رمز سيادة الدولة ووحدتها وترسيخ هويتها وعزتها

يوم العلم مناسبة وطنية شامخة لرد جمــــيل العطاء إلى خليفة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل اليوم؛ إمارات الدولة بـ«يوم العلم» الذي يصادف الثالث من نوفمبر من كل عام، تزامناً مع 11 عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئاسة الدولة، وبما يجسد أسمى معاني الوحدة والتلاحم وبناء الأوطان بفضل من الله تعالى ثم بعزيمة المؤسسين الأوائل الذين تجاوزت رؤيتهم وبصيرتهم الحاضر لتلامس آفاق المستقبل.

ويمثل الاحتفال بـ«يوم العلم» تجديداً للولاء للقيادة والانتماء للوطن الغالي وتجسيداً لصورة إماراتية مشرقة تخفق الرايات فيها فوق كل البيوت تأكيداً على الحب والولاء وخدمة العلم ورفعته وبذل الروح من أجله ليبقى شامخاً خفاقاً قوياً كشموخ وقوة أبناء الإمارات.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد اعتمد «يوم العلم» كمناسبة وطنية سنوية اعتبارا من نوفمبر 2013 يحتفل فيها المواطنون والمقيمون على أرض الدولة تزامناً مع الاحتفال بيوم تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مقاليد الحكم في 3 نوفمبر من كل عام.

مسيرة التمكين

ويفخر شعب دولة الإمارات بهذه المناسبة بمسيرة التمكين الشاملة التي يقودها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى أرفع المراتب في العالم، وأصبحت دولة الإمارات بفضل هذه المسيرة المباركة تقدم أحد أفضل نماذج الرقي الحضاري والإنساني في مجال احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وفي القضاء والعدل والمساواة بين بني الإنسان المواطن والمقيم على حد سواء، بغض النظر عن الدين والجنس واللغة وفي مجالات التقدم الاقتصادي والاجتماعي واستيعاب التطورات التكنولوجية الحديثة.

وتقام فعاليات يوم العلم ضمن احتفالات الدولة حكومة وشعباً برفع علم الإمارات في كل مؤسسة ومنزل تعبيراً عن الانتماء للدولة وتقديراً لرمزية ومكانة العلم في قلوب أبناء الدولة.

وقد بدأت المؤسسات والوزارت وأبناء الإمارات برفع علم الدولة على المباني استعداداً للاحتفال باليوم الوطني للتعبير عن مدى حب وولاء وانتماء المواطنين للدولة والقيادة الحكيمة وبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على الاتحاد.

ويشارك الشباب والأطفال الرجال والنساء المواطنون والمقيمون في هذا اليوم الأغر بالتعبير عن حبهم لدولة الإمارات بأشكال مختلفة ومنهم من يشترون الأعلام ليرفعونها على بيوتهم ومركباتهم تعبيراً عن بهجتهم وفرحتهم بيوم العلم، حيث إن رفع العلم تعبير عن الانتماء والولاء للوطن وهو واجب وشعور يحمله قلب كل مواطن ومقيم على أرض الدولة.

الأصدق والأقوى

العلم ليس مجرد قطعة قماش عليها أربعة ألوان بل هو رمز يعيش في النفوس والوجدان نبذل الغالي والنفيس ليبقى مرفوعاً خفاقاً وهو ما يميزنا بين الشعوب وما يعني أننا ننتمي إلى هذه الأرض الطيبة وهو شعار يربطنا بهذا الوطن. علم يرفرف عالياً ليؤكد للقاصي والداني أن هذه البقعة من العالم هي دولة الإمارات العربية المتحدة التي أقامت أهم وأصدق وأقوى كيان وحدوي على وجه المعمورة.

فيما تأتي أهمية الاحتفال بيوم العلم كونه يتزامن مع اليوم الذي تولى فيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم في الدولة - خير خلف لخير سلف - بعد المغفور له مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وهذه مناسبة لها مكانتها ورمزيتها في دولة الإمارات التي تستمد قوتها من اللحمة الوثيقة بين القيادة والشعب.. هذه اللحمة التي يحتل العلم فيها مكانة رفيعة باعتباره رمزاً من رموز الوحدة ومصدراً من مصادر الفخر والعزة والاحترام لذا كان الارتباط بين العلم والقيادة وثيقاً إلى درجة أنه يصعب الفصل بينهما لأن شموخ العلم من شموخ الدولة التي يلتف أبناؤها حول قيادتها وعلمها.

