أبرزها التحليل الكيميائي الحديث ودقة التحريات

تقنيات جديدة تكشف غموض قضايا رأي عام

من إحدى جلسات الملتقى الدولي العاشر لأفضل التطبيقات الشرطية من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

شهد اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، فعاليات اليوم الثالث من ملتقى أفضل التطبيقات الشرطية، الذي تنظمه الإدارة العامة للجودة الشاملة، بحضور العقيد الشيخ محمد عبد الله المعلا، مدير الإدارة العامة للجودة الشاملة في شرطة دبي، وعدد من الضباط.

وشهدت فعاليات اليوم الثالث للملتقى عرضاً لأحدث الأساليب الأمنية والتحليلية في الجرائم المرتكبة، ومنها جرائم الرأي العام كشبح الريم، ومقتل مواطن خمسيني في رأس الخيمة، والبرنس، وعملية الأنابيب المتعلقة بالمخدرات، وتبين أن هناك أدلة دامغة غيرت مسار القضية، عبر التحليل الكيميائي الحديث ودقة التحريات.

مكافحة الإرهاب

وتناولت فعاليات الجلسة الأولى محور مكافحة الإرهاب، وترأسها المقدم خبير الدكتور جمعة الرحومي رئيس فريق التحقيق في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، واستضاف فيها المفتش روبرت ميرنر من شرطة بوسطن، والعقيد الدكتور راشد محمد بورشيد مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، وستيفن جودن من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي، حيث قدم روبرت ميرنر تجربة التحقيق في تفجير ماراثون بوسطن، وقدم العقيد راشد بورشيد تجربة قضية «شبح الريم»، بينما تناول ستيفن جودن التحقيق في تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة بكينيا وتنزانيا.

المحور الجنائي

وترأس الجلسة الثانية، العقيد عبد العزيز الأحمد، مدير إدارة المعلومات الاتحادية في وزارة الداخلية، واستضاف فيها إدريات ليبرت قائد شرطة مدينة لندن، والعقيد سلطان الدرمكي رئيس قسم مكافحة المخدرات في إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، والمفوض ديفيد ستيوارت من الشرطة الفدرالية الأسترالية، والعقيد عيد بن ثاني مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، والرائد عادل الجوكر مدير إدارة البحث الجنائي في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي.

وقدم ادريان ليبرت ورقة عمل بعنوان «مكافحة الاحتيال والجرائم الإلكترونية»، بينما قدم العقيد سلطان الدرمكي تجربة عملية «الأبواب الخشبية»، مستعرضاً فيها الإجراءات التي تم اتخاذها في هذه القضية وبدء تشكيل فريق العمل، وكيفية القبض على المتهمين، مشيراً إلى أن النتائج الملموسة من العملية تتمثل في ضبط جميع أفراد العصابة، وتم تنفيذ العملية من دون إصابات، وقدم العقيد عيد بن ثاني شرحاً حول تجربة عملية «الأنابيب» وهي قضية مخدرات، تم القبض فيها على شخصين قاما بتهريب المخدرات إلى الدولة، موضحاً أن العملية تتميز بنقطتين هامتين، هما دقة وصحة المعلومات الاستخباراتية التي تم الحصول عليها عن القضية، والأسلوب الإجرامي المستخدم والاحترافية في طريقة إخفاء المخدرات.

واستعرض العميد عيد بن ثاني الإجراءات، التي تم اتخاذها في عملية الضبط على المتهمين، حيث تم تشكيل فريق عمل، يهدف إلى كشف الجريمة، والقبض على مرتكبيها، ومنع تسرب المخدرات إلى المجتمع، وإعداد الخطط والكمائن المحكمة، لتفادي أقل الخسائر الممكنة.

نتائج

وقال العقيد بن ثاني، إن النتائج التي تم تحقيقها من العملية هي تحقيق الأهداف، التي تم وضعها لفريق العمل، وضبط المخدرات التي كانت عبارة عن أقراص مخدرة من نوع «كبتاغون» وعددها 6 ملايين و500 ألف قرص وبقيمة 65 مليون درهم، موضحاً أن عوامل نجاح العملية تتمثل في دقة وصحة المعلومات، التي تم جمعها، التخطيط المدروس للعملية، توزيع الأدوار على أعضاء الفريق وبحسب إمكانات كل عضو، توفير الإمكانات البشرية والمادية الجيدة، المتابعة الميدانية المستمرة للعملية، وتواصل قائد الفريق بصورة مستمرة أثناء تنفيذ العملية مع مجموعات العمل.

