حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الرابع للغة العربية بحضور حمدان بن محمد

محمد بن راشد يدعو أفراد المجتمع ليكونوا ســــفراء للعربية وجعلها لغة حياة

محمد بن راشد يتوسط الحاضرين بالجلسة الافتتاحية بحضور حمدان بن محمد والمر ومحمد القرقاوي وحسين الحمادي وأعضاء مجلس أمناء الجائزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أفراد المجتمع ليكونوا سفراء فاعلين للغة العربية من خلال جعلها لغة حياة في جميع المجالات.

وأكد سموه أننا بحاجة إلى إعادة صياغة طرق تعاطينا مع لغتنا الخالدة من خلال تعزيز استخدام اللغة العربية كلغة أولى وإيصالها إلى جميع الأجيال القادمة بقوتها وجاذبيتها، مؤكداً أن اللغة العربية كانت هي اللغة الأبرز في العديد من بقاع العالم..

حيث كانت لغة العلم والمعرفة التي بنتها الحضارة الإسلامية ونهل منها الغرب، ويجب علينا أن نتعاون لنعيدها إلى مكانتها التاريخية من خلال العمل على ترسيخها ونشرها والاستفادة من مميزاتها التي تمنحها المرونة اللازمة لاستيعاب مختلف المعاني في جميع التخصصات.

وأضاف سموه أن اللغة العربية حية باقية محفوظة بحفظ الله ودورنا أن نجعلها مواكبة لكل جديد، والمعجم سيكون مرجعاً لترجمة المحتوى العلمي والتقني العالمي الجديد.

حيث شهد سموه وإلى جانبه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الرابع للغة العربية، الذي يقام تحت رعاية سموه في فندق البستان روتانا في دبي بالفترة من السادس إلى العاشر من مايو الجاري.

شكر وتقدير

وقد تحدث في الجلسة - التي حضرها معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء ومعالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي..

وأكثر من ألفي خبير وباحث ومتخصص في اللغة العربية من خمس وسبعين دولة حول العالم - عدد من المعنيين في مقدمتهم ممثل جامعة الدول العربية الدكتور بدر الدين العللي الذي توجه بالشكر والتقدير إلى دولة الإمارات رئيساً وحكومة وشعباً على اهتمامها باللغة العربية وأهلها والشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على رعايته الكريمة للمؤتمر ونقل تحيات الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية إلى المشاركين في المؤتمر، مؤكداً دعم الجامعة لكل المبادرات والجهود التي تصب في خدمة اللغة العربية، ونوه بدور الجامعة العربية في تعزيز مكانة اللغة العربية إقليمياً ودولياً..

مشيراً في هذا السياق إلى اعتماد اللغة العربية في العام 1973 كلغة رسمية من اللغات المستخدمة في الأمم المتحدة وتأسيس مشاريع لخدمة اللغة أهمها المعهد العالي للترجمة للتوجه نحو مجتمع المعرفة والحفاظ على هويتنا القومية وسط ثقافات العالم.

ودعا إلى الاهتمام بالجاليات العربية في المهجر لترسيخ ارتباطها بأوطانهم من خلال نشر وتعزيز اللغة العربية خاصة بالنسبة للأجيال الجديدة في بلاد الشتات والتأكيد على أهمية دور الأسرة في تعليم الأبناء للغتهم الأم وإنشاء هيئات وطنية على مستوى الوطن العربي تعنى بقضايا اللغة العربية.

استقطاب الخبراء

كما كان للدكتور علي عبدالله موسى المنسق العام للمؤتمر كلمة توجه من خلالها بعظيم التقدير والعرفان إلى صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على مبادراته القومية حيال اللغة العربية ورعاية سموه لأعمال المؤتمر وتفعيل دوره عربياً ودولياً لاستقطاب الخبراء والباحثين والمتخصصين في اللغة العربية من عرب وأجانب، باعتبار أن لغتنا هي عرضنا من اعتدى عليها اعتدى على شرف الأمة وكرامتها.

وأكد الدكتور موسى أن اللغة تتحصن بمبادرات سموه ورعايته الكريمة كقائد عربي أصيل يؤكد كل يوم أن لغتنا يجب أن تصان لتظل رمز هويتنا وعروبتنا وتواكب لغة ومتطلبات العصر.

وأشار في كلمته إلى المجلس الدولي للغة العربية الذي أسس وانطلق في العام 2008 من قبل منظمة «اليونسكو» الدولية وتأسس في لبنان، معتبراً أن اسم سموه اقترن باللغة العربية منذ إطلاق المبادرات التي تخدم لغتنا الأم وتحفظ لها حقوقها وكرامتها وأهميتها كلغة للحياة والإبداع والتاريخ.

كما ارتجل الدكتور فاروق شوشة أمين عام مجمع اللغة العربية في القاهرة رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للغة العربية كلمة حيا فيها مبادرات صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحرصه الشديد على تعزيز احترام اللغة العربية في الأوساط العربية والدولية من خلال جائزة محمد بن راشد للغة العربية وإطلاق سموه اليوم لمبادرة وضع « معجم محمد بن راشد للغة العربية المعاصرة»..

حيث سيكون معجماً سنوياً يتماشى وتطور العصر ومتطلباته ويعزز مكانة لغتنا الجميلة كلغة حياة، على أن يكون معجماً ناطقاً، مؤكداً انه بإصدار هذا المعجم ستصحح العلاقة بين اللغة الأم واللهجات العامية في الدول العربية.

وأكد الدكتور شوشة على أهمية هذا المعجم بالنسبة للطلاب والدارسين والمدرسين والباحثين ولكل المهتمين باللغة العربية خاصة المستشرقين والمستعربين.

ونوه في ختام كلمته إلى أن معجم محمد بن راشد سيأتي بعد أكثر من ستين عاماً من وضع آخر معجمين عربيين لهذا تتأكد أهميته بالنسبة لمواكبة اللغة لمتطلبات ومتغيرات العصر خاصة في قطاع المعلوماتية.

إطلاق مبادرة

اعتلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وإلى جانبه الدكتور فاروق شوشة المنصة الرئيسية، حيث كرم سموه الفائزين بالجائزة في عيدها الأول، متمنياً لهم مزيداً من العطاء وخدمة لغة القرآن الكريم الموقرة.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد أطلق مبادرة لوضع معجم للمصطلحات العربية المستحدثة، وذلك دعماً للجهود القائمة على مواكبة اللغة العربية لكافة المجالات وتعزيز مكانتها كلغة حياة.

ويهدف هذا المعجم إلى أن يكون مرجعاً عالمياً لاستعمال اللغة العربية في كافة النواحي الحياتية الناتجة عن التطورات العلمية والتقنية والأدبية وغيرها وسيكون المعجم كذلك مرجعاً معتمداً للبحوث والدراسات الحديثة التي تعد باللغة العربية ..

بالإضافة إلى كونه مرجعاً للمترجمين من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية وسيعمل ذلك على إحداث تأثير بارز في زيادة الإنتاج المعرفي المستحدث أو المترجم باللغة العربية مما يفتح آفاقاً معرفية واسعة للناطقين باللغة العربية.

تكريم

وقد كرم سموه الفائزين في الفئات المختلفة المندرجة تحت جائزة محمد بن راشد للغة العربية، وقال سموه: سررت بتكريم عدة جهات كالأزهر الشريف واليونسكو وشركة جوجل لدورهم الحقيقي في ترسيخ ودعم استخدام اللغة العربية، ففي محور التعليم فاز مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها التابع لمشيخة الأزهر الشريف بجائزة أفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها..

وفازت مبادرة «تعليم اللغة العربية بالفطرة والممارسة» للدكتور عبدالله مصطفى الدنان بجائزة أفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية في مؤسسات التعليم قبل الجامعة..

كما فازت مبادرة «اختبار العين لقياس الكفاءة في اللغة العربية للناطقين بها»، من جامعة الإمارات العربية المتحدة بجائزة أفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية في مؤسسات التعليم العالي، وفي محور التعليم كذلك فازت مبادرة «الحملة الوطنية للقراءة» من مركز القارئ العربي بدولة الإمارات العربية المتحدة بجائزة أفضل مبادرة لتشجيع ثقافة القراءة.

وفي محور التقانة (التكنولوجيا) فازت شركة جوجل بجائزة أفضل مشروع إلكتروني لخدمة اللغة العربية ونشرها، وذلك لجهودها في إثراء المحتوى العربي في شبكة الإنترنت.

وفي محور الإعلام فازت قناة ومجلة «ناشيونال جيوغرافيك» العربية بجائزة أفضل عمل إعلامي لخدمة اللغة العربية، وذلك عن مبادرتهما القائمة على ترجمة البرامج والمادة العلمية، وفي نفس المحور فازت مبادرة «ثوانٍ في حب اللغة العربية» لأيوب يوسف بجائزة أفضل مبادرة في استعمال شبكات التواصل الاجتماعي لنشر اللغة العربية.

أما في محور السياسات اللغوية والتعريب فقد فازت مبادرة «الترجمة والتعريب» من مكتب التربية العربي لدول الخليج بجائزة أفضل مبادرة أو مشروع تعريب.

كما كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ضمن فئة التكريم الخاص منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وذلك تقديراً لجهودها في دعم اللغة العربية واعتمادها لليوم العالمي للغات الأم واليوم العالمي للغة العربية واستضافتها لبعض الجوائز التي تخدم الثقافة العربية وتبني تأسيس المجلس الدولي للغة العربية وإسهامها في دعم المعارض التي تعزز اللغة العربية والمشاريع الداعمة للحرف العربي في البرمجة الحاسوبية.

جدير بالذكر أن مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للغة العربية الذي يترأسه فاروق شوشة أمين عام مجمع اللغة العربية في القاهرة، يضم كلاً من بلال البدور الوزير المفوض في وزارة الخارجية أمين عام للجائزة والدكتور خالد كركي نائب رئيس مجمع اللغة العربية الأردني والدكتور علي بن موسى المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية .

والدكتور عبيد المهيري العميد التنفيذي للدراسات العربية والإماراتية في كليات التقنية العليا والأستاذ الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري رئيس جمعية اللسانيات بالمغرب والدكتورة هنادا طه القائم بأعمال عميد كلية البحرين للمعلمين في جامعة البحرين.

اعتماد

وكان مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للغة العربية قد اعتمد الفائزين في الدورة الأولى للجائزة، وذلك بعد انتهاء عمليات التحكيم التي قامت بها مجموعة من المتخصصين في مجال اللغة العربية خلال الاجتماع الذي عقده المجلس في المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقد استلمت الجائزة 405 طلبات من 35 دولة وتم تأهيل 89 طلباً منها إلى مرحلة التحكيم.

وقد تصدرت الإمارات ومصر والسعودية قائمة الدول التي جاء منها أكبر عدد من المشاركات في كافة الفئات، كما ضمت طلبات الترشيح مشاركات من العرب المقيمين في عدد من الدول الأجنبية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا وفرنسا والهند.

وتعد جائزة محمد بن راشد للغةِ العربية بمثابة أرفع تقديرٍ لجهود العاملين في ميدان اللغة العربية أفراداً ومؤسسات وتندرج في سياق المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للنهوض باللغة العربية ونشرها واستخدامها في الحياة العامة وتسهيل تعلمها وتعليمها إضافة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية وتشجيع القائمين على نهضتها.

وتهدف الجائزة إلى تكريس مكانة دولة الإمارات وموقعها كمركز للامتياز باللغة العربية وتكريم المبدعين في استعمال اللغة العربية في تطوير التعريب والتعليم والتكنولوجيا والإعلام والمحافظة على التراث ونشره وإبراز المبادرات الناجحة في فئات الجائزة المختلفة لتمكين العاملين في ميدان اللغة العربية من الاستفادة منها بالإضافة إلى الارتقاء باللغة العربية..

وتشجيع المبادرات التي تسهم في تطويرها تعلماً وتعليماً واستخداماً ونشر الوعي بأهمية المبادرات الشخصية والمؤسسية في تطوير استعمال اللغة العربية، كما تهدف الجائزة إلى تشجيع الشباب وتحفيزهم للإبداع في تطوير استعمال اللغة العربية في الحياة والتوسع في تعريب الكتب في ميادين المعرفة المختلفة للاستفادة من تجارب الثقافات العالمية.

حظي المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية بإقبال كبير من المسؤولين والمهتمين باللغة العربية من مختلف دول العالم، حيث قُدم للمؤتمر أكثر من 1400 بحث وورقة عمل تم قبول 721 بحثًا ودراسة وورقة عمل منها وذلك بعد تحكيمها والموافقة على عرضها ومناقشتها في 120 ندوة علمية على مدار أيام المؤتمر في الوقت الذي تمت فيه طباعة الأبحاث في 12 كتاباً تم توزيعها على المشاركين في المؤتمر الذين بلغ عددهم ما يقرب من 2300 مشارك من 74 دولة، ويتحدث فيه أكثر من 925 متحدثاً ضمن الجلسات والندوات متعددة العناوين والموضوعات والقضايا.

كما يشارك في المؤتمر عدد كبير من أمناء ورؤساء المنظمات والهيئات العربية والدولية، وفي مقدمتها جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة التعاون الإسلامي واليونسكو ومكتب التربية العربي لدول الخليج وغيرها من الاتحادات العربية والمجامع اللغوية والجمعيات التخصصية والمؤسسات العلمية والثقافية والفكرية والإعلامية.

Email