حربنا ضد الظلاميين

ت + ت - الحجم الطبيعي

 هي ساعات حاسمة، لا مكان فيها، لأولئك الأفاكين المضللين، الذين اختطفوا الإسلام، ونكلوا بصورته في العالم، أضعاف ما يمكن ان يفعله خصوم الإسلام، ساعات لا تقبل التأويل ولا أنصاف الحلول، فإما نكون مع ديننا وأمتنا، أو لا نكون.

اختطاف الإسلام ورهنه بأهواء الدواعش، وصولاً إلى جريمة قتل الطيار الأردني بهذه الصورة البشعة القبيحة، التي لا يمكن شرعنتها، ولا البحث عن مخرج لها، ظروف لا يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة، بكل موروثها المعتدل والسمح والراقي، أن تتفرج عليها، باعتبار أن هذا شأن لا يخصنا، وجريمة الطيار، لا يمكن حصرها في إطارها الفردي، بقدر قراءتها بشكل أعمق، واستبصار »الذهنية القذرة« خلفها.

هذه الحرب على الإرهاب، حرب على الظلاميين، الذين يظنون أنه يمكنهم مواصلة أسر الإسلام والأمة، في كهوف الضلالات، مقدمين خدمة عظيمة، لكل من يكره المسلمين في العالم، باعتبار أن هذا الأنموذج الرديء وهذه النسخة المزورة من الإسلام، يتطابقان مع اصل الإسلام العظيم، وجوهره النقي.

توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة وأمر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتمركز سرب من الطائرات المقاتلة »ف 16« للقوات الجوية الإماراتية في الأردن الشقيق، تأتي في توقيت فاصل وحساس، تقف فيه المنطقة على مشارف مرحلة تاريخية.

الأردن الذي يقف على خط المواجهة مع هذا التطرف الوحشي، لا يمكن ولا يجوز تركه وحيداً في هذه المحنة، وهي محنة تقترب من حدود الوباء القابل لعبور الجغرافيا، اتكاء على تاريخ يزيفه أصحاب الأهواء المريضة، وهو وباء لا يمكن معالجته إلا بشراكة كل القوى الحية، التي لا تفتقد للبصر ولا للبصيرة، أمام هذه النوائب التي حلت بالمنطقة.

في هذه الوقفة إلى جانب الأردن، الذي يخوض حرباً، ضد الإرهاب، وهي حرب من أجل حياة أطفالنا وبيوتنا، نقف إلى جانب أنفسنا، فلا يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة، بكل سماتها العصرية، واتكاءها على إرثنا الإسلامي العظيم، إلا أن تقول لهؤلاء، كفاكم استهتاراً بالدين، وسرقة لروحه الوضاءة..

وقد آن الأوان، أن يتم ردع هؤلاء، بعد أن امتهنوا شرب دماء الأبرياء، وهتك الحرمات، وترويع الآمنين، وتلطيخ سمعة الدين، فضلاً عن استقطاب أصحاب الأهواء والقلوب المريضة، الذين يصرون على أن هذه النسخة المزيفة من الإسلام، التي يتداولها الدواعش، نسخة أصلية، إذ فوق جرائمهم الدموية، يمتهنون سوء التأويل، والتزوير.

دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها الأبية ونسورها الذين ما وجلت قلوبهم، أبداً، تدرك أن الدفاع عن أمن الإقليم، عقيدة، وتثبيت الاستقرار في ما تبقى من مشرق ذبيح، فعل راق يتقنه كل من يعرفون أن الحياة ذات قيمة.

نحن هنا، نعلن بشكل واضح، أن لا تسويات مع الإرهاب، ولا مجلس له بيننا، ولا مكان ولا عنوان، ولن نسمح أبداً، بترك هذا الوباء ليتسلل على راحته، يفتك بالدول والشعوب والأمم، فوق تلطيخ الراية الطاهرة لديننا العظيم.

Email