السلام والأمان

ويعد العلم أحد الرموز الوطنية للدولة المستقلة وسيادتها وعنوانها ورايتها التي تمثلها في جميع الأماكن والأزمنة. ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسلام الوطني الخاص بالدولة، حيث يرفرف على أنغام السلام الوطني فيما يحظى الاثنان باحترام وتقدير سكان الدولة على اختلاف فئاتهم الاجتماعية والتعليمية والمادية لأنه ببساطة يمثل الجميع دون استثناء.

لذلك فإن علم دولة الإمارات هو رمز السلام والأمان والفرح والسعادة التي تتجسد خلال المناسبات القومية والدينية والفعاليات الرسمية والشعبية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية كافة وغيرها من القضايا اليومية سواء داخل دولة الإمارات أو خارجها..

كما يجسد علم دولة الإمارات طموحات وآمال شعب الإمارات خاصة وأنه الرفيق اليومي لهم ولجميع المقيمين على أرض الإمارات خاصة الطلاب الذين يحيون العلم صباح كل يوم احتراماً وتقديراً للدولة ودورها البناء في خلق أجيال قادرة عن رفد الوطن بالإنجازات والإبداعات.

وعلم الإمارات هو رمز لوطن مستقل عزيز ورمز لسيادة الدولة ورفعتها ونموذج واحد لا يتكرر يرتفع ويرفرف كل يوم وتعبير عن هوية الدولة وتاريخها وهو رفيق الحياة اليومية لأبناء هذا الوطن والمقيمين على أرضه الطاهرة ويمثل ولاء أبنائها ومؤسساتها سواء للدولة أو القيادة الرشيدة.

مسابقة التصميم

ويرجع تاريخ تصميم علم دولة الإمارات إلى المصادفة البحتة كما يقول مصممه عبدالله محمد المعينة وذلك عندما قرأ إعلاناً عن طرح مسابقة لتصميم علم خاص باتحاد دولة الإمارات وذلك من قبل الديوان الأميري في أبوظبي والمنشور في صحيفة «الاتحاد» التي تصدر في أبوظبي.

وذلك قبل شهرين من إعلان الاتحاد ليتقدم للمسابقة نحو ألف و30 تصميماً تم اختيار ستة منها كترشيح أولي فيما وقع الاختيار نهائياً على الشكل الحالي للعلم وقد استلهم مصمم العلم ألوانه من الأبيات الشعرية التي كتبها الشاعر العربي صفي الدين الحلي ومطلعها: «بيض صنائعنا خضر مرابعنا.. سود وقائعنا حمر مواضينا».

ونجحت دولة الإمارات في تطبيق وتحقيق كل ما جاء في أبيات الشاعر، فـ«بيض صنائعنا» يؤكدها تصدر الدولة كأكبر مانح للمساعدات التنموية على مستوى العالم للعام الثاني على التوالي ما يؤكد التزامها برسالتها الإنسانية العالمية ومبادئها التي تأسست عليها وسعيها لترسيخ مكانتها كعاصمة إنسانية ومحطة خير وغوث ودعم للشقيق والصديق وأن الغرس الإنساني لخليفة الخير والعطاء..

أثمر محبة وتقديراً كبيرين لقيادة الإمارات وشعبها في نفوس أبناء العالم من خلال طرح العديد من المبادرات الإنسانية حتى أصبح علم الإمارات وصورة واسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان محفوظة أمام عيونهم وفي قلوبهم وأيديهم تبتهل بالدعاء في كل يوم لسموه بالخير وطول العمر عرفاناً وشكراً على ما قدمته أياديه البيضاء للتخفيف من معاناتهم والحد من تأثير الكوارث الطبيعية عليهم.

وعندما قال الشاعر «خضر مرابعنا»؛ نجد اليوم مدى التطور الهائل الذي شهدته الإمارات منذ تأسيسها في المجالات كافة وبكل المقاييس التنموية، حيث تمت إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني فانتقل من الاعتماد على صيد اللؤلؤ والإنتاج الزراعي المحدود إلى الاعتماد على النفط خلال المراحل الأولى من بناء الدولة..

وفي مرحلة لاحقة تم تنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على إنتاج النفط لتتحول الإمارات إلى دولة متنوعة النشاطات الإنتاجية متجهة نحو نموذج اقتصادي عالمي قائم على المعرفة وطاقة المستقبل.. وقد وصل مواطنو الإمارات إلى أعلى مستويات الدخل على الصعيد العالمي.. فيما شهدت الدولة تطوراً كبيراً في مجالي الصحة والتعليم وغيرهما من المجالات وتطوراً عقارياً رائداً أيضاً استحوذ على اهتمام دول العالم كافة.