عملية البرنس

ومن جانبه قدم الرائد عادل الجوكر تجربة عملية «البرنس» والإجراءات، التي تم اتخاذها في هذه القضية، وكيفية القبض على أفرادها، حيث تم تشكيل فريق عمل بإشراف اللواء خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي، ورئاسة اللواء خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، وتم تقسيمه إلى سبعة فرق.

وبعد ذلك استعرض الرائد الجوكر تفاصيل إلقاء القبض على عصابة البرنس، وهي أوروبية- شرقية مكونة من 3 أشخاص، وامرأة استولت على ألماس ومجوهرات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 12 مليون درهم، حيث توزع أفراد العصابة ما بين باريس ودبي، وفق تخطيط محكم لتنفيذ عملية السرقة، حيث تم استدراج تاجر ذهب من جنسية عربية يعمل في دبي إلى باريس، بحجة إبرام صفقة معه لشراء مجوهرات مع إحدى الجهات، وفي الأثناء أوفدت العصابة مندوبين لها إلى الدولة، من أجل معاينة المجوهرات، التي سيتم شراؤها من التاجر، وتحت تهديد السلاح أوعز تاجر المجوهرات الموجود في فرنسا إلى إدارة محله في دبي بتسليم المجوهرات لأحد أفراد العصابة، وعمل «فواتير» قانونية من أجل تسفير المجوهرات بشكل قانوني خارج الدولة.

مكافحة الفساد

وترأس العقيد فهد سيف المطوع، مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، الجلسة الثانية من المحور الجنائي وتحدث فيها القائد ديفيد باينر من الشرطة الملكية لجزر الكايمان عن تجربة «لجنة مكافحة الفساد»، في جزر الكايمان، وتناول مارسيل فان دير مستشار استراتيجي من معهد هولندا للطب الشرعي في هولندا تجربة «أداة التحليل الجنائي الإلكتروني»، والمفوض بروس هيل من الشرطة الفدرالية الأسترالية عن ورقة «الجريمة المنظمة العابرة للحدود»، وقدم النقيب الدكتور راشد الغافري من الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي ورقة عمل بعنوان «بصمة وراثية ذكرية للاستخدامات الجنائية»، تناول فيها موضوع تتعدد استخدامات البصمات الوراثية الذكرية في جميع المختبرات الجنائية حول العالم، وخاصة في قضايا الاغتصاب، عندما تكون المادة البيولوجية المرفوعة أدلة جنائية مختلطة من قبل طرفين، أحدهما ذكر والآخر أنثى.

وذكر أن استخدام مثل هذه العينات في دراسات التركيبات الجينية للشعوب حول العالم، وغيرها من البحوث المختصة بالذكور، حيث قال إنه اعتمد على نتائج بحث قام به أحد العلماء مؤخراً بدراسة نسبة اختلاف 186 موقعاً يقع على الكروموسوم الذكري من الحمض النووي للإنسان بين الذكور، الذين لا تربطهم صلة قرابة من عدة أجيال، وقال الدكتور الغافري، إن تجارب البصمة الوراثية المبتكرة كانت لها نتائج إيجابية في مجال تحليل العينات، التي أخفقت الأنظمة المستخدمة حالياً في إيجاد نتائج مشابهه لها من حيث الدقة.

جريمة قتل

كشف الدكتور فؤاد تربح مدير إدارة التدريب والتطوير بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة أن الأدلة الجنائية في شرطة دبي تقدم خدماتها إلى كل إمارات الدولة، وضمن القضايا المعقدة، التي عملت شرطة دبي على التحقيق فيها جريمة قتل أحد المواطنين عن طريق زيادة جرعة الأنسولين في رأس الخيمة، التي كانت تمثل تحدياً كبيراً في إثبات ذلك.

