جامعة الإمارات تنفق مليون درهم لتمويله

تطوير مشروع بحثي لزراعة الأسماك وإكثارها

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

تعمل جامعة الإمارات، على تطوير مشروع بحثي لزراعة الأسماك وبعض المنتجات الزراعية المحلية وإكثارها وتنويعها، بهدف توفير الأمن الغذائي وتخفيض كلفة الإنتاج والاستيراد من الخارج، وتشجيع أصحاب المزارع الخاصة، وتقليل الهدر في استخدام المياه، وتوفير قاعدة بحثية نوعية للمشاريع العلمية، التي تخدم الدولة والمجتمع، وتطوير كفاءات ومخرجات ومهارات خريجي الجامعة من كلية نظم الأغذية، وانتاج كميات من سمك البلطي والهامور خالية من التلوث، حيث تم تمويل المشروع بقيمة مليون درهم على مراحل متعددة.

دعم البحث العلمي

وأكدت الدكتورة عائشة أحمد بو شليبي، القائم بأعمال كلية الأغذية والزراعة، أن الجامعة تعمل على ترجمة توجهات حكومتنا الرشيدة، وبمتابعة وحرص من قبل معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الرئيس الأعلى للجامعة، بتفعيل برامج البحث العلمي، التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بخدمة الدولة والمجتمع، وباتت تتملك قاعدة بحثية متطورة، من خلال مراكز البحوث التي تم إنشاؤها في الجامعة، وفق أحدث المعاير الأكاديمية العالمية، بحيث تقدم الخبرات والاستشارات الأكاديمية لمختلف المؤسسات في الدولة، مما يوفر الجهد والإمكانات المالية، ويعزز من دور ومكانة الجامعة كمؤسسة وطنية رائدة في مجالات البحث العلمي.

وأشارت إلى أنه من بين المشاريع التي يجري العمل عليها حالياً، مشروع مزارع الأسماك، والذي تشرف عليه كلية الأغذية والزراعة، والذي يهدف إلى إنتاج أنواع من الأسماك وبعض المنتوجات الزراعية والنباتات بنظام الاكوابونيك والذي يساهم في تطبيق نظم زراعة مائية متطورة.

وأضافت أن المشروع يعد إضافة جديدة لإسهامات الجامعة بوجه عام والكلية على وجه الخصوص، في رصد ومتابعة المشكلات والتحديات التي تواجه القطاع الزراعي في دولة الإمارات، والبحث في إيجاد الحلول الناجعة لها، مؤكدة في الوقت نفسه على أن المشروع يساهم في توفير فرص التعليم والتدريب وتعريفهم بالأنظمة والتقنيات الجديدة بمجال الزراعة وقد قامت الجامعة بتوفير تمويل للمشروع قرابة المليون درهم على فترات زمنية.

وكانت هيئة البيئة قد انتهت من إعداد مشروع عمل مزارع استزراع الأحياء المائية وتسهيل إجراءات إصدار تراخيص المزارع وآليات متابعتها وتوفير كميات العلف السمكي واستخدام نظم المعلومات الجغرافية في تحديد أماكن لإنشاء مزارع الأحياء المائية، مما يساهم في تفعيل التواصل بين المواطنين المستثمرين في مجال استزراع الأسماك من خلال إنشاء لجنة تنسيقية.

مواجهة التحديات

وأوضح الدكتور إبراهيم بلال الششتاوي، أستاذ تغذية الأسماك بقسم الأراضي القاحلة بكلية نظم الأغذية والزراعة، المشرف على المشروع، أن المشروع يشتمل على خزان كبير لمعالجة المياه بعد خروجها من أحواض تربية الأسماك، لتخليصها من الرواسب من خلال فلاتر ميكانيكية، ثم تدخل بعد ذلك إلى مصاف أخرى بيولوجية لمعالجتها من المواد الضارة العالقة كالأمونيا، ويمّكن المشروع من زيادة إنتاجية وحدة المياه لأقصى درجة ممكنة، لمواجهة النقص الذي يترتب على عملية التبخير.

تقنيات متطورة

وأشار الدكتور إبراهيم إلى أن نظام الاكوابونيك المستخدم في المشروع عبارة عن نظام مختلط لإنتاج أسماك ومحاصيل نباتية داخل البيوت بلاستيكية محمية، من خلال استخدام تقنيات حديثة لتدوير المياه، حيث يوفر فرصة لإنتاج كميات كبيرة من المحاصيل العضوية والأسماك، إضافة إلى تقليل استخدام مياه الري لمواجهة مشكلة نقص المياه، ولمواجهة ظروف البيئة وخفض تكلفة مستلزمات الإنتاج التي تتوافر في البيئة المحلية.

