإمارات مع الحداثة بدأت تأخذ مداها..

إذ لا يكتمل المشهد الحضاري للمكان دون صروح ثقافية تؤازر العمران وتحفظ روح المكان وتروي سيرته للزمن القادم.

لم تكن مناسبة مبادرة »عام 2016.. عام القراءة« التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، سوى الشرارة التي أطلقت الماء نحو حقول من المبادرات والمشاريع التي تتوالى في كل مكان.

وها هي مكتبة محمد بن راشد، التي أطلقها أمس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تصب في الجدول ذاته، فالمكتبة ليست الكبرى عربياً فحسب، بل تنضوي على جملة أرقام مذهلة، تحاكي الأرقام الفلكية في عالمي الاقتصاد والمال، فهي المكتبة الكبرى عربياً باستثمار يبلغ مليار درهم، وبمساحات تتجاوز مليون قدم مربعة وبإجمالي كتب يبلغ 4.5 ملايين كتاب بين كتب مطبوعة وإلكترونية ومسموعة، وبعدد مستفيدين متوقع سنوياً يبلغ 42 مليون مستفيد، وأرقام أخرى ستكون ماثلة للعيان العام 2017، أي بعد أقل من سنتين، وفي سباق الزمن لا تعد السنتان زمناً طويلاً، لقد اعتادت دبي على حرق المسافات حالها حال المدن التي تنبثق من الحلم فتصبح واقعاً أكيداً.

ولطالما أولت دبي الثقافة شأناً رفيعاً، فقد أطلق الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، أول مكتبة في الدولة وهي المكتبة العامة بدبي عام 1963، لتكون قبلة للمثقفين، ونواة لنشر المعرفة والثقافة في المجتمع، واليوم يكمل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المسيرة برؤية متجددة مع إطلاق أكبر مكتبة في العالم العربي.

لقد أبهرت فكرة المكتبة المعاصرة كل من سمع بها كما أبهرت دبي العالم بكل فعالياتها، وقوة حضورها، وها هي اليوم تضيف سطراً جديداً لكراستها الحديثة وتسير بخطى واثقة نحو زمن معرفي يضيء الطريق نحو غدٍ مشرقٍ مبدعٍ يقود إلى عصر ثقافي.

Email