«سي إن إن» بثت مقابلة مع سموه خمس مرات متتالية استجابة لاهتمام المشاهدين

محمد بن راشد يمد جسور الحوار مع كل الدنيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

حرصت الصحف ووسائل الإعلام العالمية على مد جسور حوار لا ينقطع مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على امتداد 10 سنوات من حكمه وحكومته، حيث تابعت إنجازاته الكبيرة ومواقفه الملهمة وقراراته الحاسمة، وألقت الضوء على أفكاره ورؤيته الشاملة.

وفي غمار حرص أبرز إعلاميي العالم على لقاء سموه وطرح الأسئلة عليه في شتى القضايا التي يهتم بها العالم، ابتداء من ملامح تجربة سموه الرائدة في البناء والتنمية، واستشرافا لمواقفه من القضايا الإقليمية والعربية وصولاً إلى رؤيته للمستقبل التي كانت دائما من أبرز اهتماماته.

وإذا كان من المستحيل رصد كل محطات الحوار بين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ووسائل الإعلام العالمية، فإن من الممكن التوقف عند أبرز هذه المحطات والتي تحدث فيها سموه مع أبرز صحف العالم وقنواته الفضائية، سواء في الشرق أو الغرب.

خمسة أبعاد

في كل هذه اللقاءات والحوارات مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، تبرز أبعاد عديدة يحرص على التشديد عليها وتفصيل القول فيها بقدر لافت للنظر من الوضوح وبعد النظر، ولكن من بين هذه الأبعاد، تبرز خمسة أبعاد محددة لعلها تشكل جوهر فكر سموه ورؤيته الخاصة.

أولاً، البعد المستقبلي: وفي إطار هذا البعد، نلاحظ حرص سموه على استشراف آفاق المستقبل والتخطيط المسبق لكل ما يقوم به، فهو يرى أن الإمارات في الوقت الذي تتسابق مع غيرها من الدول المناظرة لها في الإنجاز والتنمية، إلا أنها تسبقها جميعا بأنها لا ترفع عينيها عن الغد في الوقت الذي تعيش تجربة اليوم، وهذا هو السر في أن الإمارات تفاجئ دائما الكثيرين، ليس بالحديث عن المشروعات والإنجازات، وإنما لتحقيقها وجعلها واقعا ملموسا ومعاشا يمكن رؤيته ولمسه.

ثانياً، البعد التنموي: التنمية بكل أبعادها وفي مقدمتها بالطبع التنمية الاقتصادية، تشكل اهتماما حقيقيا يشغل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في كل وقت وحين، وهي عنده تترجم من رؤية واستراتيجية إلى مشروعات ومراحل لخطط وبرامج ترتبط بالإمكانيات وبآفاق زمنية محددة، ومن هنا فإنه يتحدث دائما عن مشروعات رهن التخطيط أو التنفيذ أو الانتهاء منها والانتقال إلى غيرها.

ثالثاً، البعد الإنساني: في كل ما يتحدث عنه سموه يبرز دائما البعد الإنساني، فالبرامج والخطط والمشروعات لا تنهض في فراغ، وإنما وسط محيط بشري وتنفذها قوة عاملة، ويشرف عليها صانعو القرار، وتحقيقها ينطلق في المقام الأول عبر البعد الإنساني ومن خلاله.

رابعاً، بعد الإنجاز: يرتبط هذا البعد بالحرص على ترجمة الآمال والتطلعات والأحلام إلى إنجازات يجري تحقيقها بتوظيف ما هو متاح من إمكانيات وبتحقيق معادلة التكامل بين الموارد والأهداف، ولهذا فإن تجربة الإمارات في التنمية والتحديث هي في المقام الأول تجربة إنجازات لا تنقطع.

خامساً، بعد المبادرات: كل من تتبع مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لا بد له أن يلاحظ على الفور أنه يحرص دائما على طرح مبادرات وأشكال آليات عمل لتحقيق جوانب شتى من تطلعات المجتمع وأحلامه، وبهذا المعنى فإن مبادرات سموه لا يمكن إلا أن تستوقف النظر، خاصة في طابعها الرائد والذي يوظف أحدث تقنيات العصر وإمكانياته لخدمة أهداف المجتمع.

عبارات دالة

لا يستطيع أحد أن ينسى الحوار المطول الذي أجرته مجلة «نيوزويك» الأميركية في أكتوبر الماضي مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والذي أكد فيه على أن «المنطقة ليست على أجندتي، إنها أجندتي».

هذه العبارة الدالة والقصيرة في آن تلقي ضوءاً باهراً على نهج التفكير لدى سموه، فهو يريد ببساطة أن يشير إلى أن المنطقة تشكل أجندته وعمله والكثير من مبادراته.

وهو يقول في هذا الصدد «إن من الخطأ أن نرهن مستقبل أجيالنا بتقلبات أسواق النفط وبورصاتها، وما نصنعه في الإمارات من بناء نموذج ناجح في المنطقة تستطيع أي دولة أو شعب أن يتبناه، كما أن ما نفعله هو بناء نموذج من داخل المنطقة بكل تعقيداتها وتداخلاتها، ونتمنى الاستفادة من النموذج الإماراتي وأبوابنا مفتوحة للإخوة العرب للبناء عليه».

ويحرص سموه على الإشارة إلى أن رؤيته تبلورت من خلال عمله وخبرته وتعاملاته على امتداد السنوات، من هنا تكونت لديه قناعات واضحة في بناء الدول والأمم والشعوب الناجحة، وفي هذا الصدد، فإن التسامح هو ما ينبغي البدء به، وهو وليد التعليم والمعرفة والقراءة، ثم يأتي عقب ذلك تساوي الفرص أمام الجميع والعدالة وحكم القانون، وهي أمور مهمة لبناء اقتصاد قوي منافس، ولا بد للحكومات من أن تركز على تمكين شعوبها وليس التمكن من شعوبها.

وإذا كانت مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد العالمية» قد استقطبت اهتمام العالم باستهدافها 130 مليون إنسان، فقد كان من الطبيعي أن تدور حولها تساؤلات مجلة «نيوزويك» في حوارها مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي بادر إلى القول: «من يعرفني ويعرف تاريخي يعلم بأني لا أستخدم مبادراتي الإنسانية لأي غرض سياسي أو عائد اقتصادي، ولا نفرق في العطاء لأية أسباب دينية أو طائفية أو غيرها».

حوارات مع «بي بي سي»

حرصت الخدمة العالمية لقناة «بي بي سي» على إجراء حوارات ممتدة مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يجمعها كلها أن صاحب السمو كان عبرها قادرا على أن يوضح مواقف لا تنسى، وأن يطرح وجهات نظر تظل تتردد في الأذهان، ويكفي أن نتذكر في هذا الصدد أن الحوار الذي أجرته المحطة مع سموه في يناير من عام 2014، قدم مواقف وتصورات تبناها الكثيرون في ضوء ما أوضحه سموه بشأنها.

ويكفي بأن نلاحظ أن سموه كان حريصا على تأكيد مساندة الإمارات لمصر وشعبها في منعطف بالغ الأهمية من مسيرتها، فهو لم يتردد في القول رداً على سؤال عما إذا كان يرى أن مصر أفضل بدون الرئيس المصري السابق محمد مرسي: «أفضل كثيرا: قلت إنهم سيبقون في الحكم عاماً واحداً فقط، ثم سيجد الجيش والشعب حلاً. إن هذا أفضل لمصر» وذلك في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي.

ولم يكن سموه أقل وضوحا في إيضاح موقف الإمارات من الحرب الأهلية في سوريا، حيث قال بوضوح بالغ: «إن الإمارات سوف تساعد، لكنها لن تتدخل في الأزمة».

مع «سي إن إن»

تعد شبكة «سي إن إن» في مقدمة وسائل الإعلام العالمية التي حرصت دوما على مد جسور الحوار مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فأعطت أهمية استثنائية لهذه الحوارات، ويكفي ان نتذكر أنها بثت الحوار الذي أجراه مع سموه مقدم البرامج الشهير جون ديفتيريوس خمس مرات متتالية.

وكان سموه قد أكد في هذا الحوار على متانة اقتصاد الإمارات وقدرته على تجاوز مختلف التحديات، وقال: «نحن الآن نتطلع إلى مرحلة جديدة من النمو، ويجب أن نكون مستعدين تماما لتلك المرحلة وأن نقتنص الفرصة وأن نكون في الصدارة للاستفادة من الفرص الجديدة قبل بقية العالم، ونحن بالفعل نمضي قدما، فالبنية الأساسية جاهزة، هناك الطرق والجسور والأنفاق ولسنا في حاجة لبدء تأسيسها من جديد، لذا نحن على أتم الاستعداد لكي ننطلق ببلادنا نحو المستقبل».

رقم واحد دائماً

ولم يكن هذا هو الحوار الوحيد الذي أجرته الـ«سي إن إن» مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإنما كان رصيدا يضاف إلى حوارات أخرى، منها الحوار الذي أجرته إيرين بيرنت مذيعة برنامج «آوت فرونت» والذي اتسم بالصراحة الكاملة والشفافية التامة، وتطرق إلى العديد من الموضوعات التي ركزت في جانب كبير منها على الشأن الداخلي.

وقال سموه: «نريد أن نكون الرقم واحد» وذلك في معرض الرد على سؤال حول المدى الذي يطمح سموه إلى الذهاب إليه فيما يتعلق بمستقبل البلاد.

وتطرق الحوار إلى جسور التواصل بين الحاكم وشعبه، وقال سموه في هذا الصدد: «في المجالس يمكن للجميع أن يتواصلوا مع الحكام ويقولوا إننا لم نحصل على هذا الشيء أو ذاك، أو يشتكوا لعدم حصولهم على حقهم من هذه الدائرة أو الوزارة ويطالبوا بحقوقهم».

وتساءلت بيرنت في الحوار نفسه: «هل يأتي الناس إليك ويقدمون طلباتهم لك مباشرة؟ فأجاب سموه: نعم إنهم يأتون إلي، وإن حصلت شكوى ضد إحدى الوزارات فإنني أستدعي الوزير المسؤول وأسأله لماذا لم يؤد عمله».

وقد لقي هذا الحوار بشكل خاص اهتماما إقليميا ودوليا واسع النطاق، وتناقلت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الدولية المختلفة أبرز ما جاء فيه من تصريحات.

الاتجاه شرقاً

ويلفت النظر اهتمام وسائل الإعلام في العديد من أرجاء الشرق الأقصى مد جسور الحوار مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كما يلفت النظر في هذا الصدد الحوار الذي أجرته مع سموه «مجلة شباب بكين» الصينية، حيث أكد سموه في هذا الحوار أن الرؤيا التي نمتلكها هي المحفز الرئيسي لدينا للنهوض كل صباح وإنجاز شيء جديد.

وشدد صاحب السمو على اهتمام الإمارات بالتعاون مع الصين، مشيرا إلى أن التجربة الصينية في النمو هي تجربة مميزة يتابعها العالم كله باهتمام، وأعرب عن اعتقاده بأن دبي تشبه مدينة شانغان العاصمة الصينية القديمة من حيث كونها مدينة عالمية منفتحة متعددة الثقافات، يعيش فيها أشخاص من جنسيات مختلفة ويعملون معا على أرض واحدة.

وأضاف: «إننا نتابع تجربة الصين بكل اهتمام ونسعى إلى تعزيز التعاون بينها وبين الإمارات، ليس فقط في مجال التجارة، بل في مجالات العلوم والتقنية والطاقة المتجددة والنظيفة، كما نريد ابتعاث طلابنا في المستقبل للدراسة في الجامعات الصينية».

ورداً على سؤال حول دور المرأة في المجتمع الإماراتي، قال صاحب السمو: «أنا فخور بالدور الكبير الذي تؤديه المرأة الإماراتية في مجتمعنا، فهي تتمتع بالمساواة الكاملة مع الرجل و 70% من خريجي جامعاتنا هن من الإناث، و65% من الوظائف الحكومية و30% من المناصب القيادية الحكومية تشغلها النساء، إننا في دولة الإمارات لا نكتفي بالحديث عن أهمية دور المرأة في المجتمع بل نطبق ذلك على أرض الواقع بكل جدية».

مع «مجلة شباب بكين»

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في حواره مع «مجلة شباب بكين» الصينية، أن الرؤية التي نمتلكها هي المحفز الرئيسي لدينا للقيام كل صباح وإنجاز شيء جديد، مشيرا إلى أنه مدين بالجزء الأكبر من كل ما يعرفه للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ولوالده الشيخ راشد، رحمه الله، مؤكدا أنه محظوظ لأنه عاصر التجربة السياسية والإدارية لزايد وراشد بشكل كامل.

المنطقة هي أجندتي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الحوار الذي أجرته معه مجلة «نيوزويك» الأميركية: «هذه المنطقة أولاً قبل كل شيء هي منطقتي، وشعوبها هم إخوتي وأهلي، وتاريخها هو المكون الرئيسي لهويتي وحضارتي، ومن ثم هي ليست على أجندتي ولكنها هي ما يشكل أجندتي وعملي والكثير من مبادراتي، والمنطقة اليوم كما نراها على محك تاريخي وعند مفترق طرق حضاري».

منطق الشفافية والوضوح

شكل المنطق القائم على الشفافية والوضوح أبرز ما تتسم به الحوارات التي بثتها ونشرتها القنوات والصحف العالمية بعد لقائها بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وهذا ه ما نجده في حديث سموه عن المجالس، حيث يقول: "في المجالس يمكن للجميع أن يتواصلوا مع الحكام ويقولوا إننا لم نحصل على هذا الشيء أو ذاك، أو يشتكوا لعدم حصولهم من هذه الدائرة أو الوزارة ويطالبوا بحقوقهم".

 

Email