المشاركون في ندوة نظمها برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز:

الارتقاء بالخدمات الحكومية ضرورة لتحقيق سعادة المجتمع

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في ندوة «المقارنات المرجعية.. كيف تتعلم المؤسسات» على أهمية الارتقاء بالخدمات الحكومية الى مستويات تلبي متطلبات مختلف أفراد المجتمع لتحقيق السعادة.

ونظم الندوة برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز أمس في فندق أبراج الإمارات ضمن سلسلة الندوات والملتقيات المعرفية الحكومية بحضور عبدالله الشيباني الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي والمهندس عيسى الميدور المدير العام لهيئة الصحة بدبي والدكتور أحمد النصيرات المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز وعدد من مديري الدوائر المحلية وأكثر من 350 شخصاً من المسؤولين والموظفين في حكومة دبي.

وأكد المهندس عيسى الميدور مدير عام هيئة الصحة بدبي في الكلمة الافتتاحية للندوة على أهمية المقارنات المرجعية كثقافة راسخة ضمن منظومة العمل المؤسسي في الدوائر والمؤسسات الحكومية بدبي لتعزيز الموقع التنافسي لدبي كمدينة رائدة ومتميزة وجاذبة للفكر والابداع والابتكار، مشيرا إلى ضرورة المقارنات المرجعية التي أصبحت عنصرا اساسيا في التخطيط الاستراتيجي، وادارة الأداء المؤسسي، والعمليات الادارية والفنية ومتطلبا اساسيا في عمليات التقييم المؤسسي بشكل عام.

متطلبات

وأشار إلى ضرورة تبني المقارنات المرجعية كوسيلة ودليل إرشادي للارتقاء بالخدمات الحكومية الى مستويات تلبي متطلبات أفراد المجتمع لتحقيق السعادة للجميع مستعرضا التجربة الناجحة لدولة الامارات بشكل عام ودبي بشكل خاص في هذا المجال والتي انتقلت بتوجيهات القيادة الرشيدة من باحث عن المقارنات المرجعية الى مصدر لها ووجهة مثالية للعديد من دول المنطقة للاستفادة من تجربتها الناجحة في هذا المجال.

ولفت الميدور إلى تميز دولة الامارات ودبي بشكل خاص وتقدمها في العديد من مؤشرات التنافسية العالمية على مستوى المدن والدول وهو الامر الذي عزز موقعها على الخريطة العالمية في مختلف المجالات، داعيا الى التركيز على المقارنات المرجعية التي تساهم في تحسين تجربة المتعامل وتحقق له السعادة من خلال تقديم خدمات ذات جودة عالية وتسهيل الوصول الى الخدمة وتقديمها بحرفية عالية، وتقليل وقت الانتظار واحترام خصوصية المتعامل.

وأشار إلى أهمية رفع مستوى كفاءة الخدمة لضمان استمراريتها واستدامتها وفق اعلى معايير الجودة من خلال خفض النفقات مع عدم الإخلال بمستوى الجودة، وتنمية الايرادات وزيادة الانتاجية وتحسين زمن انجاز الخدمة والتحول للتطبيقات الذكية.

مقارنات

واستعرض الميدور التحديات المستقبلية التي تواجه الحكومات لاختيار المقارنات المرجعية بعد تبني القيادة الرشيدة لمنهج الحكومة الذكية وحكومة المستقبل والابتكار وهو الامر الذي يتطلب البحث عن مقارنات معيارية دولية تتبناها الدول التي تأتي في مقدمة مؤشرات التنافسية العالمية.

وقال «إن التوجيهات الجديدة لقيادتنا الرشيدة ورؤيتها الثاقبة والمستشرفة لآفاق المستقبل ستضع الجميع أمام تحد مستمر لفتح آفاق جديدة في مسيرة العمل والانجاز وتعزيز وترسيخ مكانة حكومة دولة الامارات العربية المتحدة لتصبح في مقدمة الحكومات الاكثر ابتكارا على مستوى العالم».

وفي عرضه عن الاستفادة من المقارنات المرجعية في إسعاد المتعاملين، قال الدكتور وافي داوود رئيس الاستراتيجية والتميز في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي «نحدد أولوياتنا.. السعادة هدفنا.. نراقب عن كثب أفضل الممارسات الدولية.. نرصد الواقع في دبي بأدلة منهجية.. نحفّز ونحتضن الابتكار.. نبني تجربة مستقبلية رائدة إقليمياً ودولياً».

