تفوق ببصيرته على أقرانه

سيف الفلاسي.. كفيف قانوني بمرتبة الشرف

سيف الفلاسي يتابع عمله في مكتبه

ت + ت - الحجم الطبيعي

عديدة هي قصص الإرادة الإنسانية التي تجترح المعجزات ومن ضمنها قصة سيف جمعة عبيد الفلاسي الباحث القانوني في الإدارة العامة للموارد البشرية في شرطة دبي، الذي دفعه إصراره على الحياة وطموحه الكبير وروحه المرحة إلى التغلب على إعاقته البصرية التي صاحبته منذ الولادة..

ولم تقف عائقاً أمام إظهار إمكاناته المتميزة، ليتفوق ببصيرته ويقدم نفسه كأحد المكفوفين الذين يحملون في حياتهم عنوان التميز المستمد من إرادة وتصميم على الحياة رغم صعوباتها، مؤكداً أن الإعاقة ليست عيباً، بل العيب أن يقف الانسان عاجزاً أمامها.

مرتبة الشرف

حصل الفلاسي على ليسانس القانون من أكاديمية شرطة دبي بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، ما دفعه لاستكمال دراسة الماجستير في إدارة الأزمات والكوارث، ولم يشعر يوما بوجود الإعاقة..

ولا يجد فرقاً بينه وبين المبصر ويعتبر البصر من الكماليات على حد تعبيره، وإلى جانب مساعدة ذويه إلا أنه دائم الاعتماد على نفسه إلا فيما يخص قيادة السيارة حيث يوصله سائق خاص إلى العمل وإلى الأماكن التي يرغب في الوصول إليها، وغير ذلك فهو يقوم بتحركاته داخل العمل بنفسه ويعرف زوايا المكتب بدقة ويتعامل معها بأريحية المبصرين.

وعن دراسته أشار أنه كان يسجل المحاضرات ثم يعيد سماعها وكتابتها على الحاسوب بمساعدة برنامج المكفوفين، ما جعله يحفظ أماكن الحروف على لوحة الكتابة، وأصبح يستغني عن البرنامج الناطق..

إذ يشدك الذهول حين ترى قدرته على الكتابة بشكل سريع على برنامج الوورد وتنزيل البرامج بسرعة تفوق المبصرين الأصحاء ومن دون أي أخطاء فهو يجيد العمل على أجهزة الحاسوب والهاتف مستفيداً من حاسة اللمس لديه ومعرفته بمواقع الحروف، وأكدوا أنه كوّن لغة خاصة بينه وبين الهواتف حتى أصبح لديه القدرة على معرفة وحفظ رقم الهاتف الذي يطلبه من بجواره من خلال نغمة الأزرار.

4 شهادات وشارتان

سيف الفلاسي الذي عقد قرانه وينتظر موعد زفافه على فتاة مبصرة، يهوى رياضة كرة القدم والسباحة ويمارسهما بحرفية بالغة، كما حصل على شارتين في التميز و4 شهادات تقدير وثناء في مجال عمله بالقيادة، التي لم تتجاوز مدتها العام الواحد، إلا أنه أثبت كفاءة كبيرة خلال هذه المدة.

يعتبره زملاؤه بحراً من المعلومات سواء القانونية أو غيرها فهو على اطلاع دائم على الأخبار العالمية والمحلية أولا بأول ولديه حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ويبدو طموحا. ولأنه يرى النور من قلب الظلام يعمل الفلاسي على تسخير إبداعاته وتميزه في مجال الاستشارات القانونية في تقديم الملاحظات والاقتراحات التي تصب في صالح العمل في الإدارة.

وإلى جانب هواية كرة القدم والسباحة فهو يتمتع بالموهبة الشعرية ويشارك بأشعاره في كثير من المناسبات التي تنظمها القيادة العامة لشرطة دبي، ويقول الفلاسي من الخطأ أن نقول كلمة «المعاقين» على من فقد حواسه أو ما شابه إنما المعاق هو من لا يشعر بحاجة الآخرين، أو لا يحترمهم.

Email