رؤية تستبصر المستقبل وتصنعه

ت + ت - الحجم الطبيعي

فريدة جداً تلك العبارة التي قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في حفل إطلاق متحف المستقبل حين قال «نحن نفكر بطريقة مختلفة، الكثيرون يتنبأون بالمستقبل، ونحن نصنعه».

العبارة تأتي في سياق مهم استذكره سموه أيضاً، ويتعلق بإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2015 عاماً للابتكار.

والفرادة، هنا، في كلام سموه ترتبط بإرث عظيم من الإنجازات التي تمت، وهي تتطابق في الأساس مع هذه الرؤية، التي لا تتعامل مع المستقبل، باعتباره غيباً غامضاً، بل تصنعه. ودولة الإمارات العربية المتحدة، أنموذج عز نظيره هنا بين الدول في هذا المضمار، الذي يشق على كثيرين، اقتحامه ودخوله، أو مجاراة المتسابقين فيه.

متحف المستقبل، فريد أيضاً من حيث فكرته وآليات تنفيذه كمشروع، ولأن العالم مقبل على ثورات معرفية فوق التي شهدناها، فإن تأسيسه يأتي حلقة في سياقات رؤية سموه للمستقبل، تلك الرؤية التي تريد لدولتنا وشعبنا، في ظل قيادتنا الرشيدة بأن نكون في القمة.

أدركت قيادتنا مبكراً ببصيرة نافذة، أن لا مكان في المستقبل لأية أمة، تنزع إلى الظلال الخلفية في حياتها، أو تركن إلى الدعة والتكاسل، دون أن تسعى بجد لحفر اسمها في سجل الأمم الناهضة.

والمتحف الذي يمثل بيئة للابتكار، سيعمل على أساس مختبرات ابتكار للصحة والتعليم والمدن الذكية والطاقة والنقل، وسيكون وجهة للمبتكرين والمخترعين، وجهات كثيرة مهتمة بالابتكار.

ولأن الإبداع لا يتوقف، فإن مشروع متحف المستقبل، فريد حقاً، فهو حاضنة للأفكار الخلاقة، وسيكون حاضنة علمية تصنع المستقبل، في هذه البلاد المباركة، التي تستيقظ كل صباح على مشروع جديد، وعلى فكرة مبدعة، في ظل إصرار قيادتنا الحكيمة، على أن نكون في طليعة الأمم، نفهم عصرنا، ونستبصر المستقبل بعين ثاقبة، خدمة للإنسانية، وللأجيال القادمة، ومن أجل الحياة التي لابد أن تبقى كريمة مصانة وراقية في مضامينها.

Email