مليحة ــ البطائح.. نزهة في الطبيعة البكر

مشهد من المنطقة الغنية بالمناظر الخلابة تصوير: مهند قرعوني

ت + ت - الحجم الطبيعي

صيفاً أو شتاءً، لا تخلو الطريق المؤدية إلى الجبال والسيوح والرمال والوديان والخضرة المتناثرة على امتداد المكان، من المتعة والإبهار. بدايةً بالمدينة الجامعية في الشارقة وحتى حتا، تأخذك طريق مليحة ــ البطائح إلى حيث تريد وأقصى، إلى الإثارة بكل ما للكلمة من معنى، إلى الجمال والإبهار، إلى التفرد بأجواء لا تنسى.

هي مقصد الكثيرين؛ مواطنين ومقيمين، في نزهات تحلو كل عام أكثر، بفعل الشوارع الصاعدة من أحضان الطبيعة الخلابة نحو السلاسل الجبلية المتراصة حتى أعلى قممها، وهي محل ثقة الجميع نتيجة لما تتركه من إبهار وإعجاب يرتسم على وجه كل من يسلك الدرب قاصداً وجهة محددة، أو في نزهة.

وجهة سياحية

أحمد خلف البدواوي، ابن مدينة حتا، وأحد العارفين بشعابها وما يتصل بها من شوارع ومناطق جديرة بالاهتمام، أوضح أن هذه الطريق بالتحديد «مليحة – البطائح»، تبدو أقرب في هيئتها إلى الوجهة السياحية، لاسيما وأنها تجمع إمارات دبي والشارقة ورأس الخيمة وعجمان والفجيرة، في خط سير واحد، تتناثر الإثارة على جانبيه بأشكالها المختلفة.

من مناطق الشارقة الوسطى «مليحة وخضيرة وأخيضر» إلى «شوكة ووادي العجيلي والمنيعي ووادي القور والحويلات» في رأس الخيمة، وصولاً إلى «حتا» دبي، ثم الانتقال إلى «مصفوت ومزيرع» عجمان، نحو الفجيرة ومناطق الساحل الشرقي..

محطات جميلة تستوقفك للاستمتاع في جوف الصحراء، والدخول إلى سيح البر الممتد، وصعود الجبال المثيرة بوديانها المنسابة بمياه الأمطار شتاءً، والبقاء في ظلال الخضرة والماء في مزارع كثيرة هناك، وللإبل والماشية حضور استثنائي أيضاً يُكمل بجماله رسم لوحة لا تنتهي أطرافها.

منتجع للجميع

للأفراد والعائلات الباحثين عن هدوء يبدد ضغط عيش المدنية، ملاذٌ أكيد للاستجمام والاستمتاع بالهواء العليل والأماكن الخلابة، كل ذلك يتطلب ساعة أو أقل في السيارة من دبي أو الشارقة، حتى تجد نفسك وسط أفق جميل، تقتحم جنباته المشاهد المثيرة للجبال والوديان والمزارع والصحراء. تلك المناطق الجميلة المتشابكة، ترقى إلى مسمى «منتجع طبيعي»، ولا مفاجأة حين نقول: مفتوح للجميع ومجاناً.

ما يميز تلك المناطق كما يقول أحمد البدواوي، علاوة على أنها حلقة وصل خاطفة بين دبي والشارقة من جهة، والفجيرة ومناطق الساحل الشرقي من جهة أخرى، أنها تحتضن سلسلة جبال فريدة تمتد من رأس الخيمة حتى ظفار في سلطنة عُمان، وتتألف من 3 أحزمة، وفي هذا الموضوع نتحدث عن الحزام الثالث أو ما يعرف بـ «الحجر الغربي».

طرق حديثة

أسفل الجبال وعلى جنبات الطرق الحديثة الآمنة، سيحظى الزوار بمتعة الجلسات والمغامرات المثيرة، على امتداد الصحراء والسيوح وفوق الجبال والكثبان الرملية، وقرب الوديان الجميلة المتلألئة بمياه الأمطار التي تهطل كثيراً هناك، ووسط المزارع الساطعة بخضرة تضيف إلى الذهن صفاءً ونقاءً.

 الحديث الطويل عن المناطق الصغيرة البسيطة والجميلة تلك، تختزله نزهة خاطفة إلى هناك، أو جولة سريعة عبر السيارة، للمرور وسط المتعة صعوداً إلى أجواء استثنائية تستحق الزيارة حتماً.. والصورة أبلغ من ألف كلمة.

أعلى الجبال

عُرف سكان المناطق الجبلية توحي بأنهم من الحضر المقيمين، وليسوا من البدو الرحل، فقد اهتموا بتربية المواشي والزراعة، وقديماً كانوا يقطنون أعلى الجبال، ويصعب الوصول إلى أماكن سكناهم..

وبعد أن جاء الاتحاد، وفي أواخر سبعينات القرن الماضي تحديداً، مُنح السكان بيوتاً أسفل الجبال، واستقروا فيها بعد إيصال كافة الخدمات إليها، وتدعيمها بمزيد من المزارع وشبكات المياه، كل ذلك بمكرمات سخية من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه، كما أكد المواطن أحمد خلف البدواوي.

Email