أكد إعلاميون وأكاديميون قدرة الإعلام الجديد المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي على الانتشار والنفاذ سريعاً وعبور القارات بل والدخول إلى المنازل وفي الأوساط كافة دون عوائق، مشيرين إلى أن هذه الميزات لا تمكنه من إلغاء الإعلام التقليدي.

ولفتوا إلى أن الإعلام الجديد «إعلام الفرد» يعتمد على آراء شخصية وليس على أخبار تُستقى من مصادر موثوقة، وبينوا أن تنافس المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي على سرعة نقل المعلومة لتسجيل السبق في ذلك، رغم كونهم أفراداً وليسوا وكلات أنباء أفقد هذه الوسائل مصداقيتها وأسهم في انتشار أخبار عارية عن الصحة منها أخبار موجهة من جهات ما لتحقيق غايات معينة، وبحسب جمعية الصحفيين فإن الاندفاع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فيه نوع من الجهل الذي لم يقتصر على إنصاف المتعلمين أو عديمي الخبرة بل طال أسماء مرموقة في فكرها ورأيها.

«البيان» حملت العديد من الأسئلة إلى الإعلاميين والأكاديميين لكشف العلاقة بين الإعلامين التقليدي والجديد ومدى التكامل في هذه العلاقة وضرورة أن يواكب الإعلام التقليدي الثورة الإعلامية الجديدة ليستفيد من أدواتها المؤثرة والسريعة الوصول للمجتمع.

اندفاع

وتفصيلاً، يقول محمد يوسف رئيس جمعية الصحفيين: إن وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية بدون شك هي الأكثر مصداقية من وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يسمى بالإعلام الجديد التي أبهرت العالم العربي واندفعنا وتمادينا في هذا الاندفاع على خلاف الدول الغربية.

وأصبح كل شخص مرددا لما يصل إليه من دون التوقف ولو للحظة للنظر بصحة المعلومة أو الخبر بل يقوم بإرساله على الفور دون أن يعلم أنه يساهم في انتشار خبر عارٍ عن الصحة ثم يكتشف فيما بعد أن الخبر ليس دقيقا وموجهاً من جهة ما لتحقيق غاية معينة وتم استخدامه لنشر هذا الخبر، وهذا الأمر هو نوع من الجهل ولكن هذا الجهل في عالمنا العربي لم يطل انصاف المتعلمين أو عديمي الخبرة بل طال اسماء مرموقة في فكرها ورأيها.

وأشار يوسف إلى أن الاستخدام السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي في ازدياد لأن عددا كبيرا من المستخدمين لها يتنافسون على سرعة نقل ما يصلهم لتسجيل السبق في ذلك دون تدقيق، وهذه التصرفات افقدت وسائل التواصل الاجتماعي مصداقيتها.

ولن تسطيع هذه الوسائل بكل سيئاتها أن تلغي الاعلام الحقيقي الذي ينشر الحقيقة بكل موضوعية، والحقيقة أن جميع الصحف ذهبت إلى وسائل التواصل الاجتماعي من خلال المواقع الالكترونية ولم تجعل هذه المواقع نسخة طبق الأصل عن الورقية بل تضع ما لديها في النسخة المطبوعة وتحدث اخبارها وتتابع الاحداث أولا بأول، ومن يريد معرفة الحقيقة يذهب إلى هذه المواقع الموثوق بها وليس للحسابات الفردية التي تفتقر في كثير من الاحيان إلى المصداقية.

مرجع

وأكدت الدكتورة حصة لوتاه أستاذ الإعلام أن الإعلام التقليدي لا يزال يحتفظ بمكانته أيا كانت تلك المكانة، رغم وجود الاعلام الجديد متمثل في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ان وسائل التواصل الاجتماعي تمكنت من أخذ حيز من المساحة ما بين اوساط الشباب خاصة، لكن مما لا شك فيه ان الاعلام التقليدي يبقى المرجع وله تأثيره الأكبر، وأن الاعلام التقليدي بحاجة لتطوير ذاته والتعامل بذكاء مع الجمهور دون التقليل من ثقافته.