وأكد عبدالرحمن ناصر رئيس علاقات المتعاملين في الهيئة على أن الهيئة ترصد بشكل دوري أفضل الممارسات الدولية في إسعاد الناس.. وتحدّد أهدافها وتقيّم تجربتها، وتمضي من أجل المشاركة في تشكيل واقع الممارسة المستقبلية للإبداع في السعادة.

وفي محاضرته عن التطبيقات العملية لعمليات المقارنة المرجعية في شرطة دبي أكد المقدم منصور القرقاوي مدير إدارة المعرفة في شرطة دبي على أهمية عمليات المقارنة المرجعية في عمليات التعلم المؤسسي وبين أنه لا يشترط فيها أن تكون المؤسسات التي نجري المقارنة معها في نفس مجال العمل التخصصي للجهة الحكومية بل المهم أن تكون الجهة التي نقارن معها تطبق أفضل الممارسات في مجال العمل الذي نقارن به.

إجراءات

وأعطى مثلاً عن مقارنة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإسعاف المريض في وحدة الطوارئ مع إجراء عمليات الصيانة في سباق السيارات نظرا للسرعة القصوى التي تحققها فرق الصيانة في سباق السيارات في إجراء عمليات الصيانة وتجهيز السيارات لمتابعة السباق. من جانبه قدم الدكتور علاء جراد الرئيس التنفيذي لمؤسسة المستثمرين في الموارد البشرية محاضرة بعنوان «التعلّم المؤسسي من خلال المقارنات المرجعية» تناول فيها مفهوم المؤسسة المتعلمة معتبراً أنها أي مؤسسة يعمل فيها أفراد قادرون باستمرار على زيادة قدرتهم على الإنتاج، من خلال تعديل السلوك، وتوظيف الأنشطة والمبادرات في تفعيل وزيادة نشاط العاملين في المؤسسات، بحيث لا يتم تكرار أخطاء باقي المؤسسات، والتعلم سواء كان فرديا أو مؤسسيا، أو جماعيا من خلال سفراء التميز وتتناول المحاضرة مجموعة من المحاور تغطي أهمية المقارنات المرجعية، وأنواعها وكذلك مراحل إجراء المقارنات كما تتناول المحاضرة قصص نجاح من مؤسسات محلية ودولية بل وحكومات مثل الحكومة الماليزية والتي طورت من أدائها بالاعتماد على المقارنات المعيارية.

دمج

واستعرضت المحاضرة تجربة مجموعة جميرا في المقارنات المرجعية وكيف طورت المجموعة أسلوب المقارنات بطريقة فريدة كما دمجته مع أسلوب المتسوق السري في تكامل جديد من نوعه. كما أوضح الدكتور جراد أن المقارنات المرجعية ليست «نسخ ولصق» وأن المقارنات يمكن تعريفها بأنها التعلم من تجارب الآخرين ويعتبر عامل النجاح الرئيس في نجاح المقارنات هو التواضع والرغبة في التعلم وكذلك القدرة على التعلم ومن ثم التطوير ومتابعة خطط العمل الناتجة عن المقارنات.

شيخة الجرمن، مدير إدارة التطوير والأداء المؤسسي في هيئة الطرق والمواصلات، عبرت عن اعتزازها بالمشاركة في هذه الندوة المعرفية نظرا لأهمية دور المقارنات المرجعية في تطوير أداء المؤسسات الحكومية، والتي من خلالها نستطيع الوقوف على فرص التحسين، ما يساعد على التحسين المستمر، لافتة إلى أن هيئة الطرق والمواصلات لديها منهجيات واستراتيجيات وخطط عمل لتعزيز مفهوم المقارنات المعيارية والاستفادة منها من خلال التنسيق وتبادل الزيارات مع مختلف الجهات الحكومية على مستوى الدولة من ناحية وإمارة دبي من ناحية أخرى، لاسيما أن حكومة دبي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تولي اهتماما خاصا بالعمل الحكومي بوصفه أحد أهم الرهانات لتعزيز مسيرة التقدم والتطور.

التعلم المؤسسي

أشار الدكتور أحمد النصيرات إلى أهمية المقارنات المرجعية وتحقيق أفضل استفادة منها في عملية التعلم المؤسسي لتحقيق رؤى وأفكار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في الريادة مستشهدا بقول سموه «منذ زمن ليس ببعيد كان هدفنا اللحاق بالركب وقد تجاوزنا بنجاحاتنا هذا الهدف بكثير ونتطلع الآن إلى الريادة»، فالكرة الآن في ملعبنا في القطاع الحكومي لنكون الأفضل عالميا في جميع المجالات ونكون نحن من يصنع الممارسات المستقبلية الفضلى التي يقارن العالم بها.

Email