قرية العين التراثية حاضنة التاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت القصة بحلم صغير وحب كبير للتراث، ثم تحولت إلى واقع رائع، تجسد في بناء قرية تراثية، شملت الكثير من عبق التراث والماضي الجميل والأصيل، الذي يحمل في طياته كنزاً من الذكريات والعادات والتقاليد الأصيلة التي عاشها الآباء والأجداد وباتت إرثاً وطنياً، تتواصل مع الأجيال لترسم صورة متجددة للربط بين الأصالة والحضارة.

فكرة

يقول الشاعر خلفان بن نعمان الكعبي، مؤسس قرية العين التراثية، «جاءت فكرة إنشاء القرية التراثية ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في نشر الوعي الفكري والثقافي، وتنمية الحس الوطني، وإحياءً لتراث وتاريخ الأجداد الذي نفخر به جميعاً ويمثل قيمة وطنية يجب المحافظة عليها ونقلها من جيل إلى جيل».

اتخذت القرية من نادي العين للهواة مكاناً لها، وتتربع على مساحة 66 ألف متر مربع، وتشمل مرافق ومباني عديدة تم تشييدها بشكل هندسي يحاكي عراقة الماضي، وتعكس للزائر بعداً تاريخياً يمثل حياة الأسلاف عبر مختلف البيئات والظروف التي عاشوا فيها قديماً. وتعتبر القرية التراثية الأولى من نوعها في مدينة العين، مما يجعلها مركزاً سياحياً يستقطب شرائح المجتمع المختلفة والسياح لتعريفهم بمعالم الدولة الأثرية وتاريخ حضارتها ومورثها الثقافي.

 

هوية وطنية

وأضاف تمثل القرية دعوة للتمسك بالهوية والوطن والعودة إلى الجذور والانتماء للأرض، لتكون نقطة التقاء جميع الثقافات المحلية وتساهم في الترويج السياحي والثقافي والتراثي لدولة الإمارات بشكل عام ولمدينة العين بشكل خاص لقدرتها على استقطاب الزوار والاطلاع على ماضيها ومحاكاة الواقع الذي كان يعيشه المواطن الإماراتي قديماً، وتكون المكان الأمثل لتنظيم الفعاليات والمهرجانات التراثية والثقافية وإعادة تفعيل تراث وتاريخ أجدادنا والذي يمثل قيمة وطنية يجب المحافظة عليه، وذلك من إعادة تجسيد الأعمال والحرف اليدوية والصناعات التقليدية البسيطة التي كان يعتمد عليها المواطن الإماراتي قديماً، وممارسة الألعاب الشعبية القديمة والتراثية التي كانت معروفة لدى الآباء والأجداد وغرسها في نفوس الأطفال والشباب والمحافظة عليها وكذلك الحفاظ على الأكلات الشعبية الإماراتية الموروثة.

مرافق تراثية

تقسم مرافق القرية إلى عدة أقسام ولكل قسم خصوصيته التراثية، الفريج - القلعة - السوق الشعبي - المزرعة - البيئة الصحراوية - البيئة الحضرية - المتحف - المقهى الشعبي - المطعم الشعبي - المسارح - المشاغل والمحلات الخارجية - ميدان الرماية بالألوان - ملعب كرة القدم بالمقاسات الرسمية - استراحة ومخيم السياح - حديقة الأطفال.

الفرجان تم تصميمها بطابعها التقليدي والتراثي، وتحتوي على بيوت من طين وسعف النخيل ويتوسطها المسجد والممرات لتدل على الطابع التقليدي الذي يعود إلى الأربعينيات من القرن العشرين، ويبين أسلوب العمارة والبناء الذي صممه أجدادنا وعاشوا فيه لفترات طويلة.

وتحتضن القرية مجموعة من الأراضي الزراعية والأفلاج الجميلة والتي تتميز بانسيابية الماء فيها من الأحواض لري المزروعات عن طريق «المنيور» وهذه الطريقة التقليدية التي كان يعتمدها أسلافنا في اعتمادهم على خيرات الأرض لتأمين حاجتهم الغذائية.