وأوضحت أن الإعلام التقليدي بدأ في استخدام أدوات الاعلام الجديد من خلال التوجه لعمل مواقع الكترونية للوكالات والصحف وغيرها، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ولذا يمكن اعتبار أن الخط الفاصل بين الاعلام التقليدي والجديد أصبح خطا واهيا، معتبرة أن الاعلام التقليدي يبقى له مكانته لأنه يستقي الأخبار من مصادر محددة، بينما الاعلام الجديد يعتمد أكثر على الرأي الشخصي، وفي البداية حمل الاعلام الجديد حجما اكبر من حجمه، لكثرة المتعاملين معه من الشباب، كما أنه يقاس أحيانا بكثرة متتبعيه، ولكن هذا ليس مقياسا لتفوقه ولا يجعل منه بديلا للإعلام التقليدي.

دور أكبر

من جانبه قال بدران بدران أستاذ الإعلام في جامعة زايد: إن وسائل التواصل الاجتماعي طبقاً للواقع الحالي متوقع أن تأخذ دورا أكبر مستقبلا بالنسبة لمستوى التواجد على الساحة الإعلامية في ظل التغيرات السريعة لهذا العصر وتطور تقنيات الاتصال، معتبرا أنه بالنسبة للإعلام التقليدي فلا يزال موجودا وله جمهوره ومستهلكوه، لكن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الوسائل الأساسية للجيل الجديد واكثر مستخدميها من الشباب اضافة للفئات العمرية الأكبر التي تستخدمها بشكل انتقائي بما يناسب احتياجاتها.

وأضاف: إن الحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي يتطلب نوعا من التحديد لها، فإذا تحدثنا عن فيسبوك وتويتر، نجد أن هناك حسابات شخصية لأفراد وأخرى لشركات ومؤسسات ومنظمات، وبالنسبة للشركات والمؤسسات فإنها تقدم على حساباتها في تلك الوسائل تقريبا ذات المعلومات الموجودة على مواقعها الالكترونية، تتضمن أخبارها ومعلومات عن منتجاتها وخدماتها وكلها جهود تبذلها بغرض التسويق والتواصل مع أكبر عدد من جمهور المستهلكين، فوسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة لتلك الجهات تمثل بعدا اضافيا استراتيجيا في علاقتها مع جمهور المستهلكين وهو بعد التواصل التفاعلي المستمر على مدار الساعة.

أما بالنسبة للحسابات الشخصية للأفراد كما يقول بدران، فإنها تعبر عن اهتماماتهم ومنها رغبتهم في التواصل مع الآخرين على المستويات الاجتماعية والمهنية والثقافية، ويجب عدم النظر إليها كبديل لوسائل الإعلام، لأنها في مجملها تمثل آراء شخصية ومشاركات في أمور يحبها الأفراد.

وتخرج من الفرد الى الفضاء التواصلي مباشرة دون المرور بأي مراجعة أو تدقيق أو تمحيص من طرف محايد كما تفعل وسائل الإعلام التقليدية، وهي ما نسميه اليوم «إعلام الفرد» الذي هو نتاج لثورة الاتصال واللامركزية الإعلامية التي تمثلها وسائل التواصل الاجتماعي.

تفاعل

الدكتور خالد الخاجة عميد كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية جامعة عجمان رأى أن تاريخ وسائل الاتصال يؤكد أنه لم تكن هناك وسيلة سبباً في اختفاء وسيلة أخرى، حينما ظهر التلفزيون لم تختف السينما، بل بحثت عن جوانب لتتميز بها.

فكان تطويرها المســتمر لجودة الصوت وحجم الشاشة وبيئة المشاهدة، كما أن المسرح استمر، رغم أنه أقدم أدوات الاتصال، لقدرته على التفاعل المباشر مع الجمهور، وفي خضم هذا الحشد من وسائل الإعلام، احتفظ الراديو لنفسه بمكان عبر المجال الإخباري الذي يميزه.