والثاني من ديسمبر عام 1971 هو التاريخ الذي شهد رفع علم الدولة لأول مرة وكان أول من رفعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في «دار الاتحاد» في إمارة دبي وذلك بمناسبة إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وبحضور إخوانه المؤسسين رحمهم الله تعالى وبعد الإعلان عن قيام اتحاد دولة الإمارات توجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - ولي العهــد رئيس الوزراء آنذاك - إلى ساحة قصر المنهل العامر وأمر برفع العلم الاتحادي على سارية القصر ورفع اثنان من جنود الحرس الأميري العلم مع سموه ورفع يده بالتحية لعلم الاتحاد الذي رفرف على البلاد لأول مرة وكانت لحظة تاريخية في عمر الوطن.

الشكل والمواصفات

وقد حدد القانون الاتحادي رقم 2 لسنة 1971 لدولة الإمارات في مادته الأولى شكل العلم وأبعاده ومواصفاته الفنية وبينت أن يكون العلم على شكل مستطيل طوله ضعف عرضه مقسماً إلى أربعة أقسام مستطيلة وذلك على النحو التالي القسم الأول.. لونه أحمر يشكل طرف العلم القريب من السارية طوله بعرض العلم وعرضه مساو لربع طول العلم. أما الأقسام الثلاثة الأخرى فتشكل باقي العلم وهي متساوية ومتوازية، حيث القسم العلوي لونه أخضر والقسم الأوسط لونه أبيض والقسم السفلي لونه أسود.

ولحمل سارية العلم قواعد يجب اتباعها وهي أن يحمل علم الدولة في حالة وجود عرض عسكري أو مشاركة مجموعة فرق تمثل الدولة في بطولة دولية ويجوز حمل علم الدولة على سارية بحيث تكون موجهة للسماء أو مائلة للأمام قليلاً ومن دون حواجز على ألا يتم تخفيض السارية بشكل أفقي وفي حالة وجود أكثر من علم يتم وضع علم دولة الإمارات العربية المتحدة في المقدمة كما يرفع علم الدولة كل صباح في المدارس وتؤدى له التحية وينشد له النشيد الوطني.

والجهات التي يرفع عليها العلم هي: «جهات رسمية» وذلك حسبما صدر في القانون الاتحادي رقم 2 لعام 1971م بشأن رفع علم الدولة على مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والوحدات العسكرية والمعسكرات التابعة لها والمراكز الحدودية، ويرفع في الخارج على مباني السفارات والقنصليات وملحقاتها.

والعلم أو الراية تعني كلمة «علم» بفتح العين واللام و«الراية» وهي عبارة عن قطعة من القماش منقوش عليها رمز أو رموز للدلالة على قبيلة أو عشيرة أو دولة معينة.

احترام العالم

وشهدت الدولة تطوراً سريعاً ونمواً كبيراً على الصعيدين الداخلي والخارجي أكسبها احترام العالم كله وأثبتت الدولة أن الاعتزاز بعلمها له ما يبرره، فالتقدم المذهل الذي تحقق خلال العقود الأربعة في مجال التعليم على سبيل المثال يحتاج إلى وقفة تأمل كبيرة.

وفي بداية السبعينات من القرن العشرين كان هناك عدد محدود من المدارس المخصصة لتعليم البنين ما يعني أن عدداً كبيراً من السكان لم يحصل على فرصة التعليم.

وقد حظي جميع مواطني الدولة خلالها سواء كانوا من الذكور أو الإناث بمجانية التعليم عبر مراحله المختلفة بما في ذلك التعليم العام والتعليم العالي عبر مختلف المؤسسات التعليمية المنتشرة في كل أرجاء الدولة. وقد افتتح عدد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الرفيعة والمشهورة عالمياً فروعاً لها في دولة الإمارات خلال السنوات الأخيرة ما وفر فرصاً تعليمية بمعايير عالمية للمواطنين والمقيمين.

كما حققت الدولة نمواً بارزاً أيضاً في قطاع الخدمات الصحية. فقبل قيام الاتحاد كانت خدمات الرعاية الصحية محدودة للغاية وكان وجود المستشفيات شبه معدوم.

