كسر حاجز الخجل يتطلب جرأة

نيلاء البلوشي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتار أمل عبد الله في كيفية التعبير عن نفسها أو طلب أدنى حاجة لها حتى من اقرب الناس إليها، والديها، إلى أن تعدى ذلك للجامعة وبات الخجل حاجزا نفسيا منيعاً بينها وبين كل من تحب وما تحب، أو ترغب في تحقيقه.

ترتجف كثيرا قبل أن تطلب من أختها أن تذهب لوالدها لأجل طلب مصروفها وهو احد حقوقها الطبيعية والتي لا خلاف عليها ولا داع للخجل منها أو الاختباء، ولا حتى اللجوء إلى وسيط لأجل إتمام تلك المهمة التي بالكاد تسمى مهمة أو مطلبا، ويسري الأمر بالمثل على كافة تفاصيل حياتها في الجامعة، ومع الصديقات، وفي كل مكان.

نيلاء محمد البلوشي استشارية تربوية ومدربة معتمدة في التنمية البشرية تشير إلى أن العديد من الفتيات في سن المراهقة وما بعدها يعانين من الخجل، وأحيانا يكون هذا الخجل مبالغاً فيه كما يحدث مع أمل، وفي بعض الأحيان يتطلب تدخل الأهل أو المؤسسات كالمدرسة أو الجامعة، والأفضل هو تدخل الشخص نفسه، أي أن تتخذ أمل قرارا بنفسها كي تتجاوز حاجز الخجل وتطبق ذلك عبر خطوات عملية بسيطة وهي فعالة حتى مع اكثر الحالات صعوبة وتعقيدا.

وأوضحت أن على الشخص الخجول أن يتخذ قرارا بينه وبين نفسه بتخطي حاجز الخوف والخجل إذ إن هذا القرار مهم جدا للبدء بعملية العلاج، ويمكن ايضا كتابة أهداف أو خطوات للبدء بالحل تكون بالخطوات الأسهل كطلب المصروف من الوالد، وتتدرج إلى الخطوات الأصعب كإلقاء محاضرة أمام الفصل بأكمله

وتضيف: «قد لا يعي البعض أن لعملية الخيال دورا مهما جدا في تحقيق الهدف وتحقيق العلاج فعليا، إذ إن الخيال تدريب نفسي، فعلى سبيل المثال عليها أن تتخيل انها ذهبت لوالدها وطلبت المصروف بكل جرأة وسعادة وتحدثت معه وانتهى الموقف بشكل طبيعي وسعيد، وانها خرجت مع صديقاتها ومازحتهن وتبادلت معهن أطراف الحديث وشجعنها على الحوار بكل أريحية، وانها وقفت أمام كافة زميلاتها في الفصل وألقت افضل ورقة عمل بحثية ونالت استحسان الجميع، فكل تلك الخطوات من شأنها أن تعزز ثقتها بنفسها وتنقلها بالفعل من الخجل إلى الجرأة خطوة تلو الأخرى بكل سهولة»

كما يمكن للشخص الخجول أن يعتمد على صديق أو معلم أو أي شخص يثق به ليعزز لديه الثقة، فمثلا تتفق أمل مع صديقتها التي تثق بها أن تلتقي مع كافة الصديقات على أن تقول الصديقة المقربة كلمات محفزة وجميلة عن أمل وتدعو البقية إلى الاستماع إليها وتشجيعها، ومن ثم تتحدث أمل ويستمع إليها البقية بكل ثقة، فهذه التجربة كفيلة بإحداث نقلة نوعية من الخوف إلى الجرأة.

Email