رياح العولمة

وأكد الدكتور حسن عبيد أستاذ علم الاجتماع مدير مركز ام اركس للتدريب والاستشارات أنه مع اشرافات عصر الألفية هبت بعنف رياح العولمة والفضاء المفتوح وظهر شكل جديد لما يطلق عليه النظام العالمي الجديد وهو اتجاه هدفه انهاء الجغرافيا والغاء الحدود بين الدول ولكن لم يكن هذا ممكنا الا من خلال الاعلام لذلك ظهر نوع من الاعلام اطلق عليه الاعلام الجديد من خلال انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واشهرها فيس بوك وتويتر ويوتيوب.

وقال: إن ميزة هذا الاعلام الجديد هو انه له القدرة على النفاذ وعبور القارات بل والدخول الى المنازل بدون استئذان وهو الأمر الذي شكل وما زال يشكل خطورة بشكل خاص على جيل الشباب الذين هم اكثر المتابعين لهذه المواقع، والخطر الكامن في ذلك يتمثل في أن بعض هؤلاء الشباب ليس لديهم الوعي الكافي والثقافة للتميز بين ما هو غث وسمين من المعلومات والأخبار التي تتناقلها هذه المواقع.

وأوضح عبيد أن أكبر فريسة سهلة لهذه الواقع هم جيل المراهقين الذين يشكلون النسبة الاكبر من المجتمع، حيث يقعون ضحية ويصبحون مدمنين عليها وتسيطر على عقولهم وبالتالي هناك مخاطر لهذه المواقع يجب مواجهتها من خلال التوعية ومراقبة محتوى هذا الاعلام غير التقليدي وتقنينه من الجهات المختصة.

وأشار إلى أن الواقع والدراسات الميدانية تشير الى سيطرة الاعلام الجديد أو ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي على الاعلام التقليدي والمقصود به الصحف والمجلات ومحطات التـــلفزة والاذاعة لسهولة توفر هذا الاعلام لدى مختلف شرائح المجتمع بكبسة زر من خلال اجهزة الهــواتف الذكية أو الآي باد التي اصـــبحت في متناول الجميع.

وتابع: إننا نرى اشخاصا في افقر دول العالم أصبحوا يمتلكون هذه التقنيات وبالتالي يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي التي هي مفتوحة للجميع ومن السهولة استخدامها، الأمر الذي يفسر سرعة انتشارها وتفشيها بين مختلف الشعوب والتي ايضا اصبح من الصعب السيطرة على امتدادها بين القارات وهي مثل المد الذي يستحيل ايقافه.

لفت الدكتور حسن عبيد إلى أن مشكلة الاعلام الجديد ممثل في مواقع التواصل الاجتماعي في أن بعض اخباره ومعلوماته قابلة للتزييف، حيث انه يمكن عمل فوتوشوب وغيرها على الصور ومقاطع الفيديو لتزييف الحقائق واختلاق اخبار ملفقة وغير صحيحة وبالتالي يجب عدم اخذ ما تبثه على انه من المسلمات او الأخبار الحقيقة وينبغي التأكد من محتوى ما يبثه.

وأكد أنه بالرغم من وجود سلبيات لهذه المواقع الا انه يمكن الاستفادة منها واستغلالها ايجابيا في بث رسائل مختلفة من خلال الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.

سلطان الشامسي: وسائل التواصل الاجتماعي مثار جدل ورهبة لدى الكثيرين

أشار سلطان سيف الشامسي مدير إدارة العلاقات والإعلام في بلدية العين إلى أننا نعيش اليوم في عالم يغزوه الإعلام من كل جانب، وأصبحت الرسالة الإعلامية متاحة يتحدث بها الجميع بطرق وتقنيات مختلفة أفرزتها تطور التكنولوجيا وتقنيات التواصل، منوها بأن وسائل الاتصال الاجتماعي استولت على نطاق كبير وواسع من وقت وتفكير الجمهور المتابع لهذه الوسائل.