كما يهدف المشروع أيضاً إلى توفير بيئة تعليمية وبحثية مناسبة للطلاب والباحثين، لإجراء التجارب والتطبيقات العملية وتنفيذ البرامج التعليمية والتدريبية للطلبة لمواجهة التحديات العديدة التي يواجهها هذا القطاع الحيوي في الدولة، خاصة ظروف البيئة الصحراوية ونقص المياه.

كما ويسهم الأكوابونيك في مواجهة تحديات ارتفاع نسبة ملوحة التربة ونقص المياه، وصعوبة الحصول على منتجات عضوية، وتسعى الجهات المعنية إلى إيجاد الحلول الناجعة لهذه التحديات، ضمن خططها واستراتيجياتها التي تتبناها سعياً نحو تحقيق التنمية المستدامة.

كما أن التوسع في نظام الزراعة الحديثة يوفر ضمانات كثيرة لتحقيق الأمن الغذائي، مشيراً إلى أن الإنتاج الزراعي والسمكي لا يحتاج إلى تكلفة كبيرة، وله مزايا وخصائص إيجابية عدة، يأتي على رأسها أنه لا يحتاج إلى مبيدات حشرية أو أسمدة كيماوية أو خبرات فنية كبيرة، مشيراً إلى وجود تعاون كبير بين الجامعة ووزارة البيئة ومركز أبوظبي للرقابة الغذائية وصندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وأشار المشرف على المشروع إلى أن المركز يقوم بإجراء الدراسات على تغذية الأسماك والوصول إلى كفاءات إنتاجية تحويلية لأعلاف الأسماك، حيث يتم استخدام أعلاف مستوردة مكونة من الذرة وفول الصويا ومسحوق الأسماك، ويقوم المركز باستبدال إجزاء من هذه الأعلاف المستوردة بنباتات محلية، مثل نوى التمر القديم ومخلفات الدواجن بهدف تقليل كمية الأعلاف المستوردة.

وقد تم الاتفاق مع مصانع التمور للاستفادة من مخلفات التمور ومعالجتها في المركز الكائن في فلج هزاع والتابع للجامعة، بحيث يتم طحنها وتضاف إليها بعض المواد لتحسن جودتها، كما أن المركز يعمل حالياً على الاتجاه الثاني للمشروع والقاضي بتطوير نظم إعادة استخدام المياه في مزارع الأسماك، حيث تعتمد المزارع على مياه محلاة أو المياه نصف المالحة أو المالحة.

تكامل الإنتاج

كما أشار إلى أن هناك اتجاهاً لزراعة الأسماك مع النباتات، سيما الخضروات مثل الخيار والطماطم، حيث ان الزراعة المائية تعمل بنظام الأكوابونيك من خلال البيوت البلاستيكية التي يوجد بها احواض للأسماك، حيث تتم تربية النباتات بها وتحصل على العناصر الغذائية من أحواض الأسماك الموجودة داخل أو خارج البيت البلاستيكي، وبعد معالجة مخلفات الأسماك للتخلص من المواد الصلبة باستخدام فلترة ميكانيكية أو بيولوجية، وهي تعطي نتائج كبيرة من النباتات وكميات معتدلة من الأسماك، وأهمها اسماك البلطي، كونه سريع النمو، اضافة إلى تربية اسماك الزينة، حيث يتم تفقيس جميع انواع الأسماك صناعياً في المركز.

10 ملايين إصبعية

أشار الدكتور إبراهيم بلال الششتاوي إلى أن هناك جهوداً تبذل على تطوير انتاج 10 ملايين اصبعية في مراكز أم القيوين بكلفة 75 مليون درهم، حيث سيتم بناء على ذلك زيادة المزارع التي تهتم بإنتاج سمك السي بريم، وهو احد الانواع المعروفة بالسبيطي، مما يساهم في إنتاج السوق السمكية المحلية وبداية صناعة سمكية متطورة في الدولة وقيمتها الغذائية ستكون عالية وأكثر أمناً لعدم وجود تلوث، كما هو في مياه البحر حالياً.

Email