هاجس الإعلام الجديد يخيم على أجواء اليوم الأول

ت + ت - الحجم الطبيعي

عكست جلسات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي الهاجس الكبير الذي يمثله الإعلام الجديد في الفضاء الخليجي، حيث الانتشار الكبير للوسائط التقنية، والإقبال الشبابي على مواقع التواصل الاجتماعي. ويقترن بهذا السعي نحو تعزيز الإعلام الإيجابي.

وانعكس هذا واضحا في الجلسة الحوارية التي تناولت الإعلام العربي من وجهة نظر خليجية، التي تحدث فيها الشيخ سلمان صبح السالم الحمود الصباح، وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب، الذي عكس حجم فئة الشباب ودورهم في الإعلام وما يشكلونه من هاجس تتعامل معه وسائل الإعلام.

المعادلة التي شفت عنها المداخلة هي أن العالم العربي اليوم، وعلى وجه الخصوص، لا يمكنها أن تتعامل مع الإعلام بعيداً عن الشياب وقضاياهم وممارستهم اليومية، إذ هما يبدوان في هذا السياق خطين متلازمين لا ينفصل أحد منهما عن الآخر. بل ولا جدوى من عزلهما عن بعضهما البعض.

من الملفت هنا، أن الوزير الصباح إلى جانب تأكيده دور الشباب باعتبارهم المستخدم الأوسع للإعلام الجديد، أشار إلى أن «كل المؤشرات والمعطيات تقول إن الإعلام الجديد لم يبدأ. ويحسن بنا أن نستوعبه الآن»، وهذه حقيقة تبدو ملحة إذا ما عرفنا أن مجتمعاتنا لا تزال بعيدة عن استيعاب هذه الظاهرة بحجمها الحالي الذي لا يقارن بما سيصل إليه حجمها وتعقيدها مستقبلاً.

أدوار

الإعلام الجديد المفتوح والشباب هما كذلك ثنائية تحيل على موضوع الحرية، وهنا مكان لتساؤل مدير الجلسة رئيس تحرير الزميلة الإمارات اليوم سامي الريامي حول إن كان هناك لا يزال من مكان لوزارات الإعلام، لافتاً إلى أن بعض الدول عملت على إلغائها. وهنا يضع الوزير الصباح الأمر قيد الأمر الواقع مشيراً إلى أن الفضاء الإعلامي يحتاج إلى التنظيم والدعم، وهذا يتطلب جهة ما تقوم بهذا الدور. وسواء قامت بهذا الدور وزارة إعلام أم مؤسسة أو هيئة، فإن الدور هو الدور. أما المسميات فلا تغير من أهمية الدور وطبيعته، مهما اختلفت.

القلق الذي يثيره موضوع الإعلام الجديد أكبر من أن يتم تجاهله، أو ترك هذا الفضاء المفتوح دون تنظيم، فبحسب الوزير الصباح فإن التنظيمات الإرهابية هي أهم وأكبر مستخدم للإعلام الجديد، مشيراً إلى أن الخلايا الإرهابية تمتلك حسب ما يتوافر من معلومات نحو 82 ألف صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي. وهذه المعلومة تعزز بالطبع المعلومات التي تقول إن 90 في المئة من عمليات الاستقطاب التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية تتم عبر الإنترنت.

قضايا أخرى اندرجت ضمن هواجس اليوم الأول، ومن السؤال الكبير حول «الأجندة»، ومن يضع أجندة لمن؟ الإعلام أم المجتمع. وما هي الأولويات الفعلية التي تخدم قضايا الفرد والمجتمع وتوازن بينهما. ويبدو هذا سؤالاً ملحاً في عالم بات يشهد استخداماً يومياً متنوعاً للإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يؤكد أن عصر احتكار المعلومة انتهى فعلاً.

هذه الهواجس يمكن أخذها بجدية تامة مع الإشارة إلى أن هواة الإنترنت والإعلام الجديد سجلوا محاولات ناجحة في اختراق منظومات دول مشهود لها في مجال التكنولوجيا وبقدراتها الأمنية.

Email