تنتشر بين النساء وعند العرب أكثر من الأوروبيين

آلام المفاصل.. خشونة مدى الحياة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الشكوى من آلام المفاصل عديدة، وتختلف من شخص الى آخر حسب العمر والحالة المرضية. وتشريحيا يعرّف المفصل بأنه مكان الالتقاء بين عظمتين أو أكثر..

وهو الذي يمكنهما من الحركة، والمفصل الطبيعي يتيح الحركة بشكل حر وبدون ألم، وذلك بفضل نسيج مرن وأملس يدعى «غضروف» يغطي أطراف العظام، ويتميز الالتهاب في هذه المنطقة بتآكل غلاف الغضروف في أطراف العظام ويزداد مع التقدم في السن وترافق آلامه المصاب طوال العمر في الغالب.

في حوار مع الدكتور وجيه السيسي استشاري ورئيس قسم جراحة العظام في مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في عجمان اوضح أسباب الاصابة بالمرض وطرق علاجه ولنقرأ معا ماذا قال.

الأعراض

مرض التهاب العظام والغضروف منتشر بين سكان الدول العربية خاصة مقارنة بالدول الأوروبية لأسباب غالبا وراثية بالإضافة إلى الإصابات وينتشر بين النساء أكثر من الرجال، ويؤدي المرض إلى تآكل سطح الغضروف فيصبح خشن الملمس مثل رقائق الزجاج، مما يسبب الشعور بالألم عند تحريك المفصل، ومع تقدم المرض يؤدي إلى تصلب المفصل مما لا يسمح بالحركة السليمة للمريض أثناء المشي.

لذلك فإن آلام المفاصل تبدأ بالتهاب الغضروف وخروجه عن وضعه الطبيعي.

وقد يؤثر الالتهاب على اي مفصل في الجسم، وتتراوح الاعراض ما بين الطفيفة وحتى الحادة التي من الممكن ان تسبب الاعاقة. قد تكون الاصابة في المفصل، من جراء الفصال العظمي، مصحوبة بألم في المفصل المصاب، انتفاخه، تصلبه، الحد من مدى حركته وضعفه.

العظام غير المغطاة بالغضروف تحتك ببعضها البعض عند الحركة، وهذا الاحتكاك يسبب الالم والالتهاب. وتخف حدة الالم، عادة، بعد التدفئة وبعد الحركة، لكن الحركة المبالغ فيها يمكن ان تؤدي الى تفاقم حدة الالم. قد يكون المفصل منتفخا ومتصلبا وعندما يظهر تقييد في مجال الحركة فانه يتمثل، عادة، بصعوبة الثني.

الاجزاء التي انفصلت من الغضروف او من نسيج آخر قد تؤدي الى التصلب، صعوبة الحركة وانبعاث اصوات تشبه اصوات الطحن. كما يظهر ضعف في المفصل، ايضا، من جراء ضمور العضلات.

أربع مراحل

وأوضح الدكتور السيسي أن المرض ينقسم إلى أربع مراحل، تبدأ بآلام في الركبة قد يصاحبها ارتشاح أي تجمع المياه فيها، بينما لا تظهر أي علامات للمرض من خلال الأشعة السينية..

حيث تظهر الركبة سليمة، ويمكن لهذه المرحلة أن تستمر لعدة سنوات، فيما ينتقل إلى المرحلة الثانية التي تصاحبها أعراض أشد من سابقتها، وتظهر الأشعة السينية صغر حجم غضاريف الركبة، مع ظهور نتوءات من أعلى عظمة القصبة أو الرضفة.

واضاف أن في هذه المرحلة تبدأ الركبة بالانحراف داخليا أو خارجيا، ومعظم المرضى في هذه الحالة لا يمكنهم الجلوس على الأرض.

أما المرحلتان الثالثة والرابعة فتظهر الأشعة السينية اختفاء غضاريف الركبة تماما أسفل الفخذ وأعلى القصبة، علاوة على التقرح والتشوه فيهما، فيما يعاني المريض من ألم شديد سواء أثناء الجلوس أو المشي.

العلاج

أشار الدكتور السيسي إلى أن العلاج في المرحلة الأولى يتمثل في نصح المريض بعدم إجهاد الركبة أو ثنيها مع القيام بالتمرينات الرياضية وتناول المسكنات، أما في الحالة الثانية فيكون بتجنب العوامل المؤثرة التي تتسبب في تدهور الحالة مثل الجلوس على الأرض لمدة طويلة، أو إجهاد الركبة، ووضع القرفصاء وارتداء الأحذية ذات الكعب العالي..

والنزول على السلالم، مع إعطاء المريض الحقن الزيتية في مفصل الركبة، بمعدل 4 حقن كل أسبوعين، ويمكن إعادتها بعد ستة أشهر أو سنة طبقا لتعليمات الطبيب التي تعتمد على الحالة، مشيرا إلى أن هذه الحقن تلاقي استجابة في تحسن الركبة بنسبة 70% بين المرضى.

ولفت إلى أن المادة الزيتية التي تحقن في مفصل الركبة تزيد من لزوجة السائل السينوفي، مما يحفظ غضاريف الركبة من التآكل.

استبدال الركبة

أما في الحالتين الثالثة والرابعة فلا تجدي الأدوية معهما نفعا ويكون العلاج الأمثل باستبدال الركبة بمفصل صناعي..

وهذه العملية تقدمت كثيرا خلال العقدين الأخيرين بسبب استخدام التقنيات الحديثة التي تتيح الاستعانة بالملاحة الطبية أي بمساعدة جهاز الحاسوب، بواسطة إحداث شق صغير في الركبة، وإدخال جهاز دقيق جدا يحتوي على آلة تصوير، الى داخل الانسجة، ويتم مشاهدة الأنسجة عن طريق شاشة التلفاز، دون إحداث ضرر كبير.

وتتم عملية استبدال الركبة من خلال استئصال جزء طفيف من عظام أسفل عظمة الفخذ في حدود 2 إلى 3 ملم تمهيدا لتركيب جزء الفخذ من المفصل وهو عبارة عن مادة التيتانيوم والكروم اللتين لا تتفاعلان مع الجسم، أما أعلى عظمة القصبة فيتم تسويتها بإزالة 3 ملم تمهيدا لوضع جزء القصبة من المفصل، وفي النهاية توضع قطعة من مادة البولي اسيلين بهدف منع الاحتكاك بين قطعتي المفصل وإعطاء المفصل الشكل الطبيعي.

وأكد الدكتور السيسي أن المريض يمكنه المشي وثني الركبة منذ اليوم الثاني أو الثالث للعملية مع الانتظام في تلقي العلاج الطبيعي حتى تمام الشفاء، كما أن إعوجاج الركبة الناتج عن تشوهها جراء مرض التهاب المفاصل يختفي عقب العملية ويتحسن انثناء الركبة ما بين 90 إلى 120 درجة وهو المعدل الطبيعي الذي يمكن الفرد من ممارسة الحياة بشكل طبيعي.

Email