أما بعد قيام الاتحاد فقد أنشأت الدولة شبكة واسعة من المستشفيات والمراكز الصحية لتأمين الرعاية الصحية بجميع مراحلها واختصاصاتها في مختلف أرجاء الدولة وانعكس هذا التطور إيجابياً على الحالة الصحية لسكان الإمارات العربية المتحدة لتشهد البلاد انخفاضاً في معدل وفيات الرضع والأطفال دون سن الخامسة ووصل معدل وفيات الأمهات أثناء الولادة إلى الصفر. فيما ارتفع متوسط العمر المتوقع للرجال والنساء بشكل كبير.

والإحصائيات الأخيرة تؤكد ذلك التطور الهائل الذي شهدته دولة الإمارات والتي وضعتها في مصاف الدول المتطورة، حيث أصبحت اليوم مركزاً مالياً واقتصادياً عالمياً مرموقاً.

وأسهمت خطط التنمية في تحسين وضع المواطن الإماراتي، حيث كفل القانون الإماراتي فرص عمل متكافئة لجميع المواطنين سواء المرأة أو الرجل فضلاً عن التكافؤ في التعليم وكان نتيجة ذلك أن تبوأت المرأة أعلى المناصب في جميع المجالات ومختلف مواقع اتخاذ القرار وعلى صعيد المجلس الوطني الاتحادي.

المرتبة الأولى

وسجلت الإمارات المرتبة الأولى عربياً وحصلت على أحد أعلى التصنيفات العالمية في مقياس تمكين المرأة وفقاً لمؤشر التنمية المتعلق بالجنسين في تقرير التنمية البشرية الخاص ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وفي مجال الطاقة تبذل دولة الإمارات جهوداً حثيثة لتنويع مصادرها من الطاقة وذلك من خلال الاستثمار المكثف والواعي في «طاقة المستقبل» ومن ضمنها الطاقة النووية والطاقة المتجددة والنظيفة..

وفي هذا السياق تم إطلاق مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» وخطت الدولة خطوات مهمة في برنامجها لإنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية وذلك من خلال توقيع اتفاقيات التعاون النووي مع كوريا الجنوبية لإنشاء أربع محطات للطاقة النووية وسعت في الوقت نفسه إلى تطوير مجالات قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة.. ليتم اختيار أبوظبي في يونيو عام 2009 لتكون مقراً دائماً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا».

وبذلك أصبحت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف المقر الدائم لإحدى أهم المنظمات الدولية.

نصب تذكاري

وانطلاقاً من حرص صاحب السمو رئيس الدولة على تخليد ذكرى شهداء الوطن الأبرار تقديراً ووفاءً لما قدموه من تضحيات بعدما جادوا بأرواحهم الطاهرة تأدية للواجب الوطني أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في 27 من شهر سبتمبر عام 2015، بإنشاء نصب تذكاري للشهداء في مدينة أبوظبي لتظل ذكرى شهداء الوطن البواسل وبذلهم وتضحياتهم بأرواحهم الغالية خلال مشاركتهم مع قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن الشقيق بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة مثلاً وقدوة لنا جميعاً في التضحية بالنفس في سبيل الدفاع عن مكتسبات دولة الإمارات الحضارية وباعتبار أن أمن الإمارات جزء لا يتجزأ من أمن منظومتنا الخليجية العربية وحتى تستلهم الأجيال الحاضرة والمقبلة عطاءهم وبذلهم وأعمالهم الجليلة لتبقى راية وطننا الغالي عالية خفاقة في سماء العز والمجد والرفعة والرقي.

وندعو المولى عز وجل أن يتغمد شهداء الإمارات الأبطال بواسع رحمته وفسيح جناته وأن يكتبهم مع الشهداء والصديقين وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.

إن احتفالات الدولة بهذا اليوم إنما تهدف إلى ربط الحس الوطني والانتماء للدولة بالعمل الجاد للحفاظ على مكتسباتها وترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة عبر ربط العمل برفعة الوطن وإبراز دور العمل والإنجاز في تنمية الدولة وإعلاء مكانتها فضلاً عن التعريف بالمبادئ الرئيسة التي قام عليها الاتحاد كدستور أساسي لرفعة وازدهار الوطن.

رسالة واحدة

يتواصل الإنجاز اليوم في مسيرة عقود من العمل الدؤوب، تناغماً مع ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «لنرسل رسالة واحدة.. أننا لسنا إمارات.. نحن دولة الإمارات.. علم الإمارات هو رمز وحدتنا واتحاد قلوبنا وهو مصدر فخرنا ورمز احترام دولتنا نجدد العهد على خدمته ورفعته وبذل الروح من أجله».