خاصة بعدما أثبت التقرير المبدئي أن الوفاة حدثت نتيجة السقوط بالسيارة من أعلى الجبل لمسافة 50 متراً، ولفت تربح إلى أن الأمر كان غاية في الصعوبة لإثبات أن الضحية توفي نتيجة تعاطي نسبة عالية من الأنسولين خاصة أنه كان يعاني من مرض السكر، ولم يعثر على عينة بول للتحليل، وتم العثور على عينة دم تم إرسالها إلى إحدى المستشفيات الحكومية إلا أنها لم تتمكن من إثبات نسبة الأنسولين في جسد الضحية، وتم التوصل إلى طريقة تحليل جديدة، وتمكن فريق من الأدلة الجنائية من تحليل العينة وإثبات أن الوفاة حدثت نتيجة تعاطي نسبة كبيرة من الأنسولين.

المشاركون لـ »  البيان « : شرطة دبي تمتلك إمكانات هائلة

 

أكد عدد من الخبراء الأمنيين في العالم، في لقاءات أجرتها «البيان» معهم أن الملتقى العاشر لأفضل التطبيقات الشرطية تمكن من تصدير وتعريف العالم بالإمكانات المتطورة والهائلة لشرطة دبي من ناحية التقنيات المستخدمة والبرامج الذكية والكوادر البشرية.

وقال مايكل دورانت خبير أمني واستراتيجي من الولايات المتحدة الأميركية أن تواجد هذا الكم الكبير من الخبراء الأمنيين، وعرض أحدث التجارب العالمية في مجال علم الجريمة ليس بالأمر السهل.

وأكد دورانت أن دبي استطاعت الاستفادة من التقنيات الأمنية الحديثة في الحفاظ على أمن المقيمين فيها، وهذا الأمر انعكس إيجابياً على الاستثمار والاقتصاد، الذي تتمتع به الإمارة، إضافة إلى السمعة العالمية، التي تتمتع بها دبي، من حيث انخفاض نسبة الجريمة المقلقة والشعور بالأمن والأمان والسير في الشارع ليلاً من دون خوف، وإلقاء القبض على المتهمين في أوقات قياسية، وهو أمر ليس سهلاً في ظل تنوع الجنسيات.

منظومة فريدة

ولفت يسري زكري عضو المجلس التنفيذي في الرابطة الدولية لقادة الشرطة بالولايات المتحدة الأميركية أن الإمارات استطاعت تحقيق منظومة أمنية فريدة من نوعها خاصة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، لافتاً إلى أن دول المنطقة تعاني من صراعات داخلية وخارجية ولا يمكن بأي حال من الأحوال عزل دولة عن أخرى، وأن ما يحدث في دول الجوار يجب التحصن ضده، وقال زكري، إن شرطة دبي تطبق أحدث النظم العالمية، وإنها لا تكتفي بذلك، حيث اطلعنا على اختراعات ودراسات واجتهادات من ضباطها أذهلتنا جميعاً ومنها اختراع البصمة الوراثية الذكرية واختراعات تتعلق بالمعاقين وكبار السن، إضافة التقنيات الموجودة في الدوريات المرورية، التي تتعلق بضبط السيارات الفارهة.

نمو متسارع

ولفت جيمس هارنجتون رئيس مجلس إدارة مجموعة هارنجتون الدولية في الولايات المتحدة الأميركية إلى أن السنوات العشر الأخيرة شهدت نمواً متسارعاً في حجم إنجازات شرطة دبي الأمنية، ومقارنة بمدن أخرى تمكنت دبي من التفوق عليها، والأمر لا يقتصر على الأجهزة الحديثة فقط، بل يمتد إلى الكوادر البشرية المدربة. وأشار هارنجتون إلى أن شرطة دبي استعرضت خلال الملتقى عدداً من القضايا الجنائية، التي تم الكشف عن مرتكبيها، وتعتبر من القضايا المعقدة، إلا أنه بالنظر إلى الفترة الزمنية للكشف عن مرتكبي هذه الجرائم نجد أن هناك دوراً كبيراً للتحرك السريع والدعم اللوجستي، ولقوة رجال التحريات.

تنسيق دولي

ونوه اميل بيريز مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الداخلية الفرنسية بأن الملتقى يعتبر من أهم المؤتمرات العالمية، التي تجمع أكبر الخبراء والمختصين الأمنيين، داعياً إلى ضرورة التنسيق الدولي في حماية المدن والأفراد في ظل الانفتاح العالمي، وفي ظل الصراعات والتفتت، الذي تشهده أغلب دول المنطقة، مشيداً بالدور الكبير، الذي تلعبه شرطة دبي في تبادل المعلومات خاصة في ما يتعلق بقضايا المخدرات والجريمة المنظمة والجرائم العابرة للقارات.

Email