 

مشكلات مواقع التواصل

تقييم المصداقية في بيئة شبكة الإنترنت أكثـر تعقيداً

 قال الدكتور بلال زكريا أستاذ مساعد بكلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية بجامعة عجمان: إنه من الصعب إيجاد أداة قياس يمكن الاعتماد عليها لقياس مصداقية محـــتوى مواقع التواصل الاجتماعي، وعادة ما تكون عملية تقييم المصداقية في بيئة الانترنت أكثر تعقيدا مما هي عليه فيما يخص الإعلام التقليدي.

ولكننا نلاحظ انه ومع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً، يرى الكثير من مستخدمي هذه الوسائل أنفسهم وكالات أنباء قائمة بحد ذاتها، وهذا ما أدى إلى فوضى معلوماتية، حيث يتعذر على المتابعين لها في كثير من الأحيان التأكد من مصداقية المعلومة.

لافتا إلى أن الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك يستغلون الوضع ويقومون بنشر الشائعات والاخبار والمعلومات الكاذبة، وهذا يفضي في نهاية المطاف إلى طعن مصداقية الأخبار والمعلومات على مواقع التواصل في الصميم.

وأضاف: إن الكــــثير من الأشخاص لا يتحملون عنــــاء المشقة في التحقق من مصدر المعـــلومة المتداولة في وسائل التواصل الاجتـــماعي، وهناك من يستسهل التلاعب بالمعلومة أو الخبر ومن ثم إعادة نشره كما يحلو له، وأن هــناك الكثير ما ينشر أو يبث على مواقــع التواصل الاجتـماعي ويكون عبارة عن محـــض إشاعات وبعـــيدا عن الحقائق.

لذلك ينبغـــــي علينا التأكد من المعلــومة وتحـــري المصدر والمصداقية قبل القـيام بإعـــادة النشر أو البث، وعلينا أن نمتنع عن حتى إبداء ردة الفــعل اتجاه أي معلومة أو خبر قبل معرفة المصدر ومــــدى مصـــداقيته، حيث تفــــتـــقر وسائل التواصل الاجتماعي في كثــير من الأحيان إلى الحد الأدنى من الأخــــلاق والــــذوق العام، حيث الشتم والتشـــهير والسخرية من جــهة ما للنيل مــن صـــورتها ومصداقيتها.

صورة آنية

من جهتها قالت الدكتورة شيرين علي موسى عضو هيئة تدريس في كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية بجامعة عجمان: إن وسائل التواصل الاجتماعي هي من وسائل الاتصال التفاعلية التي اتاحت للمستخدم إمكانية التفاعل مع الوســـيلة وكذلك المستخدمين الآخرين بصـــورة فورية وآنية.

مشيرة إلى أن هناك العديد من الاستخدامات لهذه الوسائل منها الاستخدام الاجتماعي من حيث تفاعل الأصدقاء والمعارف وتكوين العلاقات الاجتماعية كما تستخدم كوسيلة اخبارية، حيث أصبح للعديد من وسائل الاعلام حسابات على هذه المواقع تنشر من خلالها الأخبار.

وأضافت أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد أدوات مهمة للعديد من المنظمات للتواصل مع المتعاملين والمستهلكين وأنه وبالرغم من هذه المميزات والاستخدامات إلا أن هناك حالات من إساءة الاستخدام لهذه الوســـائل سواء من ناحية الاساءة الأخـــلاقية او القانونية.

ولذلك تضع الشركات المسؤولة عن إدارة هذه الوسائل سياســـات وقـــواعد للاستخدام، كما تضــع وسائل الاعــــلام او المنظمات او اي جهة لديها حساب على هذه الوسائل قـــواعد حاكمة للتعامل مع مضـــمونها والتــفاعل مع مستــخدميها، لكن الأهم من ذلك ايــضا ضرورة ارشاد مستخـــدمي حسابات التواصل الاجتماعي لقـــواعد ومعايير استخـــدامها الآمن والأخلاقي حتى نتمكن من تطوير تلك الوسائل والارتقاء بها.

