عرض تجارب نسائية قاسية في «سبايا الخلافة»

■ نارين شمو خلال عرضها مقتطفات من «سبايا الخلافة» | تصوير: عبد الحنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

عرضت الصحافية الاستقصائية نارين شمو من خلال مقتطفات من الفيلم الوثائقي «سبايا الخلافة»، ضمن فعاليات اليوم الأول من منتدى الإعلام العربي، وتضمن الفيلم تجربة شمو في تصوير الفيلم وتتبع أماكن السبايا ومعاناتهم، وذلك ضمن الاتجاهات الإعلامية الجديدة المتمثلة بالأفلام الوثائقية المصورة على أيدي صحافيين وصحافيات غير متخصصين.

وخلال عشرين دقيقة، سردت نارين من خلال الصور التي عرضها الفيلم، تفاصيل المعاناة الإنسانية التي تعرضت لها النساء في «شنكال» في إقليم كردستان بالعراق، والدور الذي لعبه فيلمها الوثائقي في إيصال المعلومة بطريقة مباشرة دون أي تدخل أو تعديل كما يحدث في غرف نشرات الأخبار، التي وجدت نفسها في الكثير من الأحيان مجبرة على تجاهل قضايا على حساب قضايا أخرى بسبب كم الأخبار الواردة من منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة.

صحافة استقصائية

وأوضحت شمو أنها صورت الفيلم في أكتوبر عام 2014، وعرضته قناة BBC عربية، لافتة إلى أنها لم تكن في بداية الأزمة أو الكارثة الإنسانية تحتاج لقرار للبدء بتصوير الفيلم، بل وجدت نفسها تلقائياً كصحافية استقصائية وسط الأحداث تلاحق قصص «السبايا» وتتبع مواقعهن، ومع الكم الكبير من المعلومات والمعطيات التي بدأت تتشكل لديها أصبحت تعمل على إطلاق سراح البعض منهن عن طريق دفع الأموال أو عن طريق وساطة مع بعض العشائر العربية.

وعاتبت نارين خلال جلستها على الإعلام العربي وقالت: اعتاد الإعلام العربي على نقل الكوارث الإنسانية على أنها مجرد أخبار صحافية، بعيداً عن أبعادها وتداعياتها الخطيرة جداً على المجتمع العربي ومنطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن ما جاء في الفيلم وعرض على الجمهور على قناة BBC لا يشكل سوى خمسة بالمئة من الصور العامة أو المشهد الكامل «لقصة السبايا».

وسردت نارين خلال عرض الفيلم، قصص العديد من النساء السبايا سواء من الذين نجحت في إنقاذهن أو ممن ما زلن سبايا عند التنظيم الإرهابي، ومن بين العديد من تلك القصص كشفت نارين للمرة الأولى أمام الإعلام وجمهور «منتدى الإعلام العربي» عن إحدى المكالمات المسجلة بينها وبين فتاة في الرابعة عشرة خطفت لتكون سبية عند أحد «الدواعش» وفي مشهد مؤثر ترجم سريعاً على وجوه الحضور، كانت استغاثة الفتاة واضحة وهي تتحدث سراً مع نارين، وتتوسل إليها ان تدل طائرات التحالف إلى موقعها لتقصف المكان وتنهي معاناتها.

دور

كما شددت نارين على دور مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً «فيس بوك» في عملها الصحافي، حيث تحولت صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى شبه وكالة انباء تشكل المصدر الرئيسي للمعلومة حول هذه الكارثة الإنسانية لمعظم وسائل الإعلام الغربية، وبينما كان الإعلام العربي غائباً تماماً. كذلك ساعدتها بعض التطبيقات على مواقع التواصل الاجتماعي من تحديد اماكن المختطفات بدقة وذلك ساعدها على إيصال مواقعهن للمنظمات الإنسانية التي كانت تهتم بإيصال المساعدات لهن في الجبال عبر الطائرات، بالإضافة إلى ان مواقع التواصل الاجتماعي ساعدتها على توثيق اسماء المختطفات وهناك اليوم أكثر من سبعة آلاف امرأة يعانين من وراء هذه الكارثة الإنسانية.

Email