مكانة عالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مباحثات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الصين، يوم أمس، تؤسس لانطلاقة نوعية على مستوى العلاقات بين الإمارات والصين.

تحول نوعي في علاقات البلدين، في ظل إعادة تموضع قوى العالم على الخارطة، سياسياً واقتصادياً، ودولتنا تعرف أن التحولات المتسارعة في العالم تفرض دوماً، المرونة وتقوية العلاقات وزيادة عدد الشركاء والحلفاء في هذا العالم، من أجل صون مكانة بلادنا العالمية، وإدامة هذه المكانة، عبر تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي.

تؤشر مباحثات سموه والاتفاقات التي تم توقيعها، على عزم إماراتي - صيني، على شراكة من نوع مختلف، إذ إن الإمارات من جهتها تعد بوابة عالمية لا يمكن تجاوزها من جانب القوى السياسية والاقتصادية الحية، مثلما هي الصين قوة نافذة، تقول كل المؤشرات إن مكانها في مستقبل العالم يرتسم بشكل واضح، قوة ونفوذاً.

بلادنا التي تعد أنموذجاً متفرداً على كل الصعد، تطور علاقاتها بشكل غير مسبوق مع الدول التي يمكن وصفها بالدول التي تحجز موقعها في المستقبل منذ الآن، فالمستقبل لا ينتظر أحداً، ولابد من استباقه، ورسم ملامحه.

إن تنوع الاتفاقات من حيث اهتمامها بمجالات شتى، يقول إن دولتنا وقيادتنا تسعى للاستفادة من هذه الحيوية التي تمثلها الصين، مثلما تمثلها بلادنا، والاقتصاد بوابة السياسة في هذا الزمن، ولا فصل بينهما.

هذا هو تحالف الدول التي تتسم بالحيوية والاستقرار والازدهار، وسط هذا المناخ العالمي الذي يشي بتغيرات كبيرة، ولابد من الإشارة هنا إلى الاتفاقيات التي من بينها إطلاق صندوق للشراكة الاستثمارية الاستراتيجية بين البلدين بقيمة عشرة مليارات دولار، إضافة إلى الاتفاقيات التي تتعلق بالنفط والغاز والتعليم والفضاء والتدريب الدبلوماسي والتنمية المستدامة والطاقة المتجددة ومجالات العلوم والتعليم العالي، وإزالة العوائق أمام التجارة، وتبادل العملات بين المصرفين المركزيين في البلدين، وتعزيز الاستثمارات، واتفاقات أخرى، بما يرفع مستوى العلاقات بين البلدين.

لقد تأسس الانفتاح الإماراتي على العالم، على إرث كبير من القواعد التي أقامها الآباء المؤسسون سياسياً واقتصادياً بين الإمارات والعالم.

زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، والتي تعد الثالثة إلى الصين، تعبر أيضاً عن قراءة لما تريده قيادتنا للإمارات من مكانة فاعلة، وهي مكانة حازتها عن استحقاق ولابد من الحفاظ عليها، وتتأسس على التوازن والموقف المشترك مع القوى الحية إزاء أبرز القضايا، بما في ذلك قضايا السلم والأمن ومحاربة الإرهاب.

Email