وتمثل البيئة الصحراوية بالقرية طبيعة الحياة فيها وتضم التلال الرملية وبيوت الشعر والخيام المنتشرة في أنحائها، إضافة إلى وجود البئر والجبيب «حوض صغير لسقاية المواشي، وتضم حظائر المواشي والخيل والجمال والتي تشكل العصب الرئيسي لحياة البداوة».

وصممت القلعة بطابع أصيل لتعرف الزائرين عن قرب على القلاع التي كانت مشيدة قديما واستخداماتها لحماية الدولة من أي عدوان، محصنة بجنودها وسكانها وأهلها لتروي القصص التاريخية الأولى والمتعلقة بقيام الدولة وسيادتها.

مناشط وفعاليات

انطلاقاً من اهتمام قرية التراث بالثقافة والتراث، كان لابد من إيجاد مكان ملائم لإقامة الاحتفالات والأحداث الثقافية والتراثية والشعرية لذلك تم إنشاء مسرحين للعروض، المسرح المفتوح صمم بأسلوب فني يحاكي الطبيعة التراثية والثقافية، وبشكل أنيق لتتناسب مع توزيع الصوت والإضاءة وبمدرجاته التي تستوعب ما يقارب 1650 شخصاً مع منصة للعرض بالإضافة إلى الكواليس، المسرح المغلق صمم بشكل مختلف فهو مغلق من الأعلى ومغطى بالكامل ويستوعب 450 شخصاً ومزود بأفضل الوسائل المرئية والسمعية والإضاءة.

 

وتوفر القرية لمرتاديها مكاناً خاصاً لتقديم الأكلات والأطباق الشعبية والتي يتميز بها المطبخ الإماراتي، والتي توارثتها العائلات الإماراتية عن أجدادهم وأسلافهم، هذه المنطقة مفعمة بالأجواء العائلية ولتعريف الزائرين العرب والأجانب على مجموعه من الأكلات الشعبية الإماراتية.

السوق الشعبي

وخلال التجول بين دكاكين السوق الشعبي فإنك تطوف على كل ما كان قديماً يشكل الصناعات الحرفية واليدوية والتقليدية، ‏ففي كل دكان ‏تقف على أدق التفاصيل وترى المنتج يخرج من بين يدي صانعه سلعة جلدية أو خشبية أو نحاسية ‏أو زجاجية أو فخارية، ‏كما ترى كذلك دكاكين العطارة والحبوب بالإضافة إلى المشاغل اليدوية التي تنتج مواد من الصوف وسعف النخيل وأدوات القش.

ويعد المتحف أحد أهم أقسام القرية، أركانه تعرض كل ما كان ‏يرتبط بحياة أسلافنا القدماء ويعود إلى العصور التي مضت ‏بكل ما كانت بها الحياة من أدوات ومستلزمات، البناء مصمم بشكل يحاكي التراث والأصالة ‏حيث ترى ‏الأدوات الزراعية، والأسلحة، وأدوات صيد اللؤلؤ، ودلال القهوة العربية، والأزياء الفلكلورية، ‏والحلي، وصوراً قديمة تجسد مراحل الحياة في الدولة، كما ترى ‏مجموعات من المسكوكات الإسلامية الفضية والبرونزية والورقية. ‏ ‎ ‎

إضاءة

الشاعر خلفان الكعبي مهتم بالجانب التراثي والشعري،ولديه مشاركات في تصاميم القرى التراثية والتي شارك فيها في المهرجانات الوطنية، وأعد وقدم برامج شعرية، وشارك في مهرجان الجنادرية وأمسية كوسوفا لقواتنا المسلحة لحفظ السلام، وشارك في المؤتمر الخليجي الثاني للتراث والتاريخ الشفهي، وجديده أوبريت زايد القدوة بمناسبة عيد الاتحاد من ألحان خطاف وغناء حصة ومعضد الكعبي وعيسى عبدالله وتوزيع فادي الصايغ.

Email