صحة

القصور التنفسي.. عطل في منظومة الأكسجين

د. ناصر دعبول

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجهاز التنفسي أحد أجهزة الجسم الحساسة، وظائفه عديدة وضرورية منها مد الجسم بالأكسجين من الجو إلى الرئتين ثم أكسدته بفعل الضغط الذي يتم في الحويصلات الدموية، والمحافظة على نسبة الهيدروجين ودرجة الحرارة أيضاً..

إضافة إلى طرد ثاني أكسيد الكربون، وتتم هذه الظواهر الميكانيكية بواسطة عمليات الشهيق والزفير التي تعمل فيها العضلات على تغيير حجم القفص الصدري، ذلك ما أشار إليه الدكتور ناصر دعبول استشاري أمراض الجهاز التنفسي.

بدون توقف

وقال إن الجهاز التنفسي يعمل بدون توقف، ولكن في بعض الحالات يختل عمل منظومته بفعل الأمراض التي تصيبه، كالقصور التنفسي الذي يعد المرحلة النهائية لكثير من الأمراض المزمنة المترقية التي تصيب الرئتين والقفص الصدري..

ويسبب اضطرابا في وظائف الجهاز التنفسي ويتدهور التبادل الغازي ويؤدي إلى نقص الاكسجين أو زيادة في غاز الكربون، لافتاً إلى أن المعدل الطبيعي لضغط الأكسجين في الدم ««PO2أكثر من 60 ملم زئبقي، أما إذا كان المعدل أقل من ذلك فإنه يعد قصورا تنفسيا يتطلب تدخلا علاجيا، وكذلك الحال مع نسبة الكربون في الدم الذي يجب أن لا تتجاوز 45 ملم زئبقي.

وأشار دعبول إلى أن هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى القصور التنفسي، منها الالتهاب الرئوي والداء الرئوي والأمراض الوعائية والسدة الرئوية المزمنة وحتى التهاب الشعب الهوائية، إذ تؤدي جميع هذه الأسباب إلى تراكم ثاني اكسيد الكربون بسبب المشاكل التي تحدث للمضخة وتسبب لها انقباضات في العضلات بأمراض عضلية وعصبية مختلفة ومشاكل في جدار القفص الصدري..

وتظهر أعراض القصور التنفسي على الأشخاص بصورة بارزة، حيث يلاحظ ميلان لون الجلد إلى اللون الأزرق، وظهور بعض الوزمات عليه، والمعاناة من الصداع خصوصاً في فترة الصباح بسبب نقص التهوية.

إضافة إلى هذه الأعراض قد يعاني المصابون بالقصور التنفسي من ضيق التنفس، والقلق وكثرة العرق وتسارع النبض ووتيرة التنفس، أما عند تراكم ثاني اكسيد الكربون يعاني الأشخاص من الخمول وكثرة النعاس، وانعدام الهدوء والرجفة والاغماء في الحالات القصوى.

مضاعفات خطيرة

وأوضح أن القصور التنفسي ينقسم إلى نوعين حاد ومزمن، وأيا كان نوعه فإنه من الضروري زيارة الطبيب والقيام بالفحوصات عند الشعور بأعراض القصور التنفسي، وذلك تجنباً للمخاطر والمضاعفات التي يخلفها استمرار المرض، ومنها التليف الرئوي وانخفاض ضغط الدم واحتشاء عضلة القلب أو نزيف الجهاز الهضمي..

وربما يسبب كذلك نقص الأكسجين الإصابة بالفشل الكلوي، مشيراً إلى أن علاج القصور التنفسي يبدأ بتأهيل المرضى ليعيشوا حياة أفضل وخصوصاً الأشخاص المصابين بالقصور التنفسي المزمن، وذلك من خلال حثهم على ترك التدخين وتغير نمط الحياة والابتعاد عن المناطق الملوثة، وتشجيعهم على العلاج الفيزيائي بممارسة الرياضة وتوجيههم لتناول الأغذية التي تتناسب مع حالاتهم الصحية.

علاج ذو اتجاهين

أشار الدكتور ناصر دعبول إلى علاج المصابين بقصور التنفس يكون ذا اتجاهين يعنى إحداهما بمعالجة الخلل الوظيفي كعلاج داعم والآخر علاج المشكلة الأصلية الأساسية المسببة لقصور التنفس من خلال تحسين مستوى الأكسدة والتهوية التي تقوم بها الرئة..

وذلك بالاعتماد على موسعات الشعب الهوائية ومضادات الالتهاب والتنفس الصناعي، لافتاً إلى أن الذي يعانون من القصور التنفسي المزمن يمكنهم الخروج من المستشفى وممارسة الخطة العلاجية في المنزل من خلال تدريبهم أو تدريب أشخاص ليقوموا بالرعاية الصحية الضرورية.

Email