وتضيف أن الفرد أصبح شريكا في صنع الرسالة الإعلامية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الشائعات المجهولة المصدر بدأت تنتشر من حين الى آخر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيس بوك والماسنجر والمواقع الإلكترونية والمنتديات وخدمات البلاك بيري وخلافها من المواقع، بشكل أصبح يشكل هوسا يوميا لمشتركيها.

وتقــول شيـــرين: أصبح كل شخص قادراً على إنشاء مدونته الخاصة، التي يضـمنها ما يـــشاء من المعلومات والأخبار والصور والملفات الصوتية والفــيديو، وهــــو ما طــــرح سؤالا قديما جــديدا هو ما أعطى الزخم إلى تلك الوسائل الجـــــديدة التي جعلت الأفراد قادرين على صنع وتبادل المعلومات.

دور متنامي

وقال الـــدكتور خالد ضرار الأستاذ المساعد في قســـم الإعلام بكلية الإمارات للتـــــكنولوجيا: إن دور مواقع التواصــل الاجتــــماعي متنامٍ وينسجم مع سمات الشباب المتعطـــشين للمعلومة السريعة بعيداً عن التعقيدات والملل، مبــيناً ان هذا الإعلام اصبح حاضرا بقوة، وتــوعية الشباب بالاستخدام الآمن والايجابي لها من الأهـــمية بمكان لأنه بدون وعي يجنح للجــانب الســـلبي ما يؤثر على المجتمع.

وقال: ان تكريس الوعي مسؤولية تتشارك فيها مؤسسات التنشئة الاجتماعية بدءا من الأسرة مرورا بالمدرسة ومنظمات المجتمع، ويجب ان نحصن أبناءنا ونبصرهم بالأسس الصحيحة لاستخدامها وتعريفهم بقوانين جرائم التواصل الاجتماعي واهمية التواصل بوعي ومسؤولية وعدم تناقل الأخبار والشائعات التي من شأنها ارباك المجتمع.

مصدر أخبار

ورأى شفيع عمر إعلامي في قسم الاتصال المؤسسي في جامعة الشارقة أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار يزداد باطراد ومن الطبيعي الإقرار بدورها في سرعة توصيل المعلومة وهي ميزة عامة لكنها ليست كافية لأن ما يتم بثه في مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات مثل تغريدات «توتير» ومشاركات مجتمع «فيس بوك» تأتي بمعلومات غير وافية.

وفي أغلب الأحيان تكون منقوصة وغير دقيقة، مشيرا الى ان وسائل الاعلام الرسمية تبقى مسؤولة عن المعلومات التي تنشرها وهي في العادة تستقيها من نخب اعلامية جامعية تنقلها ووفقا لأسس علمية وضوابط اخلاقية وقانونية تحتكم لها في نهاية المطاف.

واقر عمر بأن مواقع التواصل الاجتماعي تتجه لمنافسة وسائل الإعلام التقليدية بيد انه يرى الاعلام الجديد وتحول كل فرد الى اعلامي او ترديد هذه المقولة أربك الساحة الإعلامية بل وجعل من كلمة إعلام مرادفا لبث الشائعات وترويع الناس واضعف موقف فيه نوعا ما.

آليات

وشدد يوسف الطويل مدير الشبكة الوطنية للاتصال على أهميـــة وضع آليات لضبط منظومة النشر الإلكتروني على وجه الخصوص، خاصة وان البعض يسيء استخدامها من خلال نشر معلومات غير دقيقة او ترويج الشائعات.

معتبرا ان الاعلام الرقمـــي الجــــديد سيشكل تحديا كبيرا لوسائل الإعلام التقليدية التي بدأت تسعى لمجاراة هذه الفضاءات والاستفادة منها لكنه في المــــقابل لا يتوقع ان تضعف دور الاعلام التقليدي لأن المتلقي يبحث عن صدقية الخبر، فمعظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يرون انه بالرغم من سرعة نقل الأخبار والمعلومات، إلا أنها دائماً تفتقد للدقة والمصداقية.

