تعكس رؤية وطنية بعيدة المدى

جمعية ابن ماجد حاضنة تراث

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«من لا ماضي له ليس له حاضر»، مقولة عظيمة بحجم عظمة قائلها الذي آمن بمعناها، وأمّنه في حياته وحتى بعد مماته، في فكر وذاكرة الأجيال الماضية والحالية والقادمة، عبر مؤسسات مختصة تتفانى في إعلاء شأن هذه المقولة وتفعيل العمل بها، ومن بينها الجمعيات التراثية المختلفة التي تحتضن التراث بكل دلالاته، واحدة منها جمعية ابن ماجد للتراث الشعبي والتجديف في رأس الخيمة.

ناصر الكاس آل علي، رئيس مجلس إدارة الجمعية، قال: إن رسالة جمعية ابن ماجد، هي التوسع والتطور في تقديم التراث..

ومن هذا المنطلق يأتي حرص مجلس الإدارة على تقديم الجديد في مجال التراث بين فترة وأخرى، وعليه وُلد متحف جديد للجمعية أطلق عليه اسم «متحف محمد بن زايد»، عرفاناً وتقديراً لشخص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي يعتبر امتداداً لماضٍ أصيل وواقع جميل، وإطلالة لمستقبل زاهر تجلى على أيدي قيادة وحكام وشيوخ دولة الإمارات العربية المتحدة.

تكملة الصورة

وهذا المتحف كما أكد ناصر الكاس، هو تكملة لمسيرة جمعية ابن ماجد التي اهتمت بالتراث بكل تفاصيله، عبر عدد من القاعات والمتاحف التي يضمها المبنى، والفعاليات التي تشرف عليها الجمعية، والتي تضم قطعاً أثرية مختلفة لشتى القطاعات التراثية، خاصة البحرية، علاوة على أكثر من 70 لوحة مصنوعة من الصدف والقواقع البحرية الملونة، والتي ساعدت على صنعها مجموعة من المدارس والمتطوعين المهتمين بمجالات التراث وتطويره ودعمه في رأس الخيمة.

وأضاف الكاس أن علاقته بالتراث بدأت مبكراً، وتعززت بلقائه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مؤسس الاتحاد، والذي تكرر أربع مرات، وظل محور الحديث خلالها، التراث وأهميته وضرورة نشره والحفاظ عليه وزرعه في قلوب المواطنين قبل عقولهم، مؤكداً أن المغفور له الشيخ زايد رحمه الله، لم يتوانَ يوماً عن تقديم كل الدعم، لأي مشروع تراثي، أو أي فكرة تحقق هذه الرؤية.

عام 1984

ويشير الكاس إلى أن جمعية ابن ماجد أشهرت عام 1984م، وهي تحمل أهدافاً عدة تتحدد في إحياء التراث الشعبي، وإعادة نشره بين الأجيال المقبلة، وتطوير الفنون الشعبية، مع المحافظة على الطابع الخليجي، وإحياء ذكرى الغوص والأسفار، بتسجيلها من الغواصين، وجمع الآثار القديمة..

وإقامة المعارض الفنية والعروض الشعبية في الاحتفالات والأعياد الوطنية، وتدريب الشباب على أنواع الفنون الشعبية، والتعاون مع أجهزة الإعلام لنشر الفنون الشعبية على مستوى الإمارة والدولة، إلى جانب الاشتراك في المناسبات والأفراح الشعبية.

مرافق نوعية

أما مرافق الجمعية، فقد بيّن الكاس أنها تتكون من مجموعة قاعات ومكتبات مختلفة الأشكال، وتهدف جميعها إلى تحقيق الأهداف المنشودة، مثل مكتبة المغفور له بإذن الله الشيخ صقر بن محمد القاسمي، والتي تضم مجموعة من الكتب التي تتناول تفاصيل مختلفة عن الدولة والإمارة والقواسم..

وقاعة طنب للوثائق، والتي تضم مجموعة قيمة من الوثائق والمستندات والصور التي تشير بما لا يدع مجالاً للشك، إلى عروبة هذه المنطقة وأحقية الدولة بها، والبيت القديم، ومتحف جلفار البحري، ومتحف عالم البحار شهاب الدين أحمد بن ماجد مركز بن ماجد للمخطوطات والوثائق البحرية.

إثراء تراثي

وفي إطار جهود الجمعية لتوثيق التراث، أصدرت مجموعة من الكتب، منها: كتاب عن الفنون الشعبية والتراث، وكتاب آخر بعنوان «الأبراج تراث وتاريخ»، وآخر اسمه «تراثنا»..

وكتاب بعنوان «جزر لها تاريخ»، وكتاب «أسماء من الإمارات»، وكتاب «رأس الخيمة بين الماضي والحاضر»، وذلك من منطلق الدور الذي على الجمعيات تأديته في إثراء المجتمع بإصدار الكتب، خاصة التراثية، لما تمتلكه من مخزون معلومات موثقة، من أعضائها المتعمقين في مجال التراث والأصالة.

صدارة التجديف

وعن اهتمام الجمعية بالتجديف، أوضح الكاس أن هذا المضمار وجد بتوجيهات من المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي، وقد بدأت الجمعية المشاركة في هذه المسابقات منذ عام 1991م وحتى عام 2007م، وشاركت في مجموعة من السباقات التي أقيمت في رأس الخيمة وأبوظبي والفجيرة، بإشراف من لجنة سباقات التجديف المكونة من ناصر الكاس، وأحمد محمد سعيد آل علي..

وأحمد حسن خرخور الشحي، وجمعة مبارك العوبد آل علي، الذين تلخصت مهمتهم في تعميم هذه الثقافة الرياضية التراثية، على الشباب وجذبهم للمشاركة فيها، وقد استطاعت فرق الجمعية الحصول على العديد من المراكز المتقدمة، خلال جميع مشاركاتها في المسابقات المختلفة.

أبوابنا مفتوحة

وختاماً، أكد ناصر الكاس آل علي، أن أبواب الجمعية مفتوحة لكل طالب علم أو سائح أو زائر، يرغب في الغوص في جمال التراث وأصالته، والذي بني على أساس متين رسخه أجدادنا..

مؤكداً أنهم يستقبلون العديد من الزائرين من طلبة المدارس من كل أنحاء الدولة، إضافة إلى بعض السياح، مطالباً بالمزيد من التعاون مع الجهات السياحية في الدولة، كي تكون الجمعيات التراثية وجهة دائمة لكل سائح، حتى تتعزز الصورة الأصيلة عن دولة الإمارات، فالإمارات ليست أبراجاً وتطوراً وحسب، بل هي أصالة تراثية بني على سواعدها المستقبل.

مشاركات نوعية

على امتداد سنوات عطائها؛ شاركت الجمعية في عدد من المعارض والفعاليات التي أكدت نجاحها في تحقيق أهدافها، وبث الرسالة التي وجدت من أجلها، مثل معرض الدار البيضاء في المغرب عام 1995م، ومعرض في مدينة اللاذقية في سوريا عام 1995م بمناسبة مرور خمسة قرون على وفاة عالم البحار العربي شهاب الدين أحمد بن ماجد، ومعرض باريس الدولي للتراث..

وشباك الصيد، ومعرض لشبونة الدولي عام 1998م، إضافة إلى أكثر من 150 من المشاركات الداخلية في المعارض التي امتدت منذ إنشائها إلى يومنا هذا، وتسلمت الجمعية أكثر من 132 درعاً، وأكثر من 151 شهادة تقدير من مختلف الجهات والدوائر والمؤسسات في الدولة.

Email