نالت التكريم في «الجندي المجهول»

عائشة المهيري تتحدى الإعاقة وترتقي بالتميز

عائشة المهيري تريد المزيد من النجاحات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإرادة سر نجاح كل طموح، وبها يمكن للشخص أن يتعلم كيف يحسن استخدام قوى المتعة والألم في داخله، عوضاً عن السماح لها باستخدامه، هذا ما فعلته عائشة عيسى راشد المهيري التي تعمل بوظيفة ضابط تخليص في مركز «دوكامز» التابع لجمارك دبي، وهي واحد من الذين تحدوا الإعاقة الحركية باقتدار.

بكل ثقة وأمل قالت المهيري: أي ظروف أمر بها في حياتي، ومهما كانت قاسية، فالله تعالى أكبر منها، وهو قادر على كل شيء، ولن يتغير شيء في حياتنا إلا بإرادته سبحانه وتعالى، وأنا أملك الإيمان والأمل، وقد مدني المولى عز وجل بالقوة دائماً، التي تساعدني على تجاوز الصعاب مهما بلغت.

شلل أطفال

وأضافت: في عمر مبكر أصبت بشلل الأطفال، وعانيت كثيراً في استكمال دراستي في المدارس العادية، التي لم تكن مؤهلة لدمج ذوي الإعاقة، غير أنني تحليت بإرادة صلبة، وبالعزم نجحت.

بعد المدرسة، التحقت المهيري بكلية التقنية العليا للطالبات، ثم تزوجت وأنجبت خمسة من الأبناء، ولد وأربع بنات، أكبرهم ابنتها ندى التي تبلغ من العمر 12 عاماً.

وفي الأثناء توقفت عن دراستها الجامعية، بعد أن صممت على البحث عن عمل، لرغبتها في الاعتماد على نفسها في كل شيء، وتوفقت بالعمل في ميناء راشد كموظفة بدالة، وتم تثبيتها خلال ستة أشهر من العمل، رغم أن المدة المتعارف عليها وقتها لتثبيت الموظف عامان، ولكن حصل ذلك نتيجة لتميزها في العمل.

الجندي المجهول

أمام هذه النجاحات الحياتية والمهنية، لم تغفل عائشة المهيري عن توجيه الشكر والثناء لعائلتها، خاصة والدتها التي وقفت إلى جانبها وساندتها هي وإخوانها وأخواتها، ثم زوجها والمسؤولون في جمارك دبي، كل أولئك جعلوها تنظر إلى الحياة بإيجابية، وحرصوا على صقل مهاراتها، فعلى الرغم من أنها معاقة الحركة..

إلا أن حبها الحياة منحها أفقاً شاسعاً في الحياة، وهي مؤمنة بإرادة الله، وبأن النجاح لا حدود له، طالما وجد الأمل في الله وقدرته، إذ حصلت على جائزة الأداء الحكومي المتميز عن فئة الجندي المجهول عام 2008، ثم نالت العديد من شهادات التميز والتقدير في مجال عملها في المركز.

ومؤخراً حصدت المهيري الميدالية الفضية في الدورة الثانية لبطولة دبي العالمية للضيافة 2014، في إنجاز جديد لها، خلال مشاركتها في مسابقة وجبة الغداء، التي شاركت فيها إيماناً منها بأن الإعاقة الحركية التي تعاني منها، لن تقف أمامها لتحقيق أهدافها وإظهار موهبتها في فنون الطبخ وإعداد الطعام، لتؤكد للجميع بأنها قادرة على المنافسة في البطولة..

لاسيما وأن دولة الإمارات حريصة على دمج ذوي الإعاقة في المجتمع، وكسر الحواجز بينهم وبين الأصحاء، وإشراكهم في مختلف الأنشطة والفعاليات التي تُقام على أرض الدولة.

شخصية فعالة

من منطلق طموحها في أن تصبح شخصية فعالة ومؤثرة في المجتمع، تحرص المهيري على المشاركة في تنسيق وتنظيم الكثير من البطولات الرياضية، فهي تعمل منسقة فعاليات رياضية وثقافية في نادي دبي للمعاقين، وهي عضوة في النادي، ورئيسة نادي الفتيات للإعاقة الحركية، وقد حصلت على ترقية في مجال عملها بسبب جهودها المبذولة لتطوير العمل، كما حرصت على استخراج رخصة قيادة لتعتمد بها على نفسها، وإلى اليوم مازالت تطمح إلى الحصول على سيارة مؤهلة لنزول وصعود الكرسي من تلقاء نفسه، عوضاً عن الاستعانة بأشخاص لمساعدتها.

Email