دراسة

الفروق الشخصية بين الأبناء أمر طبيعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكو بعض الأمهات من وجود فرق بين ابن وآخر من أبنائها الأول ذكي جداً ومجتهد والآخر أقل حماساً للدراسة، ويرى التربويون أن الفروق الفردية بين الأبناء في الأسرة الواحدة وبين التلاميذ في الصف شيء طبيعي. ويجب على الأم أو الأب والمدرسين أخذ الموضوع بكل بساطة وعدم التشنج.

لكن الخطأ الذي تقع فيه بعض المدارس وفي بعض الفصول هو تصنيف التلاميذ إلى مجموعات وفرزهم حسب القدرات وهذا الفعل الهدف منه وجود فصل يضم تلاميذ متفوقين، يسهل التعامل معهم ومتابعتهم لتحقيق معدلات عالية في نهاية العام.

في حين فصل آخر يضم تلاميذ أقل استيعاباً ويلزمهم متابعات حثيثة للارتقاء بهم. وهنا تجدر الإشارة الى دراسة عالمية أجريت على نطاق واسع ضمت آلاف المدارس الابتدائية في بريطانيا، حذرت من تصنيف التلاميذ في مجموعات على حسب القدرات لأن الأضرار الناجمة عنها كبيرة جدا.

وحللت مجموعة من الخبراء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي مؤسسة بحثية في باريس، نسبة النجاح والفشل في الأنظمة التعليمية بـ39 دولة من أكثر الدول تطوراً في العالم، ووجدت أن الدول التي لجأت إلى تصنيف الطلاب في سن صغيرة، على حسب القدرات، شهدت معدلات أعلى في نسبة التسرب من التعليم ومعدلات أقل في الإنجازات.

وأكدت بياتريز بون، خبيرة التعليم وأحد مؤلفي الدراسة بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن تصنيف الطلاب في سن صغيرة إلى مجموعات وفق قدراتهم يشكل دائرة فاسدة، يتوقع فيها المعلم إنجازات قليلة من الطلاب ذوي القدرات الأدنى، والذين كانوا يوضعون في بيئة تعليمية أقل، حتى قبل أن يحصلوا على فرصة لتنمية قدراتهم.

وأشارت بياتريز أيضا وفق الدراسة إلى أن التصنيف حسب القدرات يفاقم انعدام المساواة، لأن المهاجرين والطلاب من الأسر محدودة الدخل هم على الأرجح من يتم تصنيفهم ضمن المجموعات الأقل قدرة.

وتشترك الولايات المتحدة وبريطانيا في أعلى نسب لتصنيف الطلاب حسب قدراتهم، تصل إلى حد 99 % في كل منهما، أما في دول مثل فنلندا - المعروفة بارتفاع مستوى أداء الأنظمة التعليمية بها - فالنسبة فيها أكثر انخفاضاً حيث تصل إلى 58 %.

Email