إنجاز جديد على صعيد السياسة الخارجية للدولة

عبد الله بن زايد: إعفاء الإماراتيين من «شينغن» قريباً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية عبر تغريدة على صفحة سموه الرسمية في «تويتر»، إعفاء مواطني الإمارات من تأشيرة «شينغن» قريباً، مشيراً إلى أن ذلك يعد إنجازاً جديداً للدبلوماسية الإماراتية، موجها سموه الشكر إلى سليمان المزروعي، سفير الدولة لدى الاتحاد الأوروبي، لجهده وفريقه في تحقيق الإنجاز.

ويعد إعفاء مواطني الإمارات كأول دولة عربية من تأشيرة «الشينغن» نجاحاً جديداً للدبلوماسية الإماراتية يضاف إلى إنجازاتها العديدة التي تحققت خلال السنوات الماضية على صعيد السياسة الخارجية، والتي يصب جميعها في مصلحة الوطن والمواطن، والتي جاءت نتيجة للعمل الدؤوب والمتواصل بفضل القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

وأكد مسؤول في مفوضية الاتحاد الأوروبي أن توقيع الاتفاقيات بين دول الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات بشأن إعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرة « شينغن» سيتم في غضون الأيام القليلة المقبلة، مما يمهد الطريق لبدء تنفيذ القرار الذي تمت الموافقة عليه في يونيو 2014 في ستراسبورغ بأغلبية ساحقة بواقع 523 صوتا من أصل 577 عضوا في البرلمان الأوروبي.

وقالت القنصلية الإيطالية في دبي أمس عبر حسابها في "فيس بوك":بإمكان مواطني الإمارات السفر إلى إيطاليا ودول الإتحاد الأوروبي دون شنغن بدءا من 6 من الشهر الجاري.

حصاد

وجاء هذا الإنجاز الكبير كحصاد لسنوات من العمل الدبلوماسي الجاد تولى قيادته سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وبالتعاون والتنسيق مع العديد من دول الاتحاد الأوروبي والسفارات والبعثات الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية والمنتشرة حول العالم، والتي عملت على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين الإمارات ودول العالم على مختلف الصعد والمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

ومن المقرر أن تقوم دول منطقة «شينغن» وعددها 26 دولة بإعفاء مواطني الدولة من تأشيرة دخول أراضيها من دون تأشيرة مسبقة وتضم كلاً من «ألمانيا، وإيطاليا، وبلجيكا، وفرنسا، ولوكسمبورغ، وهولندا، والدنمارك، واليونان، وإسبانيا، والبرتغال، والسويد، والنمسا، وفنلندا، وسويسرا، وبولندا، وآيسلاندا، والتشيك، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، ، وليتوانيا، ومالطا، والمجر، وكرواتيا، ولاتفيا، وإستونيا، وليشتنشتين ».

ووفق الاتحاد الأوروبي تستضيف الإمارات سفارات وبعثات دبلوماسية لـ 22 دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ويزور الدولة سنويا ما يزيد على 1.6 مليون سائح من دول الاتحاد ..

كما تحتضن الإمارات أكثر من 150 ألف مقيم من المواطنين الأوروبيين يعملون في مختلف المجالات الصناعية والاستثمارية والتجارية والتكنولوجية والفنية، ويقدمون خبراتهم لمواصلة تحفيز النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الطاقة في دولة الإمارات.

ويؤكد الاتحاد الأوروبي أن قرارات إعفاء الدول من تأشيرة «الشينغن» تستند إلى التقدم الذي أحرزته البلدان المعنية في تنفيذ إصلاحات رئيسية في مجالات مثل تعزيز سيادة القانون ومكافحة الجريمة المنظمة والفساد والهجرة غير الشرعية وتحسين القدرات الإدارية في مراقبة الحدود وأمن وثائق.

وقد أثمر الانفتاح الواسع الذي حققته الدبلوماسية الإماراتية مع دول العالم قاطبة إقامة شراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم، وعزز مكانة الدولة في المجتمع الدولي.

تقدير

ويعكس الإنجاز التاريخي الصورة الذهنية التي تكونت لدى دول العالم عن الإمارات وسياستها الخارجية، والتي تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها صورة ناصعة البياض اكتسبت احترام وتقدير وثقة دول العالم..