فوضى

قالت عائشة الرئيسي، محامية: يجب توخي الدقة والموضوعية في تعامل مواقع التواصل الاجتماعي مع الاخبار التي تنشر كونها تؤثر في الرأي العام وتشكله، وما نراه ان هناك فوضى في المعلومات التي يتداولها الناس اضافة الى عدم صدقية بعضها ما يجعل الحاجة ماسة الى احكام الرقابة من الجهات المسؤولة لضبط ما يتم نشره، معتبرة ذلك من باب المسؤولية والحفاظ على المجتمع من الارتباك نتيجة لأي معلومات او شائعات قد تطلق ويتناقلها المستخدمون.

عبد الحميد أحمد: العلاقة تكاملية بين التقليدي ووسائل التواصل

أشار عبد الحميد أحمد رئيس تحرير صحيفة "غلف نيوز" إلى أن العلاقة بين الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي علاقة تكاملية والوسائل التقليدية استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لترويج موضوعاتها ومنتجاتها وأصبحت تعطي مؤشرات عن عدد المتابعين والقراء.

وأضاف: إن المصداقية في كلا النوعين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد موجودة فهناك وسائل تقليدية لها حضور كبير وتتمتع بمصداقية وتتابع جميع أخبارها بشكل دائم، وأخرى تفتقر للمصداقية والأمر ذاته ينطبق على وسائل التواصل الاجتماعي فمنها من يتمتع بمصداقية عالية وأخرى ليس لديها مصداقية وموضوعية في نقل المعلومة.

وأوضح عبد الحميد أحمد أن وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن أن تلغي وسائل الاعلام التقليدي وثمة عوامل أخرى وتحديات تواجه هذه الوسائل ويمكن أن تتسبب في تسريع الغائها وهي الكلفة العالية للإنتاج والتشغيل والصعوبات اللوجستية التي تواجه هذه الوسائل.

نور الدين عطاطرة: منصة الإعلام في القرن الـ21

أوضح نور الدين عطاطرة الرئيس المستشار لجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، أن وسائل التواصل الاجتماعي تُمثّل منصة الإعلام الجديد في القرن الـ 21، وأن الإمارات كانت سباقة في سن التشريعات والقوانين المنظمة لهذه الوسائل المهمة والمؤثرة، من منطلق الإدراك الكامل لأهمية هذه الوسائل وضرورة الاستخدام الواعي والأمثل لها خاصة من قبل الشباب في ظل الانفتاح اليوم على العالم الخارجي.

  فضل الجابري: تمارس المهنة بشكل عشوائي

أكد فضل جعفر الجابري مدير التغطية الإعلامية في مكتب المجلس الوطني للإعلام في مدينة العين، أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة باتت تنتشر وبشكل كبير وسريع.

وذلك لسهولة تناقل المعلومة وتوفر تقنيات الاتصال الحديثة من شبكات الانترنت والهواتف الذكية، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل إلى حد ما رديفا لوسائل الإعلام التقليدية، لكنها في الحقيقة تمارس المهنة بشكل عشوائي وغير منضبط، وتنشر الغث والسمين.

وأضاف: إن وسائل التواصل لاجتماعي تفتقد بشكل كبير إلى المصداقية والعمل المهني المتزن، والمساءلة عما ينشر فيها من آراء وأخبار، ربما أن هناك بعض المواقع الجيدة، لكن الغالب غير جيد.

أما من ناحية تأثيرها على المجتمعات، فهذا وارد على بعض الفئات التي تبحث عن الإثارة والأخبار التي تفتقر إلى المصداقية، لا يمكنها أن تحل مكان الإعلام التقليدي، الذي بات يواكب ركب التطور والتقنية في جميع المجالات، وأصبحت رسالته ضرورية واساسية في بناء المجتمعات ونظمها، والمشاركة في ايصال رسالة الحكومات ودعمها، والمساهمة الفعّالة في تطوير الإنسان والمجتمع.