رئيس الأركان: توحيد القوات المسلحة منعطف تاريخي

حمد الرميثي

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة كلمة عبر مجلة «درع الوطن» بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لتوحيد القوات المسلحة، قال فيها إن المناسبات الوطنية والأعياد القومية تعتبر بمثابة ذكريات خالدة تستوجب الاحتفاء بها والوقوف عندها لنستلهم من أصالتها الدروس والعبر التي تدفعنا بخطى ثابتة نحو المستقبل، ويوم السادس من شهر مايو لعام 1976 له تاريخ يستحق الاحتفاء به والوقوف عنده.

وأضاف في هذا اليوم صدر القرار التاريخي بتوحيد القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة فكان هذا إيذانا بتطور غير مسبوق في مجالات التسليح والتنظيم والتدريب والإدارة وشكل هذا القرار منعطفا تاريخيا في مسيرة قواتنا المسلحة انطلقت على إثره لتحقيق ذاتها وتطوير أدائها ورفع كفاءتها من خلال تنفيذ خطط مدروسة وبرامج طموحة للتحديث والتطوير والتزود بأحدث الأسلحة والمعدات إلى جانب الدفع بأعداد كبيرة من أبناء الوطن تأهيلاً وتدريبا في أرقى الكليات والمعاهد العسكرية في الداخل والخارج حتى أصبحت قواتنا المسلحة قوة مؤثرة، ورقما صحيحا في معادلة الأمن والاستقرار والسلام.

استراتيجية عسكرية

وتابع إن ذلك قد تحقق ولا يزال وفق استراتيجية عسكرية متكاملة الأركان والأبعاد تحرص القيادة العليا على مراجعتها في كل حين بهدف مواكبة المستجدات كافة، ولتبقى القوات المسلحة كما عهدناها دائما عزيزة الجانب، واليد اليمنى لتعزيز أمن الوطن ورخائه وتقدمه واستقراره، ولتظل قوة دفاعية تعزز سياسة الدولة الداعية إلى نبذ العنف والعدوان، ومد جسور التعاون بين الدول المحبة للسلام، وكان هذا النهج الواضح لقيادتنا أسلوبا انتهجته، وظهر جليا يوم لبت نداء المنظمات العالمية وأسهمت قواتها بإيجابية وفعالية في العديد من ساحات العمل الإنساني الدولي، وشاركت تحت علم الأمم المتحدة في عمليات حفظ الأمن والسلم الدوليين في مختلف بقاع العالم، حتى أصبح لها سجل شرف يشيد بنجاحاتها بالرغم من تعدد المواقع وتباينها، كما كانت هذه المشاركات موضع إشادة وتقدير بأبناء قواتنا المسلحة بفضل ما تميزوا به من كفاءة في الأداء والدقة والموضوعية، والانضباط في التعامل مع التمسك بروح الإسلام الداعية للتسامح، والأخذ في الاعتبار بالواقع الإقليمي والعالمي الذي يفرض التكيف والتعايش مع متغيراته.

كيان اتحادي

وأضاف ستبقى قواتنا المسلحة كعهدها دائما تجسيدا للكيان الاتحادي ورمزا للوحدة الوطنية وسندا للأشقاء وعونا للأصدقاء، وسيبقى الانتماء لها دائما شرفا وواجبا وحقا لجميع المواطنين. ويبقى علينا أن نراعي أن ما تحقق من مكاسب وإنجازات لقواتنا المسلحة يجب ألا يحجب عنا حقيقة في منتهى الأهمية، تتمثل في ضرورة مواصلة الجهد والاستمرار في عملية التقييم والمراجعة للوقوف على السلبيات إن وجدت لتجنبها، والإيجابيات لتعزيزها، مع الاستفادة من التجارب السابقة وتوظيفها بالشكل الأمثل حتى نضمن بقاء قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد للاضطلاع بدورها في كل الأوقات والظروف على الوجه الأكمل.

واختتم الفريق الركن حمد الرميثي اليوم ونحن نستعيد ذكرى توحيد قواتنا المسلحة وما شهدته من إنجازات طوال 39 عاما يشرفني أن أرفع باسمي وباسم القادة وجميع الضباط وضباط الصف والجنود أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإلى إخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.

وتابع نجدد العهد بأننا على الدرب سائرون نحو المستقبل، داعين الله سبحانه وتعالى أن يعيد عليهم هذه المناسبة الخالدة وعلى الوطن باليمن والبركات وعلى القوات المسلحة.

تكنولوجيا متقدمة

أكد الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي ضرورة أن نستلهم كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حين قال «إن النجاح الذي حققته قواتنا المسلحة في استيعاب التكنولوجيا المتقدمة والقدرة على مواكبة العصر لا يغفل حاجتنا للحفاظ على هذا النجاح وتدعيمه وتعميقه، بل والاستمرار في تعزيز الكفاءة القتالية والميدانية لهذه القوات، ووضع الآليات التي تجعل التطوير والتحديث ممارسة راسخة ومستقرة في بنية قواتنا المسلحة».

Email