مصداقية التواصل الاجتماعي معدومة والمسؤولية يتحملها « التقليدي»

■ المشاركون في جلسة فوضى الأخلاقيات | تصوير: عبد الحنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد اعلاميون مشاركون في جلسة «فوضى الاخلاقيات» أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست بديلاً عن الوسائل الاعلامية التقليدية، ولا يعتد بها في العمل الصحافي نظراً لافتقادها للمصداقية، والدقة والمسؤولية في بعض الأوقات، وحملوا فيه الاعلام القديم المسؤولية عن فوضى المعلومات التي يتم تداولها في الساحة الاعلامية، بعدما عجز عن مجاراة «الاعلام الحديث»، بأدواته، وتقنياته، وكذا بعدما فقد ثقة الجمهور به، وتضييقه الخناق على حريات التعبير عن الرأي.

وطالبوا الاعلام الكلاسيكي بلعب دور اكبر في خدمة المجتمع، وتزويده بالمعلومات الصحيحة والدقيقة التي يحتاج الى معرفتها، مشددين، على اهمية تحلي وسائل الاعلام بكل انواعها ومسمياتها، والعاملين فيها بالاخلاقيات المهنية والاخلاقية، وعدم الانسياق وراء السبق الصحافي على حساب الدقة والموضوعية.

معلومات صحيحة

وأكد الاعلامي معتز الدمرداش أن الحل في تطهير الاعلام من التضليل، ونشر المعلومة لصالح السبق على حساب الدقة، يتأتى بتبني الاعلام التقليدي لوسائل مهنية، وبصحافيين مهنيين، وبمعايير واخلاقيات واضحة، مع توفير مادة اعلامية، صحيحة، تراعي الدقة والسرعة من اجل منافسة ما بات يعرف بالاعلام الجديد او وسائل التواصل الاجتماعي التي تفتقر إلى الحيادية، والصدق، والاخلاق.

وقال الدمرداش «ثمة تحدٍ يواجه وسائل الاعلام التقليدية أو الرسمية، وهو أنها لم تعد قادرة على مجاراة التكنولوجيا، ولغة العصر الحديثة التي نحت حروفها الشباب، وباتت عاجزة عن تطوير نفسها وفق احتياجات العصر بجل ظروفه السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، مثلما انها خرجت من مضمار المنافسة مع بعض الوسائل الاعلامية الخاصة كالفضائيات على سبيل المثال لا الحصر التي افردت برامج مختصة، استقطبت اليها نجوم العمل الاعلامي لجذب اكبر شريحة من الجمهور إليها»

مصداقية معدومة

كما اكد ان مصداقية وسائل الاعلام الحديثة معدومة ، وانه يتعامل معها كوسائل وهمية لا يمكن الاعتداد بها، نظرا لافتقادها الى المصدر، والحيادية، والاخلاقيات التي تنظم العمل الصحافي، مشيرا إلى أن هذه الوسائل تشكل خطرا حقيقيا لا يقل شأنا وخطورة عن وسائل الاعلام التقليدية التي تسيطر عليها السلطة والحزب الحاكم، أو تلك التي تدار برؤوس أموال وأجندات خاصة.

مسؤولية زائدة

وعندما سئل الن جريش مدير التحرير صحيفة «ليموند ديبلوماتيك » هل نحمَّل وسائل التواصل اكثر من طاقتها عندما نقسو عليها، ونقذفها بالاتهامات بأنها ليست ذات مصداقية، وليس لها رسالة واضحة «، »أجاب:« نعم، فنحن حملناها فوق طاقتها عندما نظرنا اليها كأنها وسائل اعلام بديلة للاعلام التقليدي غير الرقمي، مع العلم أنه حري بنا ان نحمل المسؤولية الاكبر الى وسائل الاعلام الكلاسيكية لا سيما التلفزيونات والفضائيات، للعب دور اكبر في خدمة المجتمع، وتزويده بالمعلومات الصحيحة والدقيقة التي يحتاج إلى معرفتها».

وأكد ان وسائل الاعلام التقليدية فقدت جمهورها، وشهرتها، ومكانتها،لحساب وسائل التواصل الاجتماعي لأنها فقدت مصداقيته بها.

منظومة قيم

رأت الدكتورة بدرية البشر الاعلامية في قناة «ام بي سي»، ان ثقافة المجتمع هي التي تسمح أو تمنع اقتراف الاخطاء والتجاوزات، وانه اذا ما منعت أي وسيلة اعلامية تداول الخطأ، فان الصحافي لا يمكنه القيام بعكس ذلك.

وقالت إن اخلاقيات المهنة الصحافية، ترتبط بمنظومة قيم تنعكس على السلوك الانساني.

Email