شكراً محمد بن راشد

ت + ت - الحجم الطبيعي

كدأبه المتفرد على استثمار المناسبات الدورية في العمل الوطني، يكرس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الاحتفال بيوم جلوس سموه، فرصة وطنية للتعبير عن الشكر والامتنان للقوات المسلحة.

هكذا لا يكسي فقط صاحب السمو المألوف ثوباً زاهياً، بل يستثمر المناسبة في زرع قيم وطنية متعددة الأبعاد.

القوات المسلحة ليست مجرد حارس ساهر على حدود الوطن، فكما الحق، يتطلب التقدم والاستقرار قوة لتأمينهما وحمايتهما. من هذا المنطلق يكتسب توجيه محمد بن راشد بالتعبير عن شكر العاملين في القوات المسلحة، تقديراً لدور تاريخي جدير بالإطراء والإشادة، فالقوات المسلحة ظلت بالإضافة إلى الاضطلاع بمهامها العسكرية، مؤسسة تلهم الأجيال معاني الحرية والانتماء والوفاء للقيادة والوطن.

القوات المسلحة ليست كذلك مجرد حارس لمسيرة التقدم الإماراتية، بل هي أيضاً إحدى مراياه المثيرة للتحديق والتأمل، إذ هي مؤسسة جاذبة لشباب وشابات الوطن، بما تملك من عدة وعتاد للتدريب والتأهيل والتثقيف وفتح للآفاق أمام التخصص، ومواكبة العلوم والعولمة للجنسين على حد سواء، مما أتاح للمرأة فرص الانخراط في الأفرع والأجنحة والجبهات كافة. وكما تعكس قواتنا المسلحة سياسة الدولة التي رسمها القائد المؤسس المغفور له بإذن الله «زايد»، فإنها تشكل ذراعاً إماراتيةً دبلوماسيةً تعمل في خدمة السلام والحقوق العربية وإغاثة الشعوب المتضررة بالكوارث الإنسانية والطبيعية، من منطلق إنساني يسمو فوق الفرز الاثني والديني والطائفي.

لقد ظلت القيادة السياسية للدولة تولي تطوير القوات المسلحة أولوية قصوى، مواكبةً للتطورات المتسارعة في المنطقة التي تمثل بؤرة ساخنة على خارطة العالم الجيوسياسية، ليس فقط لحماية مسيرتنا التنموية اللافتة لأنظار الشعوب، بل انطلاقاً كذلك من قناعة بأن أمننا الخليجي هو قضية استراتيجية مشتركة، وهو جزء لا يتجزأ.

هذا هو فكر وعقيدة القوات المسلحة التي وضع أسسها القائد المؤسس الراحل، وحرصت عليها القيادة الحكيمة من بعده، ممثلةً بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

إن مبادرة محمد بن راشد تكتسب أهمية إضافية من تقديرها للأجيال السابقة العاملة في القوات المسلحة، وبما تغرسه في نفوس النشء من تحريض على الانخراط في صفوفها.

Email