ضرورة الاستمرار في العلاج بعد اختفاء الأعراض

الجفاف والتهاب الملتحمة أكثر أمراض العيون شيوعاً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد جفاف العين والتهاب الملتحمة الفيروسي من أكثر أمراض العيون المنتشرة بين سكان الإمارات، ولابد من استشارة طبيب العيون إذا استمر الشعور بالمتاعب، إذ لا يمكن علاج جفاف العين بشكل سليم بعد تحديد السبب الدقيق المؤدي إليه.

أعراض جفاف العين

الدكتورة ريم الزهراوي أخصائية جراحة عيون وليزر في دبي تقول: إن أكثر المترددين على عيادات العيون يعانون من متلازمة جفاف العين وتتمثل أعراضها في حرقة وحكة واحمرار في العين، والشعور بأن جسماً غريباً يوجد داخلها، أو في الحساسية تجاه الضوء، مع وجود ثقل بالعين، وقد يؤدي إلى اضطراب مؤقت في الرؤية وزيادة رجف العين.

أسباب المرض

وأشارت إلى أنه عادة ما ترجع الإصابة بجفاف العين إلى عوامل بيئية كسوء التهوية أو التعرض المباشر لهواء المكيفات أو المكوث لفترات طويلة أمام شاشة الحاسوب، أو أمام التلفاز، وبينت الدكتورة ريم أن النظر إلى الشاشة دون حركة يؤدي إلى نسيان المرء للرمش بعينيه، فبدلاً من أن يرمش المرء بجفنه بمعدل يتراوح بين 10 و15 مرة في الدقيقة الواحدة، يرمش مرة أو مرتين فقط في الدقيقة وهذا يساعد على الجفاف، كما أن حالة الطقس الجوي قد تسبب أيضاً جفاف العين خاصة إذا تعرض الشخص للأتربة المثارة.

وأشارت إلى أن الأطفال أكثر عرضة للجفاف نتيجة لجلوسهم أما الحاسوب أو استخدام الجهاز اللوحي والتركيز فيه ما يؤدي إلى اتساع العين وعدم إغلاقها، فيتسبب ذلك في تراجع معدل الرمش على هذا النحو إلى عدم توزيع المادة الدمعية على جميع أجزاء العين بشكل متساوٍ، الأمر الذي ينتج عنه عدم إمداد القرنية والملتحمة والأجزاء الداخلية من الرموش بالمواد الغذائية اللازمة لها، وعدم حمايتها على نحو كافٍ.

وبينت أن الاستعمال المتكرر ولفترات طويلة للعدسات اللاصقة، يعد أحد أسباب الجفاف أيضا وقد ينتج عنها حدوث التهاب بالقرنية واضطراب بالرؤية، مشيرة إلى أن إصابة الشخص بالأمراض الجهازية وأمراض المناعة الذاتية تعتبر أيضاً سبباً لجفاف العين، مثل الإصابة بمرض متلازمة (شوغرن) الذي يترافق معه جفاف في الدمع والحلق والتهاب المفاصل أيضاً.

أسباب دوائية

وأضافت أن هناك أسباباً أخرى لجفاف العين تنتج عن تناول بعض الأدوية مثل الإكثار من تناول المسكنات، أو الأدوية المعالجة للغدة الدرقية مثل (دايروكسين)، بالإضافة إلى نقص بعض الفيتامينات كفيتامين (C, B,E,A).

وأوضحت الدكتورة ريم أن فحص جفاف العين يكون بطريقة بسيطة يطلق عليها (شيرمر) نسبة للعالم الذي اخترعها وهي عبارة عن وضع ورق نشاف في الجفن السفلي للعين لمدة دقيقة لقياس كمية الدمع، أو بطريقة أخرى من خلال تلوين القرنية بمادة الفلوريسين، والتي تبين مدى سلامة القرنية من عدمه.

وقالت إن الطبقة الدمعية هي المسؤولة عن ترطيب سطح العين وإمداد الخلايا بالأوكسجين والمواد الغذائية اللازمة لها، لافتاً إلى أنها تعمل أيضاً على تنظيف العين من الأجسام الغريبة والبكتيريا وتساعد على صقل الطبقة السطحية من القرنية، وبالتالي تسهم في توفير رؤية واضحة للعين.

علاج جفاف العين

أوضحت الدكتورة ريم الزهراوي أن علاج جفاف العين يكون باستعمال المريض لقطرات العين المرطبة والتي تحتوي على حمض الهيالورونيك وتعمل عمل الدموع، الأدوية المحتوية على مادة السايكلوسبورين، أما في الحالات الشديدة فيلجأ الطبيب إلى سد الثقب الدمعية عن طريق وضع سدادة من الكولاجين لمنع زرف الدمع وحفظه داخل العين لضمان عدم جفافها.

التهاب الملتحمة والقرنية الفيروسي

الملتحمة هي غشاء شفاف يبطن الجزء الداخلي من الجفن وأجزاء أخرى من العين، وفي حال إصابة العين بالالتهاب، تتسع الأوعية الدموية فيها وتبرز أكثر، وتجعل العين تبدو محمرة، وأشارت الدكتورة ريم زهراوي أن الالتهاب يمكن أن يحدث على ضوء عدوى جرثومية أو فيروسية.

ويسبب التهاب الملتحمة شعوراً مزعجاً في العين، وقد يؤثر قليلا على الرؤية، مع احمرار العين وتورم في الأجفان وزيادة إفراز الدمع وحكة. غير أن التشخيص المبكر يمكن أن يساعد في العلاج، لكن اهميته تنبع بشكل خاص في منع انتشار (نقل) العدوى للآخرين إذ إن المرض معد.

أسبابه

يصيب مرض التهاب الملتحمة والقرنية الفيروسي الشخص على خلفية إصابته بفيروس في مجاري التنفس وضخامة العقد الليمفاوية خلف الأذن، وقد يتطور الالتهاب فيصيب سطح القرنية تاركة كثافات دائرية بيضاء ، وربما تستمر لمدة 6 أشهر وتؤدي إلي اضطراب وزوغان في الرؤية.

وشددت على منع الأطفال المصابين بهذا المرض من الذهاب إلى المدرسة أو استخدام الأدوات الشخصية الخاصة بالمريض، حيث أنه يعتبر معدياً، وأهابت بضرورة تعقيم الأيدي باستمرار للشخص المريض ومن حوله باستخدام معقم طبي.

علاج

ذكرت الدكتورة ريم الزهراوي ان علاج الالتهاب يكون بعلاج الأعراض فقط ريثما تتحسن الحالة، كما قد يكون العلاج باستخدام قطرات كورتيزون خفيفة لمنع انتقاله إلى القرنية، وغالباً تزول الأعراض في غضون أيام قليلة، ولكن في جميع الأحوال يجب الاستمرار في العلاج، وفقاً لتعليمات الطبيب الأولية حتى بعد اختفاء الأعراض، وذلك من أجل منع عودة الالتهاب ثانية.

Email