ضرورة التغيير نحو تجربة جديدة تناسب واقع المجتمعات

برامج المواهب تخطف أضواء الـ«توك شو»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إغراءات مادية وانتشار واسع، فضلاً عن خوض تجربة جديدة ربما يكتب لها النجاح وربما لا، كلها عوامل جعلت كثيراً من مقدمي برامج التوك شو يفضلون الهروب نحو تقديم شكل جديد، وهي برامج المسابقات الترفيهية، وفي المقابل فطن مسؤولو هذه القنوات إلى ضرورة التغيير نحو خوض تجربة جديدة تناسب واقع المجتمعات العربية حالياً، خاصة بعد الحالة السلبية التي أصابت الشعوب بعد ثورات الربيع العربي، وما استتبعها من مشكلات أثرت سلباً في الحالة المزاجية لهم.

يوسف الشريف، مذيع أخبار في قناة سكاي نيوز عربية، أوضح أن الفترة الماضية شهدت تراجعاً في انتشار برامج التوك شو بعد فترة ازدهارها الكبيرة في فترة الربيع العربي، أمام البرامج الترفيهية والمسابقات التي بدأت تأخذ حيزاً كبيراً من خريطة القنوات الفضائية الآن.

وذكر أن لجوء بعض مقدمي البرامج وتحولهم باتجاه تقديم مثل هذه النوعية يرجع في الأساس إلى تغير الحالة المزاجية العامة للمشاهدين، بعد أن تشبعوا من كثرة الأحداث السياسية، وما جرى بعد تجربة الربيع العربي، وربما يكون لذلك عامل الحسم في تغيير كثير من المحطات العربية لسياستها أخيراً.

أخبار سلبية

ولفت إلى أن كمية الأخبار السلبية والصراخ التي اتسمت بها برامج التوك شو أخيراً ضمن الأسباب التي جعلت كثيرين يتحولون باتجاه نوعية أخرى من البرامج تحمل بعض الترفيه الذي أصبح عملة صعبة في حياة الشعوب العربية.

ولفت إلى أن نسب المشاهدة لبرامج التوك شو الرصينة أصبحت في تراجع، نظراً إلى حالة الملل واليأس الموجودة بواقعنا، وهذا ما فطن إليه كثير من مقدمي البرامج الذين حاولوا خوض تجربة جديدة ربما يكتب لها النجاح وربما لا، خاصة أن مقدمي البرامج السياسية بشكل عام لهم مواصفات معينة تختلف عن مقدمي برامج المسابقات وغيرها التي تعتمد على الحركة والأداء التمثيلي.

إغراءات

واعتقد الشريف أن ذلك يمثل هروباً أكثر منه خوضاً لتجربة جديدة، كما أنه حرص أكبر على الوجود الدائم على الشاشة، لأن شريحة المشاهدين لها أكبر كثير في مقابل مشاهدي برامج التوك شو.

ولفت الشريف إلى أن الإغراءات المادية الضخمة التي تعطى للمقدمين قد تصل في أحيان إلى ثلثي ميزانية القناة، وهذا ما يجعل المقدمين يهتمون بهذه البرامج للاستفادة المادية مع الانتشار الكبير، موضحاً أن التجربة يجب التمهل فيها قبل خوضها من قبل المقدمين، لكونهما مجالين مختلفين تماماً.

وقال الإعلامي المصري شريف عامر إن هذا التغيير الذي طرأ على فكر بعض المقدمين للعمل في برامج ترفيهية ولجوء بعض القنوات إلى تغيير برامجها نحو الترفيه أكثر، هو شيء طبيعي لا ينبغي أن نقف عنده كثيراً.

ولفت إلى أن المجتمعات العربية الآن بدأت تأخذ قسطاً من الراحة، بعد الهزة العنيفة التي أصابتها من جراء تجربة الربيع العربي، مؤكداً أن الإعلام يتميز بالتعدد، ويجب أن تتم الموازنة بين كل أنواع البرامج.

ميزات وعيوب

وبدوره، قال ياسر عبد العزيز، المحاضر الإعلامي، إنه لتقييم المنظومة الإعلامية العربية على صعيد المحتوى المقدم يجب أن ننظر إليها من عدة زوايا، من المميزات والعيوب والمخاطر والفرص المتاحة. وأشار إلى أن هناك قدراً كبيراً من التنوع بالمحتوى المقدم، سواء من خلال نوع البرامج أو شكل القنوات، إذ يمتلك الإعلام العربي لأول مرة ما بين 4 إلى 5 قنوات إخبارية قوية لديها إمكانيات للتنافس عالمياً.

مصداقية

وقالت الإعلامية المصرية دينا عبد الرحمن إن الجمهور وجد في برامج المواهب والمسابقات مصداقية ومساحة أكبر لممارسته للديمقراطية عبر اشتراكه بالتصويت لمصلحة من يؤيده، وهو ما أعطى شكلاً من التفاعل والمصداقية لبرامج المسابقات، وفي المقابل غابت المعلومة عن برامج الـ«توك شو»، وأصبح ما يقدم أقرب إلى تخمينات، وفقاً لاتجاهات مقدم البرنامج.

ومن جانبها، قالت الإعلامية المصرية وفاء الكيلاني إن الواقع الحالي يعكس حالة فوضى إعلامية حقيقية، سواء على مستوى المحتوى الجاد أو الترفيهي، إذ ظهر على الساحة الإعلامية عدد كبير من البرامج خلق فوضى إعلامية، ولا بد من تنقيحها للخروج بأفضل الأفكار، لأن كثرة البرامج الحوارية أو الترفيهية بشكل مبالغ فيه لا تعد ظاهرة صحية.

Email