لعبة الكرابي.. تسلية و تنافس بين الأطفال

محمد راشد رشود

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترتبط معظم الألعاب الشعبية في المجتمع الإماراتي بأغاني وأهازيج جميلة تضفي الحماس والمتعة حينما يمارسها الأطفال بدافع التسلية والمنافسة والتحدي، لقضاء أوقات الفراغ في الماضي، ويتحدث محمد راشد رشود باحث إماراتي في التراث الشعبي من مدينة دبا الحصن، عن الألعاب الشعبية فيصفها بالدروس الاجتماعية الممتعة التي كانت تكسب الطفل العديد من المهارات والفوائد الاجتماعية كالتعاون والتحدي والتحمل.

ويشرح أبو راشد إحدى تلك الألعاب الشعبية وهي لعبة ( الكرابي) التي رافقت أجيالاً كثيرة من أبناء الإمارات حتى وقت قريب من ظهور التكنولوجيا وانتشارها. ويوضح أنها من الألعاب الشعبية المهمة في المجتمع،حيث ذاع صيتها إلى أن بلغ أن ينظم لها منافسات جماعية أشبه ما تكون بالمهرجان. وذلك بين الصبية والفتيات بعد أن كانت لفترة طويلة مقتصرة على الفتيات فقط.

ويشرح أبو راشد اللعبة بوصفها لعبة ثنائية يتقابل فيها لاعبان وجهاً لوجه في حلبة ممهدة أو أرض صلبة، ويقف كل منهما على الرجل اليمنى، أما الرجل اليسرى فتكون مرفوعة عن الأرض حيث يمسك كل لاعب برجله اليسرى المرفوعة بواسطة يده اليسرى، ويقفز على الرجل اليمنى وأثناء القفز يدفع اللاعب خصمه بيده اليسرى فإذا وقع الخصم على الأرض يخرج من اللعب ويحل محله لاعب آخر. وشكلت هذه اللعبة تسلية عالية التحدي للاعبين والمشجعين، سواء في الماضي أو حتى في وقتنا الحاضر حيث يتم إحياء هذه الألعاب والموروثات في المهرجانات الثراتية والأيام التراثية لإمارة الشارقة.

ويؤكد أبو راشد بأن لعبة ( الكرابي) قد نجحت في أن تكسب الطفل الإماراتي مهارات التوازن والمنافسة الشريفة فضلاً عن تعويد النشء من الذكور والإناث الاعتماد على النفس والحماس في أداء الحركة البدنية والذهنية وتساعدهم على التفكير السريع والابتكار للفوز، ومن جماليات هذه اللعبة ضرورة قيام المتنافسين بترديد أهزوجة شعبية في صورة حوار حيث يقول الأول: العب كرابي وجول.. فيرد عليه الثاني بقوله: واشرب من عين الحاقول، والحاقول نوع من أنواع السمك الذي يتميز بالنشاط والحيوية في الماء. وهذا نوع من أنواع المنافسة اللفظية عند أداء حركات القفز.

ويرى الباحث الإماراتي محمد رشود بأن آرتباط اللعب بالأغاني والأهازيج ساعد كثيراً على انتقال العادات والتقاليد والمعارف بصورة عفوية وتلقائية من جيل إلى آخر.

Email