في جلسة »هل ضاعت القضية الفلسطينية إعلامياً؟«

البرغوثي: قضية فلسطين متجذرة في وجدان العرب ولن تموت

■ مصطفى البرغوثي متحدثاً خلال المنتدى | تصوير: عبد الحنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب وتتصدر قضاياهم ولن تموت كونها قضية متجذرة في عمق الوجدان العربي، منوهاً بأن المراهنة على الولايات المتحدة في حل هذه القضية كان سراباً، وإن حلها مرهون بجبهة موحدة وباستمرار المقاومة الشعبية وحملات المقاطعة والتطبيع وتوحيد الصف الفلسطيني، إلى جانب استمرار الدعم لنضال شعب لا يزال يرزح تحت نير الاحتلال ويتعرض لأبشع جرائم العنصرية في تاريخ البشرية.

وأضاف خلال جلسة «هل ضاعت القضية الفلسطينية إعلامياً؟»، أنه لا يوجد عملية سلام حقيقية بل مجرد حديث يحاول البعض التهرب من مسؤولياته، والبديل لنا نحن طرحناه وهذا البديل الاستراتيجي يتمثل اليوم في تغيير ميزان القوى مع إسرائيل.

صعود كبير

وبين أن القضية الفلسطينية تعيد نفسها مستشهداً بمقاومة الفلسطينين في 2012 العدوان الإسرائلي على غزة والعداون في 2014 على غزة والمعركة الفلسطينية التي فرضها أبناء الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة ولعل أبرز هذه الأحداث العالمية تتمثل في الصعود الهائل لمعركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل التي بدأت تأخذ زخماً قوياً، خصوصاً أنها تفرض نفسها على الساحتين العربية والدولية.

5 عوامل

وحدد الدكتور البرغوثي 5 عوامل لبقاء القضية الفلسطينية أولها أنها لا تزال قضية حية في وجدان وضمير كل عربي وثانيها ارتباط الشعب الفلسطيني بقضيته وأرضه ومقاومته واحد من أهم اللاعبين بالمنطقة وهو إسرائيل، والعمق العالمي للقضية الفلسطينية مدللاً بكلامه بما قاله نلسون مانديلا، «إن قضية فلسطين هي القضية الأولى في عصرنا»، ثم عامل ارتدادات ما يجري في الساحة الفلسطينية على العالم العربي فلا أحد يقبل أو يتناسى محاولات تهويد المسجد الأقصى، ودخول الصراع المحتدم في فلسطين مرحلة تاريخية فبعد أن قررت اسرائيل وحسمت خيارها بعدم السماح لقيام دولة فلسطينية وعيش الفلطسينيين تحت احتلال أبشع نظام تميز عنصري في تاريخ البشرية، فضلاً عن أن الموضوع الفلسطيني كلن وما زال وسيبقى الموضوع الأول الذي يمكن أن يوحد العرب.

ظاهرتان

وأشار الدكتور البرغوثي إلى أن ما يجري من تطورات في العالم العربي ظهرت ظواهر جديدة، بينها ظاهرتنان متناقضتان لأول مرة تتشكل قوة عربية مشتركة في عاصفة الحزم، ثم ظاهرة الفوضى العارمة وانتشار جماعات بعيدة عن السيطرة.

وأوضح البرغوثي أن فكرة التوزان مع إسرائيل تتعرض لانهيار الآن وحسب اعتقادي لا يمكن التسليم بهيمنة إسرائيل، فثمة تحولات مهمة حصلت انعكست على الوضع الفلسطيني فلا يمكن الحديث عن ترتيبات لاستقرار المنطقة بمعزل عن القضية الفلسطينية، وقدرة الفلسطينيين على بقاء قضيتهم حية في الوجدان العربي والعالمي.

المستقبل

وأشار إلى أن هناك جملة من العوامل التي تتعلق بمستقبل هذه القضية أولها منع تصفيتها كما تريد إسرائيل أو من يدعمها من خلال حلول زائفة وتفكيك الدولة الفلسطينية، فعندما نقرأ جميع المواقف الإسرائيلية منذ 1967 لم نجد كلمة أو موقفاً يشير بالسماح لحصول الفلسطينيين على حريتهم وقيادة دولتهم، وهذا يدعونا إلى الإصرار على تصعيد المقاومة الفلسطينية الشعبية، وتصعيد حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل ومن المذهل أن نرى ما حققته هذه الحركة من نجاحات كبيرة حتى الآن، فعلى صعيد وسائل التواصل الاجتماعي هناك تصاعد كبير لحركة المقاطعة وهناك قرار من 16 وزيراً أوروبياً لمقاطعة كل من يسكن في المستوطنات وبعض الشركات الكبرى مثل شركة «اهافانا» أغلقت مكاتبها في بريطانيا والمعركة الدبلوماسية الجارية الآن في محكمة الجنايات الدولية أمر في غاية الأهمية، حيث إنه ولأول مرة سيتم أخذ إسرائيل إلى هذه المحكمة منذ 1967 ويتم رفع الحصانة الدولية عنها.

انقسام داخلي

ويتابع البرغوثي فيقول «يجب العمل على إنهاء ودرء الانقسام الفلسطيني الداخلي لأنه يشتت القضية ويحبط كل من يدعم أبناء هذا الشعب العربي ولا مهرب أو إمكانية إهمال القضية الفلسطينية وحتى لو اختفت عن الساحة الإعلامية أو تراجعت في بعض الأوقات نتيجة ظروف وأحداث فإنها لن تموت وستبقى متأصلة في الوجدان العربي».

تغير

قال الدكتور مصطفى البرغوثي إن الفلسطينيين انتقلوا من المؤسس إلى المؤسسة ونحن نعود اليوم من المؤسسة إلى حركة النضال والمقاومة لتحرير الوطن وهذا يتطلب منا توحيد الصفوف وعدم الاعتماد على الغرب في حل قضيتنا، منوهاً بأهمية دور الإعلام الداخلي الفلسطيني وعدم نقل صورة نمطية لما يجري في فلسطين.

Email