فمنذ أربع عقود من الزمن اتسمت سياسة الدولة الخارجية بالحكمة والاعتدال وارتكزت على قواعد استراتيجية ثابتة تتمثل في الحرص على التزامها بميثاق الأمم المتحدة واحترامها للمواثيق والقوانين الدولية وإقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل.

ووفق وزارة الخارجية تضم قائمة الدول التي تعفي مواطني دولة الإمارات من التأشيرة المسبقة حاليا 36 دولة حول العالم وتشمل كلاً من «المملكة العربية السعودية، الكويت، سلطنة عمان، قطر، البحرين، سوريا، لبنان، الأردن، اليمن، مصر، تونس، المغرب، جزر القمر، أريتريا، هونغ كونغ، ماليزيا، تايلاند، سنغافورة، كازاخستان، كوريا الجنوبية، سلطنة بروناي، قيرغيزستان، بوتسوانا، سيشيل، موريشيوس، سوازيلاند، الجبل السود، ألبانيا، جورجيا، صربيا، غواتيمالا، بنما، الإكوادور، كولومبيا، جزر فيجي، نيوزيلاندا»

فيما تضم الدول التي تسمح لمواطني الدولة باستخراج تأشيرة الدخول لدى الوصول إلى المطار 7 دول وهي «إندونيسيا، بنغلاديش، الفلبين، جزر المالديف، طاجكستان، جزر كوك، جزر نييوى»، إضافة إلى 3 دول يتم استخراج تأشيراتها الكترونيا عبر الإنترنت وهي «بريطانيا وسيرلانكا وتركيا».

وفي نجاح مماثل للدبلوماسية الإماراتية احتل جواز السفر الإماراتي المرتبة الأولى عربيا والمرتبة 47 عالميا وفق تصنيف مؤشر «قوة جوازات السفر» الذي أعدته شركة الاستشارات المالية «آرتون كابيتال» الذي يصنف قوة جواز السفر وفقا لعدد الدول التي يمكن لحامله دخولها من دون تأشيرة مسبقة، أو الذي يمنح صاحبه تأشيرة دخول لدى وصوله إلى أرض المطار أو من خلال التأشيرة الإلكترونية عبر الإنترنت.

علاقات متنامية

ويعد قرار الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية، كاثرين أشتون فتح بعثة دبلوماسية دائمة للاتحاد الأوروبي في العاصمة أبوظبي في النصف الثاني من عام 2013 بمثابة شهادة عملية على التزام دول الاتحاد لتعزيز التعاون الثنائي مع الإمارات في كافة المجالات.

وقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي خلال عام 2012 ليصل إلى 225.8 مليار درهم "46 مليار يورو"..

كما نما حجم التبادل التجاري السلعي بين الجانبين بنسبة 9.7% في نفس العام ليصل إلى 223 مليار درهم "45.5 مليار يورو" مقارنة بـ 202.7 مليار درهم "41.3 مليار يورو" عام 2011، فيما وتعد الإمارات الشريك التجاري رقم 14 كما أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري رقم 2 بالنسبة للإمارات.

قرية صغيرة وشهرة عالمية

سكان قرية شينغن الواقعة في الجنوب الشرقي من لوكسمبورج قرب نقطة التقاء حدودها مع ألمانيا وفرنسا والذين لا يتجاوز عددهم ألفي نسمة ومساحتها 10.6 كيلومترات مربعة، لم يتوقعوا أن تكتسب قريتهم مثل هذه الشهرة العالمية التي ارتبطت باتفاقيات التنقل الحر والسفر والعيش في أي بلد أوروبي.

وبدأ تنفيذ اتفاقات "شينغن" في عام 1995، و ضمت في البداية سبع دول من الاتحاد الأوروبي وتم الآن دمج التطورات الناجمة عن اتفاقات الشينغن إلى مجموعة من القواعد التي تحكم الاتحاد الأوروبي اليوم، وتضم منطقة شينغن معظم دول الاتحاد الأوروبي، باستثناء بلغاريا، كرواتيا، قبرص، إيرلندا ورومانيا والمملكة المتحدة.

Email