وحين يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «إننا لسنا إمارات ولكن نحن دولة الإمارات» فهو يلخص مسيرة 44 عاماً من عمر هذه الأرض في جملة واحدة لها من الدلالات والمعاني ما يختصر الكثير من الكلام الذي يمكن أن يقال عن قصة المجد التي صنعها أبناء هذه الأرض في الماضي والتي يصنعونها في الحاضر ويؤسسون لها من أجل مستقبل أبهى وأجمل وهي قصة تستحق أن تروى عنها حكايات وقصص تاريخية.

العلم منذ القدم

بدأت فكرة العلم منذ القدم وكانت في البداية تستخدم أعمدة خشبية أو معدنية ملونة لتمييز الأماكن ومواقع المجتمعات وبعد ذلك أضيف لها قطع ملونة مربعة ومستطيلة من المعدن ثم استبدلت هذه القطع بالنسيج.

وعرف المسلمون الرايات السوداء والبيضاء والخضراء التي كانت ترمز لهم على مختلف عصورهم، حيث تشكلت معظم أعلام الدول العربية والإسلامية من هذه الألوان، إضافة إلى اللون الأحمر رمزاً لدماء الشهداء، وتختلف الأعلام بألوانها وأشكالها من دولة لأخرى، فهي تحمل الرموز والمعاني والدلالات الوطنية المتنوعة واسعة النطاق ولكل دولة علم يميزها عن غيرها من الدول.

أنواع علم الدولة ومقاساتها

تختلف أنواع علم الدولة ومقاساتها حسب نوع كل علم كما جاء بالمرسوم الخاص به في القانون الاتحادي رقم 2 لسنة 1971 وذلك كما يلي:

«علم المباني»؛ وهي أعلام توضع إما فوق المباني الحكومية ويكون مقاسها (3 في 1.5) متر على سارية طولها ما بين (8 و10) أمتار أو تنصب أمامها ويكون مقاسها 21 مترا على سارية طولها ما بين (10 و12) مترا.

«علم السيارة» ويركب في مقدمة السيارة على يمين السائق ويكون مقاسه (35 في 25) سنتيمترا على سارية طولها 50 سنتيمترا.

«علم الطائرة» ويوضع على يمين قائد الطائرة ويركب عند هبوطها على أرض المطار ويكون مقاسه (60 في 30) سنتيمترا على سارية طولها متر واحد.

«علم السفينة» ويرفع على الجزء الخلفي على سارية مائلة للسفينة أثناء وجودها في المياه الإقليمية وعندما تكون السفينة في البحر ويجوز رفع العلم على عمود في وسط السفينة ويكون مقاسه (متراً في مترين) على سارية طولها 2.5 متر.

«علم القاعات» وهي أعلام يتم وضعها داخل مبنى القاعات أثناء المؤتمرات الدولية أو الاجتماعات الدورية للمنظمات الدولية ويكون مقاسه (مترا في مترين) على سارية طولها من 4 إلى 6 أمتار.

«علم المكتب» ويوضع خلف المكتب إلى ناحية اليمين «اليمين وهو جالس إلى المكتب» ويكون مقاسه مترا في مترين مرفوعا على سارية طولها 2.5 متر.

«علم طاولة الاجتماعات» وهي أعلام صغيرة في الحجم يتم وضعها على الطاولة أمام رئيس الوفد ويكون مقاسها 25 في 16 سنتيمترا مرفوعا على سارية طولها 30 سنتيمترا.

«أعلام الزينة والمراسم والطوابير» التي توضع على أعمدة الإنارة أو محاذاة الطريق والأعلام الصغيرة التي يتم حملها عند استقبال ضيوف الدولة أو في المناسبات الوطنية وتكون مقاسات أعلام المراسم والطوابير (120 في 95) سنتيمترا مرفوعا على سارية طولها 2.20 متر، في حين أن أعلام الزينة ليس لها مقاسات محددة ولكن لا بد من مراعاة الأبعاد الخاصة بالعلم.

ويبقى العلم رمزا يجمع أبناء الوطن تحت رايته يخفق في قلوبهم قبل السواري وترعاه ذممهم قبل أقسام الولاء، فالعلم يعني الوطن فهو الرمز؛ والرمز دوما ما يحاط بالعناية والاهتمام والتعظيم. ويمثل العلم أيضا قيمة معنوية كبيرة ويعتبر رمزا من رموز الوطنية والكرامة وتاريخا وبعدا ثقافيا وتراثيا لأي قطر أو وطن.

Email