4 عناصر تشكل روافع تحقيق «الرؤية» نحو الدولة الأفضل عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتلخص رؤية الإمارات 2021 حسب الوثيقة التي اعلنتها حكومة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «إنه في ظل اتحاد قوي وآمن، يخطو الإماراتيون بثقة وطموح، متسلحين بالمعرفة والإبداع لبناء اقتصاد تنافسي منيع في مجتمع متلاحم متمسك بهويته، ينعم بأفضل مستويات العيش في بيئة معطاءة مستدامة»، حيث تطمح الدولة من خلال رؤية الإمارات 2021 «متحدون في الطموح والعزيمة» إلى أن تكون الإمارات من أفضل دول العالم بحلول عام 2021.

المسؤولية

وتأتي هذه الرؤية المتكاملة مشتملةً على 4 بنود أساسية تعتبر العناصر المحورية التي تتكون منها الرؤية هي:

العنصر الأول: «متحدون في المسؤولية»، ويرتكز هذا العنصر على عناصر عدة هي: شعب طموح واثق متمسك بتراثه، حيث إن الإماراتيين يتحلون بالطموح والإحساس بالمسؤولية يرسمون بثقة معالم مستقبلهم، ويشاركون بفاعلية في بيئة اجتماعية واقتصادية دائمة التطور، ويبنون مجتمعاً حيوياً مترابطاً، مستندين في ذلك إلى الأسرة المستقرة والتلاحم الاجتماعي والقيم الإسلامية المعتدلة والتراث الوطني الأصيل. وتريد القيادة أن يمسك الإماراتيون زمام مستقبلهم بدقة تُمكنهم من رسم غدٍ واعد يثري أنفسهم ووطنهم.

المصير

والعنصر الثاني «متّحدون في المصير»، ويتحقق هذا العنصر من خلال اتحاد قوي يجمعه المصير المشترك، واتحاد منيع ومتكامل يحمي الإماراتيين، ويضمن تنمية متوازنة في جميع أرجائه بما يعزز استمرار نهوض الإمارات كقوة ومؤثرة وفاعلة، من خلال عوامل عدة :

المضي على خطى الآباء المؤسسين: حيث يمضي الاتحاد في مسيرته على خطى الآباء المؤسسين. لضمان تنمية متوازنة في أرجاء الإمارات جميعها. عبر التنسيق الفعال بين الجهات الاتحادية والمحلية. وتكامل التخطيط والتنفيذ على المستوى الوطني في المجالات كافة.

وتجدِّد الإمارات عهدها في التمسك برؤية آبائها المؤسسين، وسيبقى الاتحاد وفياً لأهدافه في الحفاظ على تماسك وتضامن أعضائه، مخلداً بذلك الجهود والتضحيات التي بُذلت في سنواته الأولى.

ويواصل الاتحاد نموّه في ضميرنا الوطني باعتباره مركز الولاء الأول والأخير لجميع الإماراتيين. فالإحساس بوحدة المصير والانتماء إلى الدولة يربط جميع المواطنين وهم يبنون مستقبلهم المشترك.

وإن قيم العدل والمساواة وروح التضامن في ثقافتنا تدعم جهودنا في التقريب بين المستويات المعيشية للمواطنين.

فالدولة تسعى إلى تحقيق التوازن في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في إماراتها، وإلى تأمين المرافق والخدمات الأساسية، حيث لا وجود لمناطق معزولة أو مهمشة، فالبنية التحتية المتطورة وخدمات المواصلات عالية الجودة تسرّع من النمو وتمدّ الجسور بين التجمعات المدنية كافة. إن التكامل في تخطيط وتنفيذ السياسات سيضمن أن تكون التنمية الاجتماعية والاقتصادية عبر الإمارات متسمة بالتوازن والاستدامة والرشد والكفاءة.

ومن خلال النظام القضائي القوي والفعال يدعم الأمن، وتظل دولة الإمارات حاسمة في أداء واجب الدفاع عن حقوق ومصالح وحريات الأشخاص جميعهم. وهكذا يستفيد الجميع من تطبيق القانون من دون تمييز ومن الالتزام بالعدل والإنصاف. وستتكفل النظم المؤسسية الرشيدة الفعالة بتوجيه الاقتصاد نحو مسار مستقر ومنيع في وجه التقلبات الاقتصادية بما يضمن العيش الكريم للمواطنين.

وتواصل الإمارات تعزيز مكانتها الدولية، والبناء على ما حققته من إنجازات، وإبراز دورها كنموذج رائد يُحتذى به إقليمياً وعالمياً، وتطوير ممارسات متميزة ونماذج وطنية ناجحة. وتستمد دولة الإمارات قوتها من تقاليدها في الانفتاح والتفاهم والتعايش السلمي، وهذا يساعدنا على تسخير إيجابيات العولمة لصالحنا ومواصلة الاستفادة من انفتاح الدولة على العالم عوضاً عن اعتباره خطراً يهدِّدها.

المعرفة

ويقوم العنصر الثالث «متَّحدون في المعرفة» على اقتصاد تنافسي بقيادة إماراتيين يتميزون بالمعرفة والإبداع..

واقتصاد معرفي متنوع مرن تقوده كفاءات إماراتية ماهرة وتعززه أفضل الخبرات بما يكفل الازدهار بعيد المدى للإماراتيين من خلال الطاقات الكامنة لرأس المال البشري المواطن، حيث توظف الإمارات الطاقات الكامنة كافة لرأس المال البشري المواطن، عبر تعظيم مشاركة الإماراتيين وتشجيع الريادة وبناء القيادات في القطاعين الحكومي والخاص، وجذب أفضل الكفاءات والحفاظ عليها.

ويسهم كل مواطن إماراتي إسهاماً قيماً في إنماء وطنه، عن طريق بناء معارفه واستثمار مواهبه في الابتكار والريادة.

يلتحق المزيد من مواطنينا بالتعليم العالي، حيث يثرون عقولهم بالمهارات التي يحتاج إليها الوطن لدفع الاقتصاد المعرفي، وتعير الجامعات اهتماماً فائقاً للاحتياجات المستقبلية للإماراتيين وأصحاب العمل لكي يتوازن التعليم مع متطلبات سوق العمل.

ويُعد التنوع الاقتصادي في الإمارات الحل الأمثل لتحقيق تنمية مستدامة في مستقبل أقل اعتماداً على الموارد النفطية، وهذا يستوجب تفعيل قطاعات استراتيجية جديدة بهدف توجيه طاقاتنا نحو الصناعات والخدمات التي تمكننا من بناء ميزات تنافسية بعيدة المدى.

الرخاء

والعنصر الرابع «متحدون في الرخاء»، ويعتمد هذا العنصر على جودة حياة عالية في بيئة معطاءة مستدامة، حيث إن الإماراتيين يتمتعون برغد العيش. ويهنؤون بحياة مديدة وبصحة موفورة ويحظون بنظام تعليمي من الطراز الأول ونمط حياة متكامل تعززه خدمات حكومية متميزة. وتثريه أنشطة اجتماعية وثقافية متنوعة في محيط سليم وبيئة طبيعية غنية.

ويتحقق ذلك من خلال حياة صحية مديدة: حيث إن الحصول على الخدمات الطبية الأساسية الشاملة متاح للإماراتيين كافة. وتواصل الإمارات الاستثمار في البنية التحتية الطبية وتوفير خبرات عالمية وخدمات عالية الجودة تلبي التوقعات المتنامية للمواطنين.

وإن الالتزام الحكومي التام بجودة النظام الصحي يضمن وصول كل إماراتي إلى الخدمات الصحية التي يحتاج إليها وتؤدي الإمارات دوراً استباقياً في تطوير أساليب جديدة فعالة لمكافحة الأمراض التي يعاني منها المواطنون، لاسيما السائدة والوراثية منها. عبر دعم الأبحاث الطبية الحديثة.

النظام التعليمي

يؤمن النظام التعليمي فرصاً متساوية لجميع الطلبة تؤدي إلى نتائج متوازنة. كما يدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في النظام التعليمي مع توفير برامج دعم ومرافق مناسبة. وتحرص الإمارات على إثراء حياة الأفراد في بيئة غنية بأنشطتها الثقافية، الاجتماعية، الرياضية والترفيهية. حيث تقوم الحكومة بتوفير أنشطة ومبادرات فعالة إلى جانب المناسبات والمهرجانات والمعارض التي تنظمها الجهات المجتمعية والخاصة.

وفي ظل التحديات البيئية المشتركة التي تواجه البشرية جمعاء، تعمل الإمارات جاهدة على دعم المبادرات الدولية الهادفة إلى حماية البيئة لأنها تدرك مسؤولياتها تجاه العالم.

كما تقوم الحكومة بحماية الإماراتيين في حال وقوع الكوارث البيئية سواء الطبيعية أو البشرية. وتضمن حق جيل اليوم والغد في الهواء النظيف والمياه النقية وتقي المواطنين من الأخطار البيئية المؤثرة في الصحة.

ابتكار ومعرفة

تطور الإمارات اقتصادها إلى نموذج يعتمد التنمية فيه على المعرفة والابتكار، حيث لابد من الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والأبحاث على مختلف مستويات الاقتصاد الإماراتي، كي نرتقي بوتيرة الإنتاجية والتنافسية لنضاهي أفضل الاقتصادات العالمية، وستمكن البنية التحتية المتطورة للمعلومات والاتصالات من ربط الشركات ببعضها وإعطائها ميزة تنافسية في التعامل مع العالم.

Email