مصور "البيان" ذهب لتغطية الاحتفالات فعلق في الطابق 48

دينيس مالاري.. ساعتان وسط النيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن يتخيل دينيس مالاري المصور الصحفي ذو السبعة والثلاثين عاماً وهو في طريقه بتكليف من «البيان» لتصوير احتفالات رأس السنة الميلادية وعروض الألعاب النارية في منطقة برج خليفة، أنه سيعيش مغامرة خطرة ستدفعه إلى التعلق بحبل خارج مبنى فندق العنوان المحترق لمدة ساعتين يفصله عن الأرض 48 طابقاً إلى أن وصل إليه رجال الدفاع المدني.

تجهيزات

كان مالاري قد جهز عدة التصوير كاملة في شرفة فندق العنوان بالطابق 48 فهي أفضل موقع مطل على الألعاب النارية التي ستقام في برج خليفة عند منتصف الليل، ومنذ السابعة مساء جهز كاميراته وعدساته المختلفة لالتقاط أفضل الصور وإرسالها للجريدة فوراً عبر جهاز الكمبيوتر الخاص به الذي انتهى من توصيله وجلس يراقب المشهد مع زميل آخر له قبل ازدحام المكان، وعند التاسعة والنصف مساء أخبره زميله عن حريق في الفندق الذي يجلسان في شرفته.

قال مالاري: نظرت من كل الجهات لم أر شيئا حتى شاهدت الدخان يتصاعد من إحدى الجهات، أخذت الكاميرا على الفور وبدأت التقاط الصور للحريق، فيما اختفى الزميل الآخر الذي كان معي، حيث حمل أغراضه وانسل يبحث له عن مخرج، تلك الدقائق التي توقفت خلالها لالتقاط صور الحريق حالت بيني وبين المخرج الذي تمكن زميلي من الخروج منه وبقيت عالقا وحدي في الشرفة.

حاول في البداية الاتصال بالدفاع المدني وإخبارهم بمكانه فطلبوا منه البقاء حيث هو لحين وصولهم لإنقاذه، وواصل الاتصال بكل من يعرفهم ليخبرهم أنه في الطابق الثامن والأربعين من الفندق لعل أحدا ما يوصل رسالته لمن يمكنه مساعدته، ثم فكر على الفور أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت سريعة جداً بحيث يمكن تناقل الأخبار عبرها بشكل يوفر عليه الوقت فوضع صورته على الفيسبوك وكافة المعلومات وطلب المساعدة، وانتظر.

تكاثر الدخان وظل دينيس يواصل الدعاء إلى أن وجد خارج الشرفة حبلاً خاصاً بالصيانة فتمسك به وربطه حول خصره ووقف على قطعة حديدية صغيرة وانطلق خارج الشرفة إلا أن الحبل للأسف لم يبعده سوى عدة أمتار، فلم ييأس وواصل الاتصال بالدفاع المدني حتى رأوه وأنقذوه.

إسعافات

أضاف مالاري: لم أفكر بالارتفاع والخوف من الحبل، كل ما كنت أفكر فيه كيف أخرج من هذا المكان وأتحاشى الموت في الحريق أو الاختناق بالدخان، ولم أيأس إلى أن وصل إلي رجال الدفاع المدني ووضعوا لي الأكسجين وانزلوني عبر السلالم التي لم أكن أتمكن من النزول عبرها لولا الأكسجين ومساعدتهم، كما أسقوني الماء وكم كنت بحاجة له.

بعد أن التقط أنفاسه، التقط أيضا صورة لنفسه ووضعها على الفيسبوك من جديد ليطمئن الجميع، وواصل بعد نصف ساعة من إنقاذه التقاط صور الألعاب النارية وإرسالها إلى «البيان»عبر كمبيوتر أحد الزملاء، حيث فقد أجهزته ومعداته في الحريق، لكنه لم يفقد صبره وإصراره، ورجع بصور مميزة وجميلة.

Email