كشف نوعية الدراسات البحثية التي ستجرى على الكوكب الأحمر

محمد بن راشد يرعى اليوم إعلان تفاصيل رحلة المريخ

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يرعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، صباح اليوم حفل إعلان التفاصيل العلمية لمهمة الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ.

وتعلن دولة الإمارات خلال الحفل لأول مرة، التفاصيل العلمية والمعرفية واللوجستية لأول مشروع عربي لاستكشاف كوكب المريخ، ويتم الكشف عن التفاصيل العلمية للمسبار غير المأهول الذي سترسله دولة الإمارات للكوكب الأحمر، إضافة للأهداف العلمية لمهمة الإمارات، ونوعية الدراسات البحثية التي ستجرى على الكوكب الأحمر ومدتها ونوعية البيانات التي سيتم إرسالها لكوكب الأرض، فضلا عن الفريق الذي سيعمل على المشروع خلال خمس سنوات قادمة.

وجاء اعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في شهر يوليو من العام الماضي 2014 بانشاء وكالة الامارات للفضاء وبدء العمل على مشروع ارسال اول مسبار عربي واسلامي لكوكب المريخ بقيادة فريق عمل اماراتي في رحلة استكشافية علمية العام 2021 ليضع الدولة على عتبات اقتحام عالم الفضاء ودخول هذه الصناعة التي كانت حتى الآن مقتصرة على الدول المتقدمة والذي يتزامن مع الذكرى 50 لقيام الدولة وسينطلق المسبار في رحلة تستغرق 9 اشهر وستكون دولة الإمارات ضمن 9 دول في العالم فقط لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر.

وتعد مبادرة تأسيس وكالة فضاء إماراتية وإطلاق مشروع المسبار الفضائي للمساهمة في اكتشاف كوكب المريخ مؤشرين يدلان على مستوى التقدم والتطور العلمي الذي وصلت إليه الإمارات في ظل قيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة.

احتكار

وكان استكشاف الفضاء على الدوام، حكراً على الدول الكبرى التي تمتلك التكنولوجيا المتقدمة القادرة على الوصول إليه، إلا أن إعلان دولة الإمارات دخولها مجال استكشاف الفضاء يؤكد بصورة واضحة أنها تمتلك القدرات والخبرات التي تؤهلها لدخول هذا المجال، وفي مقدمتها الثقة بالنفس والقدرات المادية والبشرية، والتخطيط الجيد، والتفكير المستقبلي المبني على رؤى واضحة.

ويمثل برنامج الامارات الفضائي نقلة مهمة وخطوة جبارة في مسيرة التنمية الشاملة، ويعكس التطور الحضاري والتقني الذي وصلت إليه الدولة، ويعتبر مفخرة للدولة كونها اول دولة عربية واسلامية تعلن عن اقتحام عالم الفضاء وسيكون مشروع المسبار الفضائي الاماراتي أول مسبار عربي إسلامي، ضمن تسع دول أخرى تسعى لاكتشاف المريخ.

ويشكل الإعلان التاريخي لدولة الإمارات منعطفا تنمويا في مسيرة الدولة عبر دخولها قطاع تكنولوجيا الفضاء واعتباره أحد المستهدفات لتضمينه في الاقتصاد الوطني خلال السنوات القادمة بالإضافة للعمل على بناء رأس مال إماراتي بشري في مجال تكنولوجيا الفضاء والمساهمة في زيادة المعرفة البشرية فيما يخص استكشاف الفضاء الخارجي والأجرام السماوية البعيدة.

مسبار المريخ

وفي 30 ديسمبر 2014 شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدء الخطوات العلمية لتنفيذ وبناء وإطلاق أول مسبار عربي إسلامي لكوكب المريخ تحت إشراف فريق عمل وطني، حيث وقعت وكالة الإمارات للفضاء بحضور سموه في مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي بدبي اتفاقية تفصيلية مع مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة لتنفيذ مشروع مسبار المريخ وإطلاقه ومتابعة تنفيذ كافة مراحله وذلك تحت إشراف الوكالة وبتمويل مباشر منها وفق اتفاقية تمتد لمدة سبع سنوات.

وأكد سموه خلال توقيع الاتفاقية أن يتم تنفيذ المشروع تحت إشراف فريق عمل وطني بالكامل من أبناء الإمارات وبالتعاون مع الشركاء الدوليين المتخصصين موجها سموه حديثه لفريق العمل قائلاً «أمامنا سبع سنوات لبناء المعرفة وتطوير الكوادر ووضع البنية التحتية والوصول للكوكب الأحمر، التحديات العظيمة تتطلب فرق عمل عظيمة والوصول للفضاء يتطلب همما تعانق السماء وعيون أبناء الإمارات وقيادتها ستتابع تطور عملكم لمدة سبع سنوات كاملة وصولا للكوكب الأحمر».

وتضع الاتفاقية الإطار القانوني والتمويلي والزمني اللازم لبدء تنفيذ مشروع مسبار المريخ والذي سيقوم عليه فريق عمل من المهندسين المواطنين من مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة وبإشراف مباشر ومتابعة من وكالة الإمارات للفضاء.

ونصت الاتفاقية على التزام وكالة الإمارات للفضاء بدعم المشروع الوطني والذي يعتبر باكورة مشاريعها الاستراتيجية عبر كافة مراحله وصولا للعام 2021، وأكدت الاتفاقية أيضا أهمية بناء قاعدة بحثية وطنية وتطوير كوادر وطنية متخصصة خلال السنوات القادمة والتزام كافة الشركاء الدوليين بنقل المعرفة عبر قنوات واضحة لفريق العمل الوطني الذي يعمل بالمشروع وذلك بهدف تكوين قاعدة علمية صلبة لتطوير القطاع الفضائي الإماراتي كقطاع استراتيجي ضمن الاقتصاد الوطني.

ونصت الاتفاقية أيضا على أهمية استفادة كافة القطاعات الأخرى العاملة تحت إشراف الوكالة مثل قطاع الاتصالات الفضائية والأقمار الصناعية الإماراتية وغيرها على الاستفادة المباشرة من مشروع مسبار المريخ من الناحية العلمية والمعرفية والهندسية وذلك بهدف تطوير كافة القطاعات العاملة تحت إشراف وكالة الإمارات للفضاء.

ميزانية وكالة الفضاء

وأقر مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء في أول اجتماع له الميزانية السنوية للوكالة، وناقش سير العمل في مشروع مسبار المريخ، واستعرض خطوات تأسيس الوكالة وبعض البرامج والمشاريع الفضائية الأخرى. وتم تخصيص ميزانية وكالة الامارات للفضاء ضمن الميزانية العامة للاتحاد لعام 2015 بقيمة 250 مليون درهم والتي تعد الميزانية الاولى للوكالة وفقا لما جاء في مشروع قانون الميزانية العامة للاتحاد وميزانيات الجهات الاتحادية المستقلة الملحقة لعام 2015.

وأكد الدكتور خليفة محمد ثاني الرميثي أن إعلان صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، جاء في الوقت المناسب، وبعد أن حققت الإمارات الكثير من الإنجازات في مجالات عديدة أخرى. وقال إن «وكالة الإمارات للفضاء» تتمتع بالاستقلال المالي والإداري والأهلية القانونية اللازمة، وتتبع مجلس الوزراء، مشيراً إلى أن الهدف من تأسيسها تنظيم القطاع الفضائي الوطني ودعم الاقتصاد الوطني المستدام والمبني على المعرفة.

وأضاف أن إنشاء الوكالة يرمي إلى تنمية الكوادر البشرية المواطنة وتشجيعها لاقتحام علوم الفضاء والعمل في مجالاتها المختلفة ونشر الوعي بأهمية القطاع الفضائي، الذي تغطي استخداماته مختلف نواحي الحياة مثل الاتصالات والملاحة والمراقبة الفضائية واكتشاف الكواكب وغير ذلك مؤكدا ان الوكالة تهدف أيضاً إلى تشجيع البحث العلمي في هذا المجال ودعم الباحثين المتخصصين فيه من الأساتذة وطلاب الجامعات والدراسات العليا.

واشار إلى أن مبادرة تأسيس وكالة فضاء إماراتية وإطلاق مشروع المسبار الفضائي للمساهمة في اكتشاف كوكب المريخ مؤشران يدلان على مستوى التقدم والتطور العلمي الذي وصلت إليه الإمارات في ظل قيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة. وقال، إن من أهداف مشروع المسبار وضع الإمارات على الخريطة الفضائية العالمية والمشاركة الفعلية في الجهود الدولية لاستكشاف الفضاء الخارجي.

وأضاف أن مشروع المسبار يهدف كذلك إلى تأسيس قاعدة للبحث والتطوير الفضائي في الدولة، واستقطاب الكوادر المواطنة الشابة وتشجيعها للعمل في مجالات الفضاء، وترسيخ مكانة الدولة الريادية في المبادرات الحضارية والإنسانية.

دعم القضاء الفضائي الوطني

وتهدف وكالة الإمارات للفضاء التي تم الإعلان عن إنشائها والتي تتمتع بالاستقلال المالي والإداري والأهلية القانونية اللازمة وتتبع لمجلس الوزراء إلى تنظيم ودعم ورعاية القطاع الفضائي الوطني ودعم الاقتصاد المستدام المبني على المعرفة والمساهمة في تنوع الاقتصاد الوطني ونشر الوعي بأهمية القطاع الفضائي وتنمية الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الفضاء وتشجيع وتطوير وتنمية استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية السلمية في الدولة وتقديم الدعم الفني والاستشاري في مجال الفضاء لجميع الجهات المعنية في الدولة.

نقل التكنولوجيا

كما تهدف الوكالة كذلك إلى تطوير الشراكات الدولية لتنمية القطاع الفضائي الوطني والمساهمة في نقل المعرفة في مجال تكنولوجيا الفضاء إلى جانب تمثيل الدولة في الاتفاقيات والبرامج والمحافل الدولية في مجال الفضاء واستخداماته السلمية علاوة على دعم المؤتمرات والندوات في مجال الفضاء داخل الدولة والمشاركة فيها.

أمن واقتصاد الدول

ويعد الفضاء عاملاً مهما لأمن واقتصاد الدول، حيث تدخل التطبيقات الفضائية في مختلف نواحي الحياة اليومية الاتصالات والملاحة والبث الإعلامي ومراقبة الطقس ومراقبة الكوارث الطبيعية وغيرها وذلك في ظل سباق دولي للسيطرة على الفضاء واستخداماته المتنوعة ومن هذا المنطلق تقوم العديد من الدول بجهود كبيرة في هذا الصدد وتنفذ برامج فضائية مختلفة الأهداف والاستخدامات، وذلك من خلال بناء مؤسسات متخصصة ورصد ميزانيات ضخمة لتنفيذها في ظل إحصاءات تقدر حجم القطاع الفضائي الدولي حاليا بحوالي 300 مليار دولار سنوياً وبمعدل نمو يقارب 8%.

20 مليار درهم

ويتجاوز حجم الاستثمارات الوطنية الحالية في الصناعات والمشاريع المرتبطة بتكنولوجيا الفضاء ما قيمته 20 مليار درهم وتشمل أنظمة الياه سات للاتصالات الفضائية وخدمات نقل البيانات والبث التلفزيوني عبر الفضاء بالإضافة لشركة الثريا للاتصالات الفضائية المتنقلة التي تغطي ثلثي العالم بالإضافة لمنظومة الأقمار الصناعية دبي سات وتقوم وكالة الفضاء الإماراتية بالإشراف على جميع هذه الأنشطة وتنظيمها وتطور القطاع وتعمل على نقل المعرفة اللازمة بما يدعم مكانة الإمارات كلاعب عالمي في هذا المجال ويعزز من دور تكنولوجيا الفضاء في الاقتصاد الوطني.

شراكات دولية

تواصل وكالة الإمارات للفضاء جهودها الرامية إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية الدولية بما يعزز دور دولة الإمارات ومكانتها في قطاع الفضاء الدولي، إذ نظمت الوكالة زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية تضمنت عقد عدد من الاجتماعات والزيارات لجهات مختلفة في العاصمة واشنطن بهدف بحث وتعزيز أطر التعاون والشراكة بين البلدين في مجال الفضاء.

وبدأت الزيارة التي استمرت لخمسة أيام بزيارة إلى وزارة الخارجية الأمريكية، وبحث الطرفان فرص الشراكة بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية في قطاع الفضاء على الصعيدين المدني والأمني، وكيف يمكن للولايات المتحدة مشاركة الخبرة والمعرفة في هذا القطاع الحيوي مع دولة الإمارات وتأسيس وكالة الإمارات للفضاء، ولا سيما وأنها تعد من أكثر الدولة المتقدمة في هذا المجال.

وشارك الوفد في المؤتمر السنوي للأقمار الصناعية 2015، أحد أكبر المؤتمرات المتخصصة في مجال الاتصالات الفضائية إذ شاركت شركة «الياه-سات» للاتصالات الفضائية وشركة الثريا للاتصالات الفضائية، في جناح دولة الإمارات خلال المؤتمر، الذي شهد حضوراً قوياً من قبل مؤسسة الامارات للعلوم والتقنيات المتقدمة.

الإمارات تدخل السباق الدولي لاستكشاف الفضاء

 

دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي عبر إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر خلال السبع سنوات القادمة وتحديدا في العام 2021.

وجاء الإعلان التاريخي لدولة الإمارات ليشكل منعطفا تنمويا في مسيرة الدولة عبر دخولها قطاع تكنولوجيا الفضاء واعتباره أحد المستهدفات لتضمينه في الاقتصاد الوطني خلال السنوات القادمة بالإضافة للعمل على بناء رأس مال إماراتي بشري في مجال تكنولوجيا الفضاء والمساهمة في زيادة المعرفة البشرية فيما يخص استكشاف الفضاء الخارجي والأجرام السماوية البعيدة.

علوم الفضاء

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن هدف دولة الإمارات سيكون دخول قطاع صناعات الفضاء والاستفادة من تكنولوجيا الفضاء بما يعزز التنمية والعمل على بناء كوادر إماراتية متخصصة في هذا المجال، مضيفا سموه: إن هدفنا أن تكون الإمارات ضمن الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء قبل 2021 ثقتنا بالله كبيرة وإيماننا بأبناء الإمارات عظيم وعزائمنا تسابق طموحاتنا وخططنا واضحة للوصول لأهدافنا بإذن الله.

وقال صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله إن المسبار الجديد سيكون أول مسبار يدخل به عالمنا العربي والإسلامي عصر استكشاف الفضاء وسيتم إطلاق المسبار بقيادة فريق إماراتي وهدفنا سيكون بناء قدرات علمية ومعرفية إماراتية في علوم استكشاف الفضاء الخارجي وتقديم إسهامات علمية ومعرفية جديدة للبشرية في مجال استكشاف الأجرام السماوية البعيدة ووضع دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في مجال علوم الفضاء خلال السنوات القادمة.

الوصول للمريخ

ومن ناحيته أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمناسبة إطلاق هذا المشروع التاريخي أن الوصول للمريخ هو تحد كبير واخترنا هذا التحدي لأن التحديات الكبيرة تحركنا.. وتدفعنا.. وتلهمنا.. ومتى ما توقفنا عن أخذ تحديات أكبر، توقفنا عن الحركة للأمام.

وأضاف سموه بمناسبة تأسيس وكالة الفضاء الإماراتية بأن الاستثمارات الوطنية الحالية في الصناعات والمشاريع المرتبطة بتكنولوجيا الفضاء تتجاوز 20 مليار درهم وتشمل أنظمة الياه سات للاتصالات الفضائية وخدمات نقل البيانات والبث التلفزيوني عبر الفضاء بالإضافة لشركة الثريا للاتصالات الفضائية المتنقلة التي تغطي ثلثي العالم بالإضافة لمنظومة الأقمار الصناعية دبي سات.

صناعة الحضارة

وذكر سموه أن وكالة الفضاء الإماراتية ستقوم بالإشراف على جميع هذه الأنشطة وتنظمها وتطور القطاع وتعمل على نقل المعرفة اللازمة بما يدعم مكانة الإمارات كلاعب عالمي في هذا المجال ويعزز من دور تكنولوجيا الفضاء في الاقتصاد الوطني وأضاف سموه: «رغم كل ما يحدث في عالمنا العربي من توترات ونزاعات نريد أن نقول للعالم: إن الإنسان العربي متى ما توافرت له الظروف المناسبة فهو قادر على تقديم إنجازات حضارية للإنسانية، لأن هذه المنطقة هي منطقة حضارات وهي قادرة على تقديم إسهامات معرفية جديدة للبشرية وقدر هذه المنطقة أن تعود لصناعة الحضارة